ثقب الحاجز الاذيني: متى يكون بسيطًا؟ ومتى يُهدد حياتك؟

قد تعيش سنوات دون أن تعلم أن قلبك يحمل ثقبًا صغيرًا! ثقب الحاجز الاذيني مشكلة صامتة تبدأ منذ الولادة، وقد تمر دون أعراض حتى يفاجئك التعب، ضيق التنفس، أو حتى السكتة الدماغية!
في هذا المقال، نكشف لك خفايا هذا العيب الخَلقي: متى يكون خطيرًا؟ كيف يتم اكتشافه فجأة؟ وكيف يمكن علاجه؟
شاهد في المقالة
هل يمكن أن يُغلق ثقب الحاجز الاذيني تلقائيًا؟ ومتى يحتاج للتدخل؟
رغم أن طفلك قد يبدو بصحة جيدة، إلا أن هناك عيوبًا قلبية خفية لا تظهر فورًا بعد الولادة. من أشهرها ثقب الحاجز الاذيني، وهو أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعًا، حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 25% من الأشخاص قد يُولدون بثقب صغير في القلب، وقد لا يُكتشف إلا بالصدفة أثناء الفحوصات.
ما هو ثقب الحاجز الاذيني ؟
ثقب الحاجز الأذيني، ويُعرف أيضًا باسم “عيب الحاجز الاذيني”. وهو أحد العيوب الخلقية الشائعة في القلب، يحدث هذا العيب عندما توجد فتحة غير طبيعية في الحاجز العضلي الذي يفصل بين الأذينين الأيمن والأيسر، وهما الحجرتان العلويتان في القلب.
في الوضع الطبيعي، يمنع هذا الحاجز اختلاط الدم المؤكسد في الأذين الأيسر مع الدم غير المؤكسد في الأذين الأيمن.
لكن في حالة وجود ثقب، يمر جزء من الدم المؤكسد من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن، مما يسبب زيادة في كمية الدم المتجه إلى الرئتين، هذا الحمل الزائد قد يؤدي إلى إرهاق عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية مع مرور الوقت.
ما هي أنواع ثقب الحاجز الاذيني؟ وأيها الأكثر شيوعًا؟
يُقسم ثقب القلب إلى عدة أنواع رئيسية:
-
الثقب الثانوي:
وهو الأكثر شيوعًا، يحدث في الجزء الأوسط من الحاجز الأذيني. يمثل هذا النوع حوالي 70% من الحالات، وفي كثير من الأحيان يكون صغيرًا ويُغلق تلقائيًا خلال الطفولة دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
-
الثقب الأولى:
وهو الأقل شيوعًا، يحدث في الجزء السفلي من الحاجز الأذيني، ويكون عادةً مرتبطًا بعيوب أخرى مثل الصمام التاجي والصمام ثلاثي الشرفات.عادةً ما يستلزم التدخل الجراحي المبكر في مرحلة الطفولة.
-
ثقب الجدار الوريدي:
وهو نوع نادر نسبيًا، يحدث في الجزء الخلفي العلوي أو السفلي من الحاجز الأذيني. ويكون مصحوبًا بوجود اتصال غير طبيعي بين بعض الأوردة الرئوية والأذين الأيمن. ويحتاج عادةً إلى تدخل جراحي لتصحيح كل من الثقب ومسار الأوردة غير الطبيعي.
-
ثقب الجيب التاجي:
يُعد اندر الانواع، يحدث نتيجة وجود فتحة بين الجيب التاجي (وعاء وريدي يصب في الأذين الأيمن والأذين الأيسر)، ويتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلًا جراحيًا مخصصًا.
ما هي أعراض ثقب الحاجز الاذيني؟ وهل تظهر دائمًا منذ الولادة؟
بالرغم من أن عيب الحاجز الأذيني يُعد من العيوب الخلقية الموجودة منذ الولادة، إلا أن العديد من الأطفال لا تظهر عليهم أي أعراض في المراحل المبكرة من حياتهم.
ففي معظم الحالات، لا تسبب العيوب الصغيرة (أقل من 5 ملليمترات) أي مشاكل صحية تُذكر، لأنها لا تُجهد القلب أو الرئتين.
أما العيوب المتوسطة (بين 5 و10 ملم)، فعادةً لا تبدأ الأعراض بالظهور إلا في مراحل متقدمة من البلوغ وتشمل:
- نفخة القلب هي العلامة الأكثر شيوعًا، يلاحظها الطبيب عند الاستماع إلى قلب طفلك باستخدام السماعة.
-
ضيق التنفس خاصة أثناء اللعب أو النشاط البدني.
- التعب السريع أو ضعف التحمل أثناء المجهود.
- تأخر في النمو أو زيادة الوزن عند الرضع.
- التهابات متكررة في الجهاز التنفسي مثل: نزلات البرد أو التهاب الشعب الهوائية.
- خفقان القلب أو الشعور بنبضات غير منتظمة.
- تورم في القدمين أو البطن في الحالات المتقدمة.
- أعراض تشير إلى نوبة دماغية (مثل ضعف مفاجئ في الأطراف أو اضطراب في الكلام أو الإبصار).
ما أسباب حدوث ثقب الحاجز الاذيني؟
يولد كل طفل بفتحة تسمى “الثقب البيضاوي”، توجد بين غرفتي القلب العلويتين. وهي فتحة طبيعية للجنين تسمح للدم بالانحراف بعيدًا عن الرئتين قبل الولادة.
بعد الولادة، لا تعود هناك حاجة لهذه الفتحة، وعادةً ما تُغلق خلال عدة أسابيع أو أشهر من الولادة.
في بعض الأحيان تكون هذه الفتحة أكبر من الطبيعي ولا تُغلق بعد الولادة، يحدث ذلك دون وجود سبب واضح في معظم الحالات. إلا أن هناك عوامل قد تزيد من احتمالية بقاء هذا الثقب وتطوره إلى عيب خلقي، ومنها:
- وجود تاريخ عائلي لعيوب خلقية في القلب.
- الأمراض المزمنة لدى الأم، مثل السكري غير المتحكم فيه.
- تناول أدوية أو مواد ضارة أثناء الحمل مثل الكحول أو بعض الأدوية الممنوعة.
- الإصابة ببعض الفيروسات في الأشهر الأولى من الحمل، مثل الحصبة الألمانية.
ما هي مضاعفات ثقب الحاجز الاذيني إذا لم يُعالج؟
قد يؤدي ثقب الحاجز الأذيني غير المعالج، خاصةً إذا كان متوسطًا أو كبيرًا، إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- تضخم القلب، خاصة الأذين الأيمن والبطين الأيمن.
- اضطرابات في نظم القلب مثل الرجفان الأذيني.
- سكتة دماغية بسبب انتقال جلطات دموية من الجانب الأيمن إلى الأيسر من القلب.
- التهاب الرئة المتكرر.
- وانسداد الأذيني البطيني.
- قصور القلب الأيمن.
هل يمكن الوقاية من ثقب الحاجز الاذيني قبل الولادة؟
لا يمكن منع حدوث جميع حالات ثقب الحاجز الأذيني، لكنها قد تقل من خلال اتباع خطوات وقائية أثناء الحمل، مثل:
- السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم.
- تجنب التدخين والكحول والأدوية غير الآمنة.
- تلقي اللقاحات الضرورية مثل الحصبة الألمانية قبل الحمل.
- استشارة الطبيب في حال وجود تاريخ عائلي لأي مرض قلبي خلقي.
كيف يتم تشخيص ثقب الحاجز الاذيني؟
عادةً ما يُشخَّص عيوب الحاجز الاذيني أثناء الفحص السريري، ومجموعة من الفحوصات الطبية أهمها:
- تخطيط صدى القلب، وهو الفحص الرئيسي لتحديد حجم وموقع الثقب.
- أشعة سينية للصدر أو رسم القلب الكهربائي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
-
التصوير المقطعي للقلب.
-
القسطرة القلبية التشخيصية.
كيف يتم علاج عيب الحاجز الأذيني؟
يعتمد علاج ثقب الحاجز الأذيني على حجم الثقب وتأثيرها على وظائف القلب والرئتين. ففي حال كان الثقب صغير، فهي غالبًا لا تُسبب أي أعراض أو مضاعفات، وقد تُغلق تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي أو جراحي.
أما في حال كان الثقب كبيرًا، فقد يتطلب العلاج تدخلاً متخصصًا يشمل أحد الخيارات التالية:
تُستخدم لإغلاق الثقب باستخدام جهاز خاص يُزرع في القلب دون الحاجة إلى جراحة، وتُعد خيارًا شائعًا وآمنًا في كثير من الحالات.
-
جراحة القلب المفتوح:
-
- تُجرى في الحالات التي لا يُمكن فيها إغلاق الثقب عن طريق القسطرة، مثل وجود تشوهات في توصيلات الأوردة الرئوية، حيث تكون الجراحة هي الحل الأنسب.
- يُوصى بتناول أدوية مميعة للدم لمدة تتراوح بين 6 و12 شهرًا لتقليل خطر تكوُّن الجلطات على جهاز الإغلاق.
- كما يُنصح باستخدام المضادات الحيوية لمدة لا تقل عن 6 أشهر بعد العملية .
تُعد نسبة نجاح العلاج مرتفعة جدًا سواء بالقسطرة أو الجراحة، ومع الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية تمامًا.
الخلاصة
يُعد ثقب الحاجز الاذيني من العيوب القلبية الشائعة. يظهر عادة عند الولادة لكن قد لا يُكتشف إلا في سن متأخر. إذا كان الثقب صغيرًا، قد لا يسبب أعراضًا ويُغلق من تلقاء نفسه. أما الثقوب الكبيرة فقد تسبب زيادة في تدفق الدم إلى الرئتين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي. يمكن علاجه بالقسطرة أو الجراحة بنسبة نجاح عالية، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا.