أقصى عدد لدعامات القلب | كل ما تحتاج معرفته بالتفصيل

مع ازدياد أمراض القلب وتقدُّم تقنيات التدخل العلاجي، أصبحت دعامة القلب واحدة من أكثر الإجراءات استخدامًا لإنقاذ الأرواح وتحسين الصحة القلبية.
لكن وسط هذا التقدّم، يظهر سؤال يهم كل مريض أو مهتم بصحة القلب: ما هو أقصى عدد لدعامات القلب التي يمكن تركيبها؟ وهل تكرار تركيب الدعامة أمر آمن أم قد يحمل مخاطرة؟!
تُعتبر دعامة القلب من أهم الوسائل الطبية المستخدمة لعلاج ضيق الشرايين التاجية، حيث تعمل على إبقاء الشريان مفتوحًا بعد إزالة الانسداد، مما يسمح بعودة تدفق الدم الطبيعي إلى عضلة القلب.
هذا الإجراء البسيط نسبيًا يمكن أن يمنع نوبات قلبية خطيرة، ويُحسن من قدرة المريض على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، دون ألم أو ضيق تنفّس.
شاهد في المقالة
ما هو أقصى عدد لدعامات القلب
يعتمد عدد دعامات القلب التي يمكن تركيبها لشخص ما على طبيعة مرض القلب، وموقع ومدى الجلطات داخل الشرايين، وعوامل أخرى يحددها الطبيب بعد الفحص الطبي.
قد لا يكون أمام بعض الأشخاص الذين يعانون من قصور حاد في القلب، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو بعض الحالات الأخرى، خيارًا سوى تركيب عدة دعامات بالقلب بالرغم من احتمالية زيادة المضاعفات.
تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يتحمل القلب من 4 – 6 دعامات قلبية قبل أن يتخذ الطبيب قرار إجراء جراحة مثل جراحة القلب المفتوح، حيث يكون هذا الخيار أكثر أمانًا واستقرارًا على المدى البعيد.
متى تكون دعامات القلب ضرورية؟
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يجب أن يكون الشريان التاجي مسدودًا بنسبة 70% على الأقل قبل أن تُصبح الدعامة علاجًا مناسبًا.
عند انسداد الشرايين بنسبة 70%، من المرجح أن يُسبب مرض القلب أعراضًا مثل ألم الصدر (الذبحة الصدرية) وضيق التنفس.
في بعض الحالات، قد يكون الانسداد خطيرًا لدرجة تُسبب نوبة قلبية وقد يؤثر على العلاقة الزوجية وتحتاج إلى تركيب دعامة أو أكثر بشكل طارئ لاستعادة تدفق الدم السليم، حيث يقوم الطبيب بتحديد أقصى عدد لدعامات القلب يمكن تركيبها.
كم تستغرق عملية تركيب دعامة القلب
عملية تركيب دعامة القلب تُعد إجراءً غير جراحي نسبيًا وتتم باستخدام القسطرة القلبية. في العادة، تستغرق العملية ما بين 30 إلى 90 دقيقة، وذلك حسب عدد الدعامات المطلوبة ومدى تعقيد الانسداد في الشرايين.
يتم إدخال أنبوب رفيع (القسطرة) عبر شريان في الفخذ أو الذراع، وتوجيهه إلى الشرايين التاجية باستخدام الأشعة، ثم يتم تركيب الدعامة في المكان الضيق أو المسدود لتوسيع الشريان وتحسين تدفق الدم.
بعد الانتهاء، يُراقب المريض لعدة ساعات، وأحيانًا يُبقى في المستشفى ليوم واحد فقط، خاصةً في حال كانت العملية تمت بنجاح دون مضاعفات.
ما نسبة نجاح عمليات الدعامات القلبية؟
بعدما تعرفنا على أقصى عدد لدعامات القلب، دعونا نوضح أن عمليات تركيب دعامات القلب من الإجراءات الآمنة والفعّالة، وتُسجّل نسب نجاح عالية تتراوح بين 90% إلى 99%، خاصة في الحالات التي يتم فيها التدخل المبكر قبل حدوث تلف كبير في عضلة القلب.
تعتمد نسبة النجاح على عدة عوامل، من أبرزها:
- خبرة الفريق الطبي.
- موقع الانسداد في الشرايين.
- مدى تضرر القلب قبل العملية.
- التزام المريض بالعلاج بعد التركيب.
كما أن استخدام الدعامات الدوائية الحديثة ساهم في تقليل نسب إعادة الانسداد بشكل ملحوظ، مما يزيد من فرص استقرار الحالة على المدى البعيد.
متى يختفي الخطر بعد تركيب دعامات القلب؟
تركيب دعامة القلب يقلل بشكل كبير من خطر النوبات القلبية ويُحسن تدفق الدم، لكن لا يعني ذلك أن الخطر يختفي تمامًا فورًا بعد العملية.
عادةً، تبدأ الحالة بالاستقرار خلال الأيام الأولى إلى الأسابيع الأولى بعد العملية، خاصةً إذا التزم المريض بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام خصوصًا أدوية سيولة الدم التي تمنع تجلط الدعامة.
ومع ذلك، يُعتبر أول شهر إلى 6 أشهر بعد تركيب الدعامة فترة حرجة، حيث يجب مراقبة الحالة عن قرب وتفادي أي مجهود زائد أو تجاهل للأعراض المحتملة مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس.
بعد هذه الفترة، وإذا لم تظهر أي مضاعفات، ينخفض مستوى الخطر بشكل كبير، خصوصًا مع اتباع نمط حياة صحي (نظام غذائي مناسب، الإقلاع عن التدخين، التحكم في ضغط الدم والكوليسترول) حتى مع تركيب أقصى عدد لدعامات القلب.
كم دعامة يتحمل القلب؟
كما أوضحنا أقصى عدد لدعامات القلب في الفقرات السابقة، نوضح كم دعامة يستطع القلب تحملها في المرة الواحدة.
عادةً، لا يُنصح بتركيب أكثر من 3 دعامات خلال جلسة قسطرة واحدة، لتفادي الضغط على القلب وتقليل احتمالية حدوث مضاعفات. لكن في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى إجراء القسطرة القلبية على مراحل، بحيث يتم تركيب دعامات إضافية في جلسات لاحقة، حسب استجابة الجسم وتحسن الدورة الدموية.
يعتمد عدد الدعامات التي يمكن أن يتحمّلها القلب على عدة عوامل، أبرزها: حالة الشرايين التاجية، مدى انتشار التضيّق، وكفاءة عضلة القلب بشكل عام.
من المهم أن يتم تقييم كل حالة بشكل فردي، لأن التركيز ليس فقط على عدد الدعامات، بل على مدى فاعليتها في تحسين تدفق الدم وتقليل أعراض فشل الدعامة مثل الذبحة الصدرية أو الألم الصدري المزمن.
هل هناك مخاطر لإجراءات دعامة القلب؟
تُعد إجراءات دعامة القلب آمنة بشكل عام، إلا أن أي نوع من التداخلات القلبية ينطوي على بعض مخاطر المضاعفات، من أهمها:
- اضطراب نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
- نزيف في موقع إدخال القسطرة.
- حدوث عدوى مكان الجرح.
- رد فعل تحسسي تجاه الصبغة التي تُحقن في مجرى الدم.
- تلف الكلى الناجم عن صبغة التباين وهو خطر نادر الحدوث.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
هل يمكن أن تتحرك الدعامة القلبية بعد تركيبها
في الغالب، لا تتحرك الدعامة القلبية بعد تركيبها، وذلك لأنها تُثبَّت بإحكام داخل الشريان باستخدام القسطرة، وتُضغط لتلتصق بجدار الشريان بشكل دائم.
ومع مرور الوقت، يبدأ نسيج الجسم في تغطية الدعامة جزئيًا، مما يزيد من ثباتها داخل الشريان، كما أن تصميم الدعامة — سواء كانت معدنية أو دوائية — يهدف إلى التوسيع المستمر للشريان دون أن تتحرك من مكانها.
الخلاصة
أقصى عدد لدعامات القلب ليس قاعدة ثابتة، بل يعتمد على تقييم دقيق لحالة المريض وظروفه الصحية. في بعض الحالات، يمكن الاكتفاء بدعامة واحدة، بينما قد يحتاج آخرون إلى أكثر من دعامة على مراحل.
الأهم من عدد الدعامات هو المتابعة المنتظمة، الالتزام بالعلاج، واتباع نمط حياة صحي يضمن لك الاستفادة الكاملة من هذا الإجراء ويحميك من تكرار المشكلات القلبية.
استشر طبيبك دائمًا، وكن شريكًا في اتخاذ القرار الصحيح لحماية قلبك وحياتك.
المصادر
How Many Heart Stents Can You Have? 2024- healthline
STORIES FROM THE HEART: 4 heart attacks, 5-way bypass, 35 stents – and that’s only part of this survivor’s story 2014 – heart.org
Angioplasty and Stent Placement for the Heart 2024| Johns Hopkins Medicine