القلب وعلاقته بالأمراض الأخرى

أمراض القلب التي تمنع الحمل | لحملٍ آمن

ما أمراض القلب التي تمنع الحمل ؟ وهل من طريقة للحمل لمن تعاني هذه الأمراض؟ وما المضاعفات المتوقع حدوثها في حالة الحمل مع مرض القلب؟ 

أمراض القلب التي تمنع الحمل

ما هي أمراض القلب التي تمنع الحمل ؟

قد يمثل الحمل مع مرض القلب خطرًا على صحة الأم والجنين؛ وذلك بسبب عدة تغيرات تحدث في أثناء الحمل، منها:

  • زيادة حجم الدم، ومن ثَم زيادة الحِمل على القلب.
  • زيادة معدل ضربات القلب ابتداءً من الشهر الخامس.
  • انخفاض ضغط الدم أحيانًا.
  • زيادة خطر تجلط الدم.

لذا صنفت منظمة الصحة العالمية خطر الحمل مع أمراض القلب إلى أربع درجات، هم:

الدرجة الأولى: 

أقل درجات خطورة (من %2.5 إلى 5%)؛ إذ يمكن للأم الحمل دون خطورةٍ تُذكر، من أمراض القلب التي تصنف تحت هذه الدرجة:

  • الحالات البسيطة من ضيق الصمام الرئوي، والقناة الشريانية السالكة، وارتخاء الصمام الميترالي.
  • بعد تصحيح بعض العيوب الخلقية الصغيرة، مثل: عيب الحاجز الأذيني أو البطيني، القناة الشريانية السالكة، العائد والوريدي الرئوي الشاذ.
  • الانقباضات الأذينية أو البطينية المُبتسرَة.

في هذه الدرجة على الأم متابعة الحمل مرة إلى مرتين خلال الحمل، ويمكن لها الولادة في أي مستشفى محلية.

الدرجة الثانية: 

هناك احتمال خطر صغير (%6 إلى 10.5%)، لكن لا يمنع الأم من الحمل. ومن أمراض القلب التي تُصنف تحت هذه الدرجة:

  • عيب الحاجز الأذيني أو البطيني غير المُعالج جراحيًّا.
  • رباعية فالو المُعالجة سابقًا جراحيًّا.
  • أغلب حالات اضطراب نظم القلب، مثل تسرع القلب فوق البطيني.
  • متلازمة تيرنر التي لا تعاني تمدد الأوعية الدموية الأبهرية.

في هذه الدرجة على الأم متابعة الحمل مرة كل ثلاث أشهر، ويمكن لها الولادة في أي مستشفى محلية.

الدرجة الثانية إلى الثالثة:

في هذه المرحلة تتعرض الأم لخطر متوسط عند الحمل بسبب أمراض القلب (10% إلى 19%)، ومن الأمراض التي تندرج في هذه المرحلة:

  • قصور البطين الأيسر بالبسيط.
  • اعتلال عضلة القلب التضخمي.
  • أمراض الصمامات التي لا تصنف ضمن الدرجة الأولى أو الرابعة، مثل: ضيق الميترالي البسيط، أو ضيق الأورطي المتوسط.
  • ماريفان أو أي مرض صدري وراثي في الأبهر، دون  تمدد الأوعية الدموية الأبهرية.
  • خلل في الصمام الأورطي ثنائي الشرفات أقل من 45 مللي.
  • بعد تصحيح تضييق الأبهر.
  • عيب الحاجز الأذيني البطيني.

في هذه الدرجة على الأم متابعة الحمل مرة كل شهرين، والولادة في مستشفى مجهزة للتعامل مع أي مضاعفات في أثناء الولادة.

الدرجة الثالثة: 

يرتفع احتمال الخطر ليصل إلى 19% إلى 27%، ما يتطلب استشارة الطبيب قبل أخذ قرار الحمل. وفي حالة حدوث الحمل دون تخطيط؛ تُوضع الأم تحت الملاحظة طوال مدة الحمل،على أن تزور الطبيب كل شهر أو شهرين؛ والولادة في مركز مجهز للحوامل الاتي تعانين أمراض القلب.

ومن الأمراض التي تندرج تحت هذا التصنيف:

  • قصور البطين الأيسر المتوسط.
  • اعتلال عضلة القلب في حملٍ سابق، مع عدم وجود أي أثر لقصور البطين الأيسر.
  • تركيب أي صمام صناعي.
  • أن يكون البطين الأيمن قائمًا بعمل الأيسر، وإن كانت كفاءة البطين جيدة أو بها قصور بسيط.
  • بعد جراحة فونتان، إن كانت حالة القلب جيدة ودون أي مضاعفات.
  • وجود أي من أمراض القلب الزراقية دون علاج.
  • أمراض القلب المعقدة الأخرى.
  • ضيق الصمام الميترالي المتوسط.
  • ضيق الأبهر الشديد دون أعراض.
  • تمدد الأوعية الدموية الأبهرية: 
    • 40 – 45 مللي مع متلازمة ماريفان.
    • 40 – 45 مللي في الصمام الأورطي ثنائي الشرفات.
    • متلازمة تيرنر مع معامل حجم الأورطي 20 – 25 مللي متر / متر مربع.
    • أقل من 50 مللي مع رباعية فالو.
  • تسرع القلب البطيني.

الدرجة الرابعة من أمراض القلب التي تمنع الحمل

وهنا لا ينصح الأطباء بالحمل مطلقًا في هذه الدرجة، إذ يمثل الخطر 40% إلى 100%، وفي حالة حدوث الحمل يناقش الأطباء مدى خطورة الأمر؛ فقد يضطرون لإنهائه حفاظًا على حياة الأم، وإن استمر توضع الأم تحت الملاحظة على أتزور الطبيب شهريًّا لمتابعة الحمل، ومن هذه الأمراض:

  • ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • قصور البطين الأيسر الشديد.
  • اعتلال عضلة القلب في حملٍ سابق، مع استمرار وجود قصور البطين الأيسر.
  • ضيق الصمام الميترالي الشديد.
  • ضيق الصمام الأورطي الشديد عند ظهور أعراضه على الأم.
  • أن يكون البطين الأيمن قائمًا بعمل الأيسر، مع وجود قصور متوسط إلى شديد في كفاءة البطين.
  • تمدد الأوعية الدموية الأبهرية الشديد: 
    • أكثر من 45 مللي مع متلازمة ماريفان.
    • 45 – 50 مللي في الصمام الأورطي ثنائي الشرفات.
    • متلازمة تيرنر مع معامل حجم الأورطي أكثر من 25 مللي متر / متر مربع.
    • أكثر من 50 مللي مع رباعية فالو.
  • إصابة الأوعية الدموية بمتلازمة إهلرس-دانلوس، وهو مرض في النسيج الضام يجعله ضعيف للغاية، وأكثر عرضة للنزيف.
  • إعادة تضييق الأبهر الشديدة.
  • بعد جراحة فونتان، ومع وجود مضاعفات في القلب.

في هذه المرحلة على الأم الولادة في مركز مجهز لاستقبال الحوامل الاتي تعانين أمراض القلب.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل

يمثل الحمل خطرًا كبيرًا على الأمهات التي تعاني ارتفاع ضغط الشريان الرئوي؛ إذ يزداد حجم الدم عند الحامل فيتطلب زيادة حجم الدم الذي يضخه القلب في الدقيقة، للحفاظ على سرعة سريان الدم وخفض خطر التجلط.

ومَن تعاني ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لا يستطيع قلبها زيادة حجم الدم في الدقيقة، ومن ثَم تعاني قصور القلب وزيادة خطر تجلط الدم عن الطبيعي.

لذا في حالة الحمل مع ارتفاع ضغط الشريان الرئوي يقيِّم الطبيب حالة الأم، وإن لم يقرر إنهاء الحمل تُوضع الأم تحت الملاحظة؛ لعلاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وتقليل خطر مضاعفات الحمل أيضًا.

الحمل وضعف عضلة القلب

يُعد ضعف أو اعتلال عضلة القلب من أمراض القلب التي تمنع الحمل ؛ إذ إنه يعرض الأم لخطرٍ كبيرٍ في أثناء الحمل، وقد أثبتت الإحصائيات أن 11% من الوفيات في أثناء الحمل يكون بسبب ضعف عضلة القلب، ومن المحتمل أن تعاني الأم قصورًا شديدًا في القلب أيضًا كأحد المضاعفات.

لذا لا بد من أن تُوضع الحوامل اللاتي تعانين ضعف عضلة القلب تحت الملاحظة من قِبل فريق طبي متخصص يتكون من: ممرضات، وأطباء نساء وتوليد، وأطباء قلب وتخدير، وجراحي قلب؛ لحماية الأم من المضاعفات التي قد تحدث خلال الحمل.

قصور القلب من أمراض القلب التي تمنع الحمل

يُعد قصور القلب أحد أشهر المضاعفات التي تحدث خلال الحمل أيضًا، وغالبًا ما يحدث ذلك بسبب ضعف عضلة القلب أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، ويرتبط قصور القلب بزيادة احتمال تعرض الأم لتسمم الحمل والوفاة، وبناءً على درجته يحدد الطبيب هل يمكن لهذه السيدة المصابة به أن تحمل أم لا.

الحمل وأمراض صمامات القلب

أمراض القلب التي تمنع الحمل | الحمل وأمراض الصمامات

تمثل أمراض الصمام 25% تقريبًا من أمراض القلب التي تسبب مضاعفات في أثناء الحمل، وهي أحد الأسباب المهمة التي تؤدي إلى وفاة الحامل؛ بسبب التغيرات التي تحدث في الدورة الدموية خلال الحمل.

وقد تُشخَّص أمراض الصمامات لأول مرة في أثناء الحمل، أو حتى تكون أحد مضاعفاته، لكن إن كانت الأم تعاني أي مشكلة في الصمامات قبل الحمل لا بد من تقييم حالتها أولًا؛ ليحدد الطبيب حجم المشكلة وإمكانية الحمل معها من عدمه؛ تجنبًا لأي مضاعفات قد تحدث للأم والجنين، وأشهر الصمامات المعرضة للإصابة بالأمراض هما الصمامان: الميترالي والأورطي.

الصمام الميترالي (التاجي)

يُعد الصمام الميترالي أكثر الصمامات التي تصاب بالحمى الروماتزمية، ومن مشكلات الصمام الميترالي:

ضيق الصمام الميترالي

يُعد أحد أخطر أمراض القلب التي تمنع الحمل ، خاصة في مراحله المتقدمة؛ إذ يصنف من الأمراض ضمن الدرجة الرابعة. وتبدأ أعراضه غالبًا في الثلث الثاني من الحمل بضيق في التنفس يزداد عند الاستلقاء على الظهر، وقد يوقظ الحامل من نومها ليلًا، ويتحسن بالجلوس.

الحمل وارتجاع الصمام الميترالي

قد يزيد ارتجاع الصمام الميترالي من احتمال تعرض الأم إلى اضطراب نظم القلب، ويُفضَّل علاج المشكلة قبل التخطيط للحمل لتقليل احتمال حدوث المضاعفات.

انسدال الصمام التاجي والحمل

عادةً لا يمثل انسدال الصمام الميترالي (التاجي) خطورة في حد ذاته، وتكمن خطورته في زيادة احتمال الإصابة بارتجاع الصمام.

الصمام الأورطي

من أشهر مشكلات الصمام الأورطي:

ضيق الصمام الأورطي

يُعد ضيق الصمام الأورطي أحد الأمراض النادرة ضمن أمراض القلب التي تمنع الحمل ، لكن يقرر الطبيب إمكانية الحمل من عدمه بناءً على الأعراض التي تعانيها المريضة:

ففي حالة عدم ظهور أعراض، وقياس ضغط الدم لا يزال طبيعيًّا، حتى وإن كان ضيق الصمام شديدًا، يسمح الطبيب بالحمل.

أما إن كانت المريضة تعاني أعراض ضيق الصمام، أو كان هناك قصور في البطين الأيسر؛ لا يفضل الحمل قبل إجراء جراحة لتصحيح ضيق الصمام.

ارتجاع الصمام الأورطي والحمل 

نادرًا ما يحدث ارتجاع الصمام الأورطي بمفرده، وغالبًا ما يصاحبه ارتجاع الصمام الميترالي أيضًا، وهو لا يختلف عنه في الخطة المتَّبعة للحمل.

وما دامت وظائف البطين الأيسر طبيعية؛ لا يمثل ارتجاع الصمام الأورطي أي خطورة، لكن في الحالات المتقدمة قد يسبب وذمة رئوية واضطراب نظم القلب في أثناء الحمل.

الحمل وثقب القلب

يُصنف ثقب القلب (غير المصحح جراحيًّا) من الدرجة الثانية ضمن أمراض القلب التي تمنع الحمل ؛ إذ يمكن الحمل معه دون خطورة تذكر، ومن أنواع ثقب القلب:

عيب الحاجز الأذيني

يُعد من أشهر عيوب القلب الخلقية عند الحوامل، وغالبًا لا تظهر أعراضه قبل الحمل؛ لكنها تظهر مع زيادة حجم الدم في أثناء الحمل، فيسبب زيادة حجم الأذين الأيمن واضطراب نظم القلب. 

عيب الحاجز البطيني

كلما زاد حجم الثقب في هذه الحالة تزداد مضاعفاته، لكن أغلب العيوب تُصحح عند الطفولة؛ لذا إن كانت الحامل تعاني عيب الحاجز البطيني سيكون غالبًا صغير الحجم ولن يسبب لها مضاعفات خطيرة.

أمراض الشرايين التاجية من أمراض القلب التي تمنع الحمل

يحتاج قلبكِ أن يعمل بكفاءة أكبر في أثناء الحمل، وقد يعرضك الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية لخطر الأزمة القلبية. إضافةً إلى ذلك، فإن بعض الأدوية التي تتناولينها لعلاج هذه المشكلة قد تشكل خطرًا على صحة الجنين.

الحمل بعد عملية القلب المفتوح

أمراض القلب التي تمنع الحمل | الحمل بعد عملية القلب المفتوح

يُمثل الحمل بعد عملية القلب المفتوح تحديًّا للأطباء؛ إذ تتعرض الأم لخطر تجلط الدم والنزيف وقصور القلب، إضافةً إلى أن الأدوية التي تأخذها الأم لدعم قلبها بعد العميلة قد تشكل خطرًا على صحة الجنين، مثل مسيلات الدم.

لذا لا بد من استشارة الطبيب قبل التخطيط للحمل بعد عملية القلب المفتوح؛ ليحدد حجم الخطر الذي قد تتعرضين له، ومن ثَم يقرر إمكانية الحمل، ويحدد الخطة التي يجب اتباعها للمتابعة في حالة الحمل.

الخلاصة

تنقسم أمراض القلب التي تمنع الحمل إلى أربع مجموعات، من الأقل للأكثر خطورة في أثناء الحمل:

المجموعة الأولى لا تمثل خطرًا يُذكر، والمجموعة الثانية تمثل خطرًا طفيفًا، والمجموعة الثالثة لا بد فيها من استشارة الطبيب قبل التخطيط للحمل لتقييم حالتك أولًا، أما المجموعة الرابعة فلا يُسمح للسيدة بالحمل حفاظًا على صحتها من مضاعفاته. 

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى