الذبحة الصدرية الكاذبة | الفرق بينها وبين الذبحة الحقيقية وأسبابها

هل شعرت يومًا بألم في صدرك جعلك تفكر فورًا في أمراض القلب؟ قد يكون ما تشعر به ليس ذبحة صدرية حقيقية، بل الذبحة الصدرية الكاذبة! في هذا المقال، نكشف لك الأسباب الحقيقية وراء هذا الألم المقلق، وكيف تميّزه عن الذبحة الصدرية الخطيرة.
شاهد في المقالة
ما هي الذبحة الصدرية الكاذبة؟
الذبحة الصدرية الكاذبة، وتُعرف أيضًا باسم ألم الصدر غير القلبي، وهي حالة يشعر فيها المريض بألم في الصدر يشبه إلى حد كبير ألم الذبحة الصدرية الناتجة عن أمراض القلب، لكن دون وجود انسداد في الشرايين التاجية أو مشكلة قلبية خطيرة.
ما هي أعراض الذبحة الصدرية الكاذبة ؟
تُعد الذبحة الصدرية غير القلبية حالة شائعة تتصف أعراضها بما يلي:
- شعور بالضغط أو الانقباض أو الثقل أو الحرقة في الصدر.
- قد يصاحبه إحساس بالاختناق أو ضيق في التنفس.
- يتفاوت الألم في شدته من بسيط إلى شديد، ولا يتأثر بعملية التنفس أو السعال أو تبديل وضعية الجسم.
- عادةً ما يتركز الألم في الجانب الأيسر من الصدر، لكنه قد يظهر أيضًا في منتصف الصدر أو في الأيمن. وقد يمتد الألم إلى مناطق أخرى، مثل: الجزء العلوي من البطن، الظهر، الرقبة، الفك، أو الكتفين.
قد يتساءل البعض كم تدوم الذبحة الصدرية الكاذبة؟ غالبًا ما يستمر الألم من دقيقة إلى خمس دقائق فقط. وعند بعض الحالات، قد يختفي الألم مع الراحة.
هل الذبحة الصدرية الكاذبة خطيرة ؟
قد يظن البعض أن ألم الصدر يعني دائمًا مشكلة خطيرة في القلب، لكن الحقيقة أن الذبحة الصدرية الكاذبة ليست خطيرة في معظم الحالات، لكنها قد تسبب القلق والإزعاج إذا لم تُشخّص بشكل صحيح. في هذا المقال سنوضح لك ما هي الذبحة الصدرية غير القلبية وكيف تفرقها عن الألم القلبي، وما هي أسبابها، وطرق علاجها.
ما هي أسباب الذبحة الصدرية الكاذبة؟
تحدث الذبحة الصدرية غير القلبية نتيجة لأسباب متعددة. يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين:
-
الأسباب المتعلقة بالمريء والجهاز الهضمي:
- الارتجاع المعدي المريئي: يعد السبب الأكثر شيوعًا، ويُمثل 50–60% من الحالات. وعادةً يصاحبه حرقة المعدة.
- اضطرابات حركة عضلات المريء.
- فرط حساسية المريء لوجود الحمض.
- التهاب المريء بسبب عدوى أو ارتجاع حمضي.
- مشاكل هضمية أخرى مثل: التهاب المعدة، فتق الحجاب الحاجز، قرحة المعدة أو الاثني عشر، اضطرابات المرارة والبنكرياس.
-
الأسباب خارج المريء:
- العوامل النفسية مثل: التوتر النفسي، والقلق، والاكتئاب.
- اضطرابات العضلات والعظام مثل:التهاب الغضاريف، والكسور.
- أمراض الرئة مثل: الربو، والانسداد الرئوي.
- أمراض القلب غير التاجية مثل: مشاكل الصمام التاجي، واعتلال عضلة القلب، والتهاب التامور.
ما هو الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم ؟
في بعض الأحيان يصعب التفريق بين الحالتين. فيما يلي أهم العلامات المميزة لكل منهما:
الذبحة الصدرية:
- هي ألم في الصدر نتيجة نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، وعادةً ما يكون الألم ثقيلاً أو ضاغطاً في منتصف الصدر، وقد ينتقل إلى الكتف، الرقبة، و يصاحبه تعرق، وغثيان، وضيق التنفس.
- غالبًا يحدث مع المجهود ويزول مع الراحة وتناول دواء موسع للشرايين.
عسر الهضم:
- هو اضطراب في الجهاز الهضمي، عادة ما يكون ألم الصدر مصاحب بحرقة، انتفاخ، تجشؤ، غثيان أو امتلاء بعد الأكل، ولا ينتشر الألم إلى الكتف أو الرقبة.
- غالبًا يحدث بعد الأكل أو تناول أطعمة دهنية، ولا يرتبط بالمجهود البدني، ويزول باستخدام مضادات الحموضة وتنظيم الأكل.
هل القولون العصبي يسبب شعور يشبه الذبحة الصدرية؟
نعم، يمكن أن يسبب القولون العصبي أحيانًا ألماً في الصدر يشبه الذبحة الصدرية.
لكنه يختلف في طبيعته؛ إذ ينتج هذا الألم عادةً عن الغازات، أو الانتفاخ، أو تشنجات عضلات الجهاز الهضمي، وقد يمتد إلى الجزء العلوي من البطن أو الصدر.
غالبًا ما يرتبط بالشعور بامتلاء البطن، ويخف عند إخراج الغازات أو بعد التبرز، ولا يكون مرتبطًا بالمجهود البدني في العادة.
هل يمكن الشفاء من الذبحة الصدرية الكاذبة؟
نعم، يمكن السيطرة عليها بشكل فعال في معظم الحالات، بل والتخلص منها تمامًا إذا تم تشخيص السبب الرئيسي وعلاجه بالشكل الصحيح.
-
التشخيص الدقيق:
قد يكون التمييز بين الذبحة الصدرية غير القلبية والذبحة الصدرية القلبية أمرًا صعبًا؛ نظرًا لتشابه الأعراض بينهما. لذلك، من المهم جدًا إجراء تقييم شامل يبدأ بأخذ التاريخ المرضي بدقة وإجراء الفحص السريري، مع إجراء بعض الفحوصات مثل:
- تخطيط كهربية القلب؛ لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب.
- تخطيط صدى القلب (الإيكو) لفحص بنية القلب ووظيفته.
- اختبارات الدم للتحقق من وجود بروتينات معينة تظهر عند حدوث نوبة قلبية.
- اختبار إجهاد القلب إذا لزم الأمر.
-
علاج الذبحة الصدرية الكاذبة:
يعتمد علاج آلام الصدر غير القلبية على تحديد السبب الكامن وراء الألم واختيار الخطة المناسبة للسيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المريض. وفيما يلي أهم الخيارات العلاجية:
-
علاج ارتجاع الحمض المريئي :
- تُستخدم مثبطات مضخة البروتون، كعلاج أساسي؛ لأنها تقلل من إفراز حمض المعدة وتساعد في شفاء التقرحات و تهدئة التهيج.
- يُنصح بتناول الجرعة قبل الإفطار بنصف ساعة ولمدة أسبوعين على الأقل.
- إذا حدث تحسن، يمكن الاستمرار بالعلاج بجرعة مناسبة، عادةً من شهرين إلى أربعة أشهر، ثم التوقف التدريجي تحت إشراف الطبيب.
- إذا لم يتحسن الألم، يُحتمل وجود سبب آخر غير الارتجاع.
-
أدوية تخفيف الألم العصبي:
- إذا لم يكن الارتجاع سببًا للألم، يمكن استخدام أدوية تُعرف باسم مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة، حيث تعمل هذه الأدوية على تثبيط إشارات الألم في الأعصاب الممتدة عبر المريء.
-
العلاجات النفسية والسلوكية:
- يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي؛ لتغيير أنماط التفكير السلبية التي تؤدي إلى التوتر أو تزيد من حدة الألم.
- اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة المناسبة مثل تمارين التأمل واليوغا.
- في بعض الحالات، قد يُنصح بزيارة الطبيب النفسي لتلقي علاج متخصص يشمل التحدث أو التنويم المغناطيسي أو تدريب مهارات التأقلم.
هل يمكن الوقاية من آلام الصدر؟
نعم، يمكن الوقاية من العديد من أشكال ألم الصدر، سواء كان ألمًا قلبيًا أو غير قلبي، من خلال اتباع أساليب وقائية بسيطة وفعّالة:
- يعتمد ذلك بشكل أساسي على تقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، وأهمها تصلب الشرايين الذي يُعد السبب الأكثر شيوعًا للذبحة الصدرية القلبية ،ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف ومنخفض الدهون المشبعة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب للسيطرة على ضغط الدم والكوليسترول والسكري.
- مراجعة الطبيب بشكل دوري واتباع التعليمات الطبية بدقة.
-
الوقاية من ألم الصدر غير القلبي:
- تعتمد الوقاية هنا على تجنب العوامل المسببة للألم بحسب كل حالة، مثل:
- الوقاية من الارتجاع المعدي المريئي باتباع نظام غذائي مناسب، وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة، وتقليل تناول الكافيين.
- تجنب المواقف التي قد تسبب التهابات الرئة، مثل التعرض للعدوى دون وقاية.
- تجنب إجهاد عضلات الصدر أو التعرّض لإصابات مباشرة في منطقة الصدر.
- إدارة التوتر والضغوط النفسية بطرق صحية، مثل الاسترخاء أو ممارسة الرياضة أو العلاج النفسي.
الخلاصة
الذبحة الصدرية الكاذبة هي ألم في الصدر يشبه ألم القلب لكنه لا ينتج عن انسداد الشرايين التاجية. غالبًا يكون السبب مشاكل في المريء أو توتر نفسي. لذلك التشخيص الدقيق ضروري لاستبعاد أمراض القلب، ويعتمد علاجها على معالجة السبب الأساسي وتخفيف القلق باتباع الأدوية أو تغيير نمط الحياة.
المصادر
cleveland clinic | Non Cardiac Chest Pain
nih | Noncardiac Chest Pain: Epidemiology, Natural Course and Pathogenesis