أمراض الشرايين التاجية

العمر الافتراضي لدعامات القلب

حقق الطب المعاصر والحديث تطورات سريرية مذهلة في جراحة القلب، أحد هذه التطورات هي دعامات القلب، وهي أعجوبة طبية تسمح باستمرار تدفق الدم عبر الشرايين أو الأوردة. تعمل الدعامة على تخفيف الانسداد في الأوعية الدموية والشرايين التاجية ولكن ربما تتساءل، ما هو العمر الافتراضي لدعامات القلب؟

تعد دعامات القلب تقنية حيوية مهمة لعلاج وتحسين حالات الأمراض القلبية. وتعد هذه الدعامات ملحقًا معدنيًا بركبه الأطباء داخل الشرايين التاجية لتوسيعها وتحسين تدفق الدم إلى القلب. ومن المعروف أن الأجسام الغريبة التي توضع في الجسم لها عمر محدد قبل أن تحتاج إلى استبدال. يثار السؤال المهم هنا: ما هو العمر الافتراضي لدعامات القلب؟ وما هي العوامل التي تؤثر في دوامها؟ سنوضح هذه الأسئلة ونقدم نظرة عامة على مدى استدامة دعامات القلب.

ما هو العمر الافتراضي لدعامات القلب؟

دعامات القلب هي أجهزة طبية تستخدم لعلاج وتحسين حالات الأمراض القلبية، خاصةً ضيق الشرايين التاجية، توسع هذه الدعامات الشرايين الضيقة أو المسدودة وتحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب. تتكون دعامات القلب عادةً من أنبوب معدني مرن يشبه الاسطوانة، ويُركب في الشريان الضيق لتوسيعه وتحسين تدفق الدم خلاله.

كم تبقي الدعامة؟ 

بالنسبة إلى العمر الافتراضي لدعامات القلب، فإنه يختلف حسب نوع الدعامة والمادة المصنوع منها والظروف الفردية لكل مريض، في المتوسط، يمكن أن تستمر دعامات القلب لمدة تتراوح بين 5 إلى 15 سنة، ومع ذلك، هناك عدة عوامل تؤثر في مدى استدامة الدعامة، مثل:

  • نوع الدعامة: 

هناك أنواع مختلفة من دعامات القلب، بما في ذلك الدعامات المعدنية العادية والدعامات المغلفة بالدواء، قد يكون لكل نوع متانة مختلفة وعمر افتراضي مختلف.

  • المواد المستخدمة لصنع الدعامة: 

تختلف المواد المستخدمة في صنع الدعامات وتأثر في مدى استدامتها، تطورت التكنولوجيا في هذا المجال وأصبحت المواد أكثر متانة ومقاومة للتآكل، مما يسهم في زيادة العمر الافتراضي للدعامات.

  • حالة المريض: 

تلعب الحالة الصحية العامة للمريض دورًا في استدامة الدعامة، فقد يؤثر وجود أمراض أخرى أو عوامل مثل التدخين أو السمنة في عمر الدعامة.

  • الرعاية الطبية والمتابعة الدورية: 

تلعب الرعاية الطبية والمتابعة الدورية مع الفريق الطبي المعالج دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الدعامة وتقييم حاجتها للاستبدال.

إرشادات تساعد على زيادة العمر الافتراضي لدعامات القلب

هناك عدة نصائح وإرشادات تساعد في المحافظة على الدعامة القلبية وزيادة العمر الافتراضي لها، من أهمها:

  1. الإقلاع عن التدخين.
  2. تناول نظام غذائي صحي ومتوازن أكثر للقلب.
  3. ممارسة التمارين الرياضية وجعلها في روتينك اليومي.
  4. خفض نسبة الكوليسترول لديك، تشاور مع طبيبك المختص.
  5. المحافظة على ضغط الدم في وضعه الطبيعي.
  6. تأكد من السيطرة على مرض السكري بشكل جيد.

كيف يركب الأطباء دعامات القلب؟

تُركب دعامات القلب تحت إشراف طبيب القلب المختص بعد فحص المريض وعمل الأشعة والتحاليل اللازمة، كذلك يحدد الطبيب نوع الدعامة التي يحتاج إليها المريض كل هذا من شأنه أن يزيد العمر الافتراضي لدعامات القلب.

  1. تخدير المريض: يُعطى المريض تخديرًا موضعيًا أو عامًا قبل البدء في الإجراء.
  2. إدخال القسطرة: يدخل الأطباء قسطرة رفيعة ومرنة من خلال الشريان (غالبًا في الفخذ أو الذراع) وإرشادها بواسطة الأشعة إلى الشريان التاجي الضيق.
  3. توسيع الشريان: بعد الوصول إلى الشريان التاجي المستهدف، يُستخدم بالون لتوسيع الشريان الضيق وتحسين تدفق الدم إلى القلب.
  4. تركيب الدعامة: بعد توسيع الشريان، تُركب الدعامة داخل الشريان لدعمه ومنع انغلاقه مرة أخرى، تختلف طرق تركيب الدعامة حسب نوعها، وقد تشمل إدخال دعامة معدنية أو دعامة مغلفة بالبوليمر أو دعامة مغلفة بالدواء.
  5. إزالة القسطرة: بعد تركيب الدعامة، يسحب الأطباء القسطرة ببطء وحرص لإخراجها من الشريان.

هل يمكن أن تتحرك الدعامة؟

هل مرض القلب يؤثر على الانتصاب ؟ هل الدعامات القلبيو تؤثر على الانتصاب؟

تعرفنا على دعامة القلب وأنها جهاز معدني أسطواني الشكل يوضع داخل أحد الشرايين الضيقة لتوسعتها وحتى يساعد الدم على التدفق بشكل طبيعي، ولكن هل يمكن أن تتحرك الدعامة من مكانها؟ بالطبع لا.

فبمجرد زراعة الدعامة سواء المعدنية أو المغلفة بالأدوية تكون ثابتة ولا يمكن أن تتحرك من مكانها. 

هل تعالج الدعامة مرض الشريان التاجي

تركيب الدعامة للشريان التاجي ليس علاجًا لمرض الشريان التاجي بحد ذاته، وإنما يعد إجراءًا جراحيًا لتوسيع الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة، يستخدم التدخل بواسطة الدعامة (الأوعية القلبية) لاستعادة تدفق الدم الطبيعي إلى عضلة القلب وتخفيف الأعراض المرتبطة بمرض الشريان التاجي.

مرض الشريان التاجي عادةً مرتبط بتراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تضييقها أو إغلاقها جزئيًا أو كليًا، تركيب الدعامة يتم خلاله إدخال أنبوب رفيع مجهز بدعامة معدنية إلى الشريان التاجي المسدود، ثم تُمرر الدعامة في الموضع الضيق وتمدد الشريان وتحسن تدفق الدم.

كم يعيش الإنسان بعد عملية القسطرة؟

بعد إجراء عملية القسطرة، يعتمد مدى أمل الحياة على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • حالة القلب قبل القسطرة.
  • عدد النوبات القلبية التي يتعرض لها القلب.
  • عوامل الصحة الأخرى للمريض.
  • سن المريض.

 عمومًا، يمكن لعملية القسطرة أن تسهم في تحسين حالة القلب وتقليل الأعراض المرتبطة بها، مما يعزز الجودة العامة للحياة. ومع ذلك، لا يمكن تحديد مدة حياة محددة بعد القسطرة، إذ يعتمد ذلك على العوامل السابقة.

وبصفة عامة تعد قسطرة القلب إجراء بسيط لا ينطوي على مخاطر شائعة فيمكن لأي شخص أن يتمتع بصحة جيدة ويعيش لسنوات طويلة بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية الموصوفة واتباع نظام حياة صحي بدون تدخين أو كحوليات مما يزيد من العمر الافتراضي لدعامات القلب.

هل تركيب دعامات للقلب يتطلب أخذ العلاج طول العمر؟

نعم، بشكل عام بعد تركيب دعامات للقلب، يتطلب الحفاظ على علاج مستمر طوال العمر، يتضمن العلاج بعد تركيب الدعامة عادةً النقاط التالية:

  • الأدوية المضادة للجلطات: 

بعد تركيب الدعامة، يتم عادةً وصف أدوية مضادة للجلطات مثل الأسبرين أو الكلوبيدوجريل للمساعدة في الوقاية من تشكل الجلطات داخل الدعامة أو في المناطق المحيطة بها.

  • الأدوية المضادة للتصلب اللويحي: 

قد يتم وصف أدوية مضادة للتصلب اللويحي مثل مثبطات إنزيم المحولة للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) أو مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) للمساعدة في تقليل تصلب الشرايين.

يجب أن تتناول الأدوية الموصوفة وفقًا لتوجيهات الطبيب المعالج، قد يقلل الطبيب الجرعات أو يغير الأدوية بناءً على تقييم الحالة والتعافي، من المهم أن يفهم المريض أن العلاج المستمر والالتزام بالعناية الذاتية هي جزء أساسي للحفاظ على العمر الافتراضي لدعامات القلب وللحفاظ على صحة القلب والوقاية من مضاعفات محتملة.

هل يمكنني ممارسة الرياضة بعد تركيب الدعامة؟

هل رياضة المشي مضره لمرضى القلب

بالطبع بعد تركيب الدعامة، يُشجَّع عادةً على ممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل منتظم، النشاط البدني المنتظم يعد جزءًا مهمًا من العلاج والوقاية بعد تركيب الدعامة ويساعد على تعزيز القوة القلبية واللياقة البدنية وتحسين الصحة العامة ومع ذلك، قد تكون هناك بعض التوصيات والإرشادات التي يجب اتباعها:

  1. قبل البدء في برامج النشاط البدني بعد تركيب الدعامة، يجب عليك استشارة الطبيب المعالج.
  2. قد يكون من الأفضل البدء بالنشاط البدني بشكل تدريجي وزيادة الشدة والمدة ببطء.
  3. يمكن ممارسة جميع أنواع الرياضات إلا أن هناك رياضات عنيفة يحذر منه الأطباء.
  4. إذا شعرت بأي أعراض غير طبيعية في أثناء ممارسة الرياضة مثل ألم في الصدر، أو ضيق التنفس المفاجئ، أو خفقان القلب غير المعتاد، يجب التوقف عن النشاط.

الخلاصة

على الرغم من أن دعامات القلب تُعد تقنية مهمة وفعالة في علاج الأمراض القلبية، إلا أنها ليست دائمة وتحتاج في بعض الأحيان إلى استبدال. يتأثر العمر الافتراضي لدعامات القلب بعدد من العوامل المتعلقة بالمريض ونوع الدعامة وأمور أخرى. يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من دعامات قلبية أن يتابعوا بانتظام مع فريق الرعاية الصحية المعالج لتقييم أداء الدعامة وتحديد حاجتها إلى الاستبدال.

المصادر

Do Stents Ever Need to be Replaced? -2021- healthline

Up to 15-Year Survival of Men and Women after Percutaneous Coronary Intervention Paid by the Brazilian Public Healthcare System in the State of Rio de Janeiro, 1999-2010 – PMC

Long term outcome after coronary stent implantation: a 10 year single centre experience of 1000 patients -1999- PMC

How long does a heart stent last? Do they need to be replaced? | 2023 | Cardiac Health

Angioplasty and Stent Placement for the Heart | 2022 | Johns Hopkins Medicine

Coronary angioplasty and stent insertion – How it’s performed -2022- NHS

What Is a Stent? -2022- webmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى