اعتلال عضلة القلب

التهاب التامور الأعراض والأسباب وطرق العلاج

التامور هو الغشاء المحيط بالقلب، وقد يحدث التهاب التامور نتيجة لأسباب عديدة، تعرف عليها في هذا المقال، وعلى أهم أعراضه وطرق علاجه.  

ما هو التهاب التامور؟ 

غشاء التامور pericardium هو الغشاء الذي يُغلف القلب، ويتكون من طبقتين، يفصل بينهما 50 مل من سائل التامور، الذي يمنع الطبقتين من الاحتكاك في أثناء نبض القلب. وللتامور وظيفة مهمة في حماية القلب من انتشار العدوى، أو الاحتكاك مع باقي الأعضاء في الصدر. 

وكأي مكان في الجسم، قد يُصاب غشاء التامور بالالتهاب، إذ إن الالتهاب هو طريقة الجسم في الدفاع عن نفسه ضد أي عدوى تصيبه، ويسمى التهاب غشاء القلب بالتهاب التأمور  أو التامور (Pericarditis). 

الأشكال المختلفة لالتهاب التأمور 

 يُقسم الأطباء التهاب غشاء القلب إلى 3 أقسام رئيسية على حسب ظهور الأعراض واستمرارها، وتلك الأقسام هي: 

  • التهاب التامور الحاد 

إذا ظهرت أعراض التهاب التأمور فجأة، واستمرت لمدة قصيرة (6 أسابيع أو أقل)، يُصنف الأطباء هذا الالتهاب على أنه التهاب من النوع الحاد. 

  • التهاب التأمور المزمن 

في حال استمرار أعراض التهاب التأمور لمدة طويلة (أكثر من 3 أشهر)  يُشخص الأطباء ذلك الالتهاب على أنه التهاب غشاء القلب المزمن. 

  • التهاب التأمور المتكرر 

التهاب التأمور المتكرر هو مرحلة بين الالتهاب الحاد والمزمن؛ إذ إن أعراض الالتهاب تختفي ولكنها تظهر مرة أخرى بعد فترة قصيرة (من 4 إلى 6 أسابيع). 

تأثير التهاب التأمور على صحة القلب 

التهاب غشاء القلب مرض يمكن علاجه، ونسبة الشفاء منه مرتفعة، ولكن تركه دون علاج قد يؤثر بالسلب على صحة القلب؛ إذ قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة، قد تؤدي في النهاية إلى الوفاة! 

الفرق بين التهاب عضلة القلب والتهاب التامور (غشاء القلب) 

في بعض الأحيان قد يتزامن حدوث التهاب التأمور مع التهاب عضلة القلب، ولكن كليهما مختلف عن الآخر!

التهاب التأمور (كما أوضحنا في الفقرة السابقة)، هو التهاب الغشاء المحيط بالقلب، وهو غشاء يغلف عضلة القلب من الخارج، ويشعر المريض بألم حاد في الصدر، يزداد مع السعال والتنفس. 

أما التهاب عضلة القلب فهو التهاب عضلة القلب نفسها، ما قد يؤدي إلى ضعف عضلة القلب، والتأثير بالسلب على قدرة القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ويشعر المريض بالأم في الصدر، وضيق في التنفس.   

في بعض الأحيان قد يصعب على الشخص التفرقة بين المرضين بالأعراض؛ لذلك يجب استشارة الطبيب الذي يمكنه تشخيص المرض. 

أعراض التهاب التأمور 

ألم الصدر هو أشهر أعراض الأمراض القلبية، وكذلك مرض التهاب غشاء القلب، ولكن يمكن تمييز ألم الصدر الناتج عن التهاب غشاء القلب بالخصائص التالية: 

  • ألم في منتصف الصدر أو إلى جهة اليسار. 
  • ألم حاد ومستمر. 
  • يزداد ألم الصدر مع التنفس العميق، أو السعال أو الاستلقاء على الظهر. 
  • يقل الألم مع الانحناء إلى الأمام. 

إضافة إلى ألم الصدر، قد يشعر المريض بأعراض أخرى، منها: 

  • ارتفاع درجة الحرارة. 
  • صعوبة في التنفس. 
  • خفقان في القلب. 
  • سعال جاف. 
  • إجهاد. 
  • دوار أو إغماء. 

أسباب التهاب التامور 

العدوى الفيروسية هي أهم أسباب التهاب غشاء القلب، ومن أشهر الفيروسات التي قد تسبب التهاب غشاء القلب: 

  • فيروسات كوكساكي.
  • فيروسات الأنفلونزا.
  • الفيروسات الغدية.
  • فيروس النكاف.
  • فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

ولكن قد يحدث التهاب غشاء التأمور نتيجة لأسباب أخرى، مثل: 

  • العدوى البكتيرية

غالبًأ ما تتسبب العدوى البكتيرية في تجمع الصديد بين طبقتي غشاء التامور. وقد تحدث العدوى البكتيرية نتيجة انتشار العدوى من عضلة القلب، أو نتيجة التهاب الجرح بعد عملية في القلب. 

  • عدوى السل. 
  • التهاب التأمور اليوريمي

الذي يحدث نتيجة لتراكم الفضلات في الدم في الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي. 

  • النوبة القلبية.
  • بعد جراحة القلب، أو أي إصابة في القلب. 

وفي بعض الأحيان، لا يمكن التعرف على سبب حدوث التهاب غشاء القلب، ويُسمى التهاب غشاء التأمور مجهول السبب.

هل كوفيد 19 (كورونا) له علاقة بالتهاب التامور؟

نعم، قد يُصاب بعض الأشخاص بالتهاب التأمور كإحدى المضاعفات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا. 

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب غشاء القلب

أي شخص معرض للإصابة بالتهاب غشاء القلب، إلا إن الرجال (بداية من عمر 20 عامًا) هم الأكثر عرضة للإصابة به، بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم: 

  • ضعف في مناعة الجسم. 
  • مصابون بأمراض قلبية أخرى، مثل: النوبة القلبية. 
  • فشل كلوي. 
  • مرض مناعي. 
  • إصابة في القلب أو تاريخ مرضي لإجراء جراحة في القلب. 

كيفية تشخيص التهاب التأمور 

في حال شعور الشخص بأي من الأعراض السابقة، وبالأخص الأشخاص الذين لديهم أحد عوامل خطر الإصابة بالتهاب غشاء القلب، يجب عليهم التوجه فورًا إلى الطبيب. 

يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي شعر بها، وعن الأشياء التي تزيد أو تخفف من شعوره بالألم. إضافة إلى بعض الأسئلة التي تتعلق بتاريخ المريض الطبي، مثل: الأمراض المزمنة التي لديه، والأدوية التي يتناولها بانتظام. 

الفحص البدني 

بعد التعرف على التاريخ الطبي للمريض، يبدأ الطبيب بالفحص السريري للمريض، وأهم خطوات الفحص الاستماع إلى نبض قلب المريض بالسماعة الطبية. 

يسمع الطبيب  صوت الاحتكاك التاموري (Pericardial rub)، وهو علامة مميزة للإصابة بمرض التهاب غشاء القلب، ولكن في بعض الحالات قد يصعب سماعه. 

الفحوصات الطبية 

بعد الفحص السريري يطلب الطبيب بعض الفحوصات الطبية التي تساعد في تشخيص التهاب غشاء القلب والتعرف على سببه، ومنها: 

  • تحليل دم كامل؛ للتأكد من وجود التهاب أو عدوى فيروسية. 
  • تخطيط كهربية القلب. 
  • أشعة سينية على الصدر، التي توضح تغيرًا في شكل القلب.
  • تخطيط صدى القلب، والذي يوضح تركيب القلب والأنسجة المحيطة به. 
  • أشعة الرنين المغناطيسي. 

مضاعفات التهاب التامور 

نسبة الشفاء من مرض التهاب التأمور مرتفعة، وعلى الرغم من أن احتمالية حدوث المضاعفات قليلة، ولكنها قد تحدث في حال عدم علاج المرض، وقد تؤدي إلى الوفاة. 

ومن مضاعفات مرض التهاب التأمور: 

  •  الانصباب التاموري 

والانصباب التاموري هو تراكم السوائل في المسافة بين طبقتي التامور أكثر من 50 مل؛ ما يمنع الحجرات القلبية من الامتلاء بالدم امتلاءً كليًا، ما يقلل من كمية الدم الذي يُضخ في كل نبضة. 

وتعرف تلك الحالة باسم الدكاك القلبي، والتي تحتاج إلى تدخل سريع للتخلص من السوائل الزائدة. 

  • التِهاب التأمور المُضَيِّق 

حالة نادرة قد تحدث نتيجة لاستمرار التهاب الغشاء التاموري لفترة طويلة؛ ما يؤدي إلى تليف التامور وزيادة سماكته؛ ما يؤثر بالسلب على وظيفة القلب. 

كيفية علاج التهاب التأمور 

كم تستغرق مدة الشفاء من التهاب التامور؟ 

غالبًا ما تستغرق رحلة علاج التهاب غشاء القلب قرابة 6 أسابيع، يتلقى خلالها المريض علاجًا يعتمد على سبب حدوث الالتهاب. 

ولكن بعض المرضى قد يتحول لديهم مرض التهاب الغشاء القلبي إلى مرض مزمن، ما يستدعي تلقي العلاج لمدة طويلة تصل إلى عدة أشهر. 

الأدوية 

يصف الطبيب الأدوية التالية لعلاج التهاب التامور، وتخفيف الأعراض التي يشعر بها المريض: 

  • أدوية مسكنة للألم. 
  • الأدوية المضادة للالتهاب، مثل: الكولشيسين. 
  • الاستيرويد. 
  • المضادات الحيوية، في حال كان الالتهاب ناتجًا عن العدوى البكتيرية. 

التدخل الجراحي 

غالبًا ما يحتاج التهاب التأمور المزمن لعلاج جراحي، وبالأخص في حال حدوث أي من المضاعفات السابق ذكرها، ولكن للحصول على أفضل نتائج، يجب معالجة سبب التهاب لمنع تكرار الإصابة بالتهاب التأمور. 

علاج الانصباب التاموري  

يمكن علاج الانصباب التاموري عن طريق التخلص من السوائل المتراكمة، من خلال قسطرة صغيرة، يضعها الطبيب في التجويف بين طبقتي غشاء التامور. 

علاج التهاب التأمور التضيقي 

أفضل علاج لالتهاب التأمور التضيقي هو استئصال جزء من الغشاء، وإزالة الأنسجة الليفية المتكونة إزالة كاملة. ويُساعد ذلك الإجراء في تخفيف الأعراض وتجنب حدوث تقلص شديد في غشاء القلب، ومن ثمَ ضمور في القلب. 

إجراء تغييرات على نمط الحياة  

هل يمكن علاج التهاب التامور طبيعياً؟ 

 يجب علاج التهاب التأمور تحت إشراف الطبيب وبالطرق السابق ذكرها؛ لتجنب حدوث أي مضاعفات. ولكن توجد بعض المكملات الغذائية والأعشاب التي تقوي الجهاز المناعي بالجسم وتحسين صحة القلب، مثل: 

  • إنزيم Q10، وهو أحد مضادات الأكسدة المفيدة لصحة القلب. 
  • فيتامين هـ وفيتامين ج. 
  • إنزيم بروميلين، وهو مشتق من الأناناس، ويساعد في تخفيف الالتهاب. 

ولكن يجب الحذر عند استخدام أي أعشاب أو مكملات غذائية؛ إذ إنها قد تزيد من تأثير بعض الأدوية؛ لذلك يجب عدم تناولها دون استشارة الطبيب. 

وقد يساعد تغيير نظام الحياة واتباع نظام حياة صحي في تخفيف أعراض التهاب التامور، والوقاية من الأمراض القلبية، وإليكََ بعض النصائح التي تساعدك في ذلك: 

  • ابتعد عن الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح والسكر. 
  • تجنب الأطعمة المقلية. 
  • اهتم بممارسة التمارين الرياضية. 
  • تناول كمية أكبر من الخضراوات والفواكه. 

كيفية الوقاية وتقليل خطر الإصابة بالتهاب التأمور

لا توجد طريقة تساعد في الوقاية تمامًا من خطر الإصابة بالتهاب التامور، ولكن يمكن للنصائح التالية أن تساعد في تعزيز صحة الشخص، وزيادة مناعة الجسم، وتحسين صحة القلب: 

  • اهتم بإجراء الفحوصات الدورية
  • استشر الطبيب في حال شعورك بأي أعراض، والتزم بتناول العلاج حتى تمام الشفاء. 
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة الطبيعية، مثل: الخضروات والفواكه. 
  • قلل من كمية السكر في الأطعمة التي تتناولها. 
  • اشرب كمية كافية من المياه يوميًا. 
  • تعرض للهواء الطلق يوميًا. 
  • حافظ على نشاطك البدني

الخلاصة  

التهاب التأمور هو التهاب الغشاء المحيط بالقلب، وغالبًا ما يحدث نتيجة الإصابة بالعدوى الفيروسية، مثل: فيروس كورونا. 

ألم الصدر هو أشهر أعراض المرض، ويتميز بأنه ألم حاد يزداد مع السعال والتنفس، ويقل مع الانحناء إلى الأمام. 

يمكن علاج التهاب التامور بالأدوية والإجراءات الجراحية؛ لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة. 

المصادر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى