تشخيص أمراض القلب

أنواع دعامات القلب | مفاتيح الفهم قبل اتخاذ القرار الطبي

القلب هو المحرك الأساسي لحياة الإنسان، وأي خلل في تدفق الدم إليه قد يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة. من بين أبرز الحلول الطبية التي ساعدت ملايين المرضى حول العالم على استعادة نمط حياتهم الطبيعي هي “دعامات القلب”. 

لقد أصبحت الدعامات خيارًا فعّالًا لعلاج ضيق الشرايين التاجية، وهي تدخل بسيط نسبيًا مقارنة بالجراحات الكبرى، لكنه يلعب دورًا حيويًا في إنقاذ الأرواح.

في هذا المقال، نحن بصدد جولة طبية مبسطة للتعرّف على أنواع دعامات القلب، وفوائدها، وكيف يتم تركيب دعامة القلب، ولماذا يختار الأطباء نوعًا دون الآخر حسب حالة المريض. إذا كنت أنت أو أحد أحبائك مقبلًا على تركيب دعامة، أو ترغب فقط في فهم أعمق لهذا الإجراء الشائع، فأنت في المكان الصحيح!

أنواع دعامات القلب 

تتنوع دعامات القلب بحسب المواد المصنوعة منها وآلية عملها والعمر الافتراضي لكلٍ منها، ويعتمد اختيار النوع المناسب على حالة المريض وتوصية الطبيب. أهم الأنواع تشمل:

1- الدعامة المعدنية العادية (Bare-metal Stents)

وهي أول نوع من الدعامات تم استخدامه في علاج انسداد الشرايين، وتعمل بنفس الفعالية مقارنةً بالأنواع الأحدث منها.

تتكوّن من شبكة معدنية صغيرة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الكروم الكوبالت؛ تعمل على إبقاء الشريان مفتوحًا، لكنها لا تمنع عودة الانسداد بسبب أنها قد تُسبب ندوبًا في المستقبل.

2- الدعامة الدوائية (Drug-eluting Stents)

هي الأكثر استخدامًا حاليًا، حيث تحتوي على طبقة دوائية تغلف الدعامة؛ تُفرز ببطء لمنع نمو الأنسجة داخل الشريان، مما يقلل من احتمالية الانسداد مرة أخرى، ويُساعد على تقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم في المنطقة.

تُعد خيارًا فعالًا لمعظم المرضى، خاصةً مرضى السكري الذين يعانون من انسداد الشرايين التاجية.

3- الدعامة القابلة للذوبان (Bio Absorbable Stents)

نوع حديث نسبيًا، يتميز بأنه يتحلل تلقائيًا داخل الجسم بعد فترة، عادةً من 3 أشهر لعامين، مما يترك الشريان طبيعيًا دون جسم غريب دائم. 

ومع ذلك، فهي غير مناسبة لكبار السن الذين يعانون من نقص الكالسيوم، ولا تزال هذه التقنية تحت المراقبة والدراسة في بعض الحالات.

فوائد تركيب دعامة القلب .. رحلة إنقاذ الشرايين

تركيب دعامة القلب يُعد من التدخلات الطبية الفعالة لعلاج ضيق أو انسداد الشرايين التاجية، ويُحقق عدة فوائد مهمة لصحة المريض ويؤثر على جودة العلاقة الزوجية بشكل كبير، أبرزها:

  1. تحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب

تساعد الدعامة على فتح الشريان المسدود أو الضيق، مما يعيد تدفق الدم بشكل طبيعي إلى القلب ويقلل من خطر حدوث نوبات قلبية.

  1. تخفيف أعراض الذبحة الصدرية

يعاني كثير من المرضى من آلام أو ضغط في الصدر بسبب نقص التروية، ومع تركيب الدعامة تتحسن هذه الأعراض بشكل ملحوظ، ما يمنح المريض راحة أكبر أثناء النشاط اليومي.

  1. بديل آمن عن الجراحة المفتوحة

يُعد تركيب أنواع دعامات القلب إجراءً أقل تعقيدًا من جراحة القلب المفتوح، حيث يُجرى غالبًا عبر القسطرة دون الحاجة لتخدير عام أو شق صدري، مما يعني فترة تعافٍ أقصر ومضاعفات أقل.

  1. الحد من تطور أمراض القلب التاجية

التدخل المبكر بتركيب الدعامة قد يمنع تدهور الحالة ويؤخر الحاجة لإجراءات جراحية أكبر في المستقبل.

  1. تحسين الصحة العامة للمريض

بعد تثبيت الدعامة واتباع نمط حياة صحي، يشعر المريض بنشاط أكبر وقدرة أفضل على الجماع وممارسة الرياضة والعمل بدون ألم أو تعب مفاجئ.

كم دعامة يتحمل القلب

كيف يتم تركيب دعامة القلب

يُجرى تركيب دعامة القلب من خلال إجراء يُعرف بـ”قسطرة الشريان التاجي”، وهو تدخل غير جراحي يتم عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي، مهما كانت أنواع دعامات القلب المستخدمة.

  1. تبدأ العملية بإعطاء المريض مهدئًا خفيفًا عبر الوريد لتخفيف التوتر، بالإضافة إلى تخدير موضعي في منطقة إدخال القسطرة (الفخذ أو الرسغ).
  2. يتم إدخال أنبوب رفيع يُسمى القسطرة من خلال شريان رئيسي، وغالبًا ما يكون الشريان الفخذي أو الكعبري (في الرسغ).
  3. تُوجَّه القسطرة بدقة نحو الشرايين التاجية باستخدام تقنية التصوير بالأشعة السينية (تصوير الأوعية التاجية).
  4. يتم حقن صبغة طبية لتوضيح موقع الضيق أو الانسداد داخل الشريان، ويُمرّر سلك دقيق عبر الجزء المتضيّق لتسهيل دخول الدعامة.
  5. يُدخل بالون صغير مع دعامة مطوية حوله عبر القسطرة إلى موقع الانسداد، ويُنفخ البالون لتوسيع الشريان.
  6. عند نفخ البالون، تتوسع الدعامة المعدنية لتلتصق بجدار الشريان وتُبقيه مفتوحًا، ثم يُفرغ البالون ويُسحب، تاركًا الدعامة في مكانها.
  7. تُزال القسطرة ويُوضع ضغط على موقع الإدخال لمنع النزيف، وقد يُستخدم جهاز خاص لإغلاق الشريان.
  8. تستغرق العملية عادةً ما بين 30 دقيقة إلى ساعة.
  9. يُنقل المريض إلى غرفة الملاحظة لمراقبة العلامات الحيوية، ويُطلب منه الراحة لبضع ساعات قبل السماح بالخروج من المستشفى غالبًا في نفس اليوم أو في اليوم التالي.

أدوية ما بعد تركيب الدعامة

بعد تركيب أيّا من أنواع دعامة القلب المختلفة، من الضروري أن يلتزم المريض بتناول مجموعة من الأدوية التي تهدف إلى منع تكون الجلطات داخل الدعامة وضمان نجاح العملية على المدى الطويل. وتشمل هذه الأدوية:

1- مضادات تجلط الدم (مضادات الصفائح): وهي أهم الأدوية بعد تركيب الدعامة، وتشمل:

  • الأسبرين: يُعطى بجرعة منخفضة بشكل يومي مدى الحياة غالبًا.
  • كلوبيدوغريل (Plavix) أو تيكاجريلور(Brilinta)  :يُؤخذ لفترة تتراوح عادةً بين 6 إلى 12 شهرًا حسب نوع الدعامة (دوائية أو معدنية).

2- أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات) مثل:

  • أتورفاستاتين أو روسوفاستاتين، وتُستخدم للمساعدة في تقليل نسبة الدهون في الدم ومنع تطور تصلب الشرايين.

3- أدوية الضغط أو القلب (عند الحاجة): 

  • مثبطات ACE أو ARBs لتحسين وظيفة القلب.
  • حاصرات بيتا (Beta-blockers) لتنظيم معدل ضربات القلب وتقليل الضغط على القلب.
  • مدرات البول إذا وُجد احتباس سوائل أو ارتفاع في ضغط الدم.

4- أدوية أخرى حسب الحالة:

مثل أدوية تنظيم السكر في حال كان المريض يعاني من السكري، أو أدوية للسيطرة على القلق والنوم خلال فترة التعافي.

هام: يجب عدم التوقف عن تناول أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، لأن التوقف المفاجئ، خاصةً عن مضادات التجلط، قد يؤدي إلى انسداد الدعامة وحدوث جلطة قلبية.

مخاطر دعامة القلب

رغم أن تركيب أنواع دعامات القلب يُعد إجراءً آمنًا وفعّالًا في أغلب الحالات، إلا أنه كأي تدخل طبي قد ينطوي على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، ومنها:

  • تكوّن جلطة داخل الدعامة: قد تحدث جلطة دموية داخل الدعامة، خاصة إذا لم يلتزم المريض بتناول أدوية مضادات التجلط. وتُعد هذه أخطر المضاعفات، لذا يتم الالتزام باستخدام الأسبرين والكلوبيدوغريل لفترة محددة.
  • إعادة الانسداد: في بعض الحالات، قد يعود الشريان للتضيّق بسبب نمو النسيج داخل الدعامة، وهو أمر أقل شيوعًا مع الدعامات الدوائية مقارنةً بالمعدنية التقليدية.
  • نزيف أو كدمات: قد تظهر كدمات أو نزيف في مكان إدخال القسطرة، خاصة إذا كان المريض يستخدم أدوية مميعة للدم.
  • رد فعل تحسسي: نادرًا ما يظهر تحسّس تجاه الصبغة المستخدمة أثناء التصوير أو المواد الموجودة في الدعامة.
  • تلف الأوعية الدموية: أثناء إدخال القسطرة أو الدعامة، قد تُصاب بعض الأوعية الدقيقة بالتلف، لكنه غالبًا مؤقت ويتم علاجه بسهولة.
  1. مشاكل في التنفس: قد تحدث بعض المشكلات في التنفس إما بسبب التخدير أو استخدام الدعامة في القصبة الهوائية.
  2. نوبة قلبية أو سكتة دماغية: وهي من الحالات النادرة التي قد تحدث أثناء الإجراء أو بعده.

من المهم أن تعرف أن فشل دعامة القلب من الأمور النادرة ومعظم هذه المخاطر لا تحدث، ويمكن الوقاية منها أو التعامل معها بفعالية إذا تم اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد العملية.

الخلاصة

أنواع دعامات القلب المختلفة تمثل أحد أهم التطورات في علاج أمراض الشرايين التاجية، إذ تتيح للمرضى استعادة تدفق الدم إلى القلب دون الحاجة لجراحة كبرى.

النجاح في العلاج لا يتوقف فقط على نوع الدعامة، بل يعتمد أيضًا على التزام المريض بالعلاج الدوائي، واتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، القلب أمانة… والعناية به تبدأ بالوعي.4

المصادر

Types of Stents and Their Uses – 2024-webmd

Drug-eluting stents: Do they increase heart attack risk? -2024- Mayo Clinic

Coronary Stents – Types, Benefits and Risks | 2023| Guide for Heart Patients

Plastic versus metal stents for inoperable gallbladder cancer

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى