ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم الرئوي | كيف يمكن قياس ضغط الشريان الرئوي؟

ارتفاع ضغط الدم الرئوي أحد مضاعفات الأمراض القلبية، ولكن كيف يمكن قياس ضغط الدم الرئوي؟ ومن هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بارتفاعه؟ وهل هو مرض خطير! 

ارتفاع ضغط الدم الرئوي 

ارتفاع أو فرط ضغط الدم الرئوي (Pulmonary hypertension)، هو ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، التي توصل الدم إلى الرئتين. 

يرتفع ضغط الدم في الأوعية الرئوية نتيجة لزيادة سمك جدرانها، وعدم قدرتها على التمدد؛ ما يؤدي إلى نقص الدم الواصل إلى الرئتين. 

وفي محاولة للتغلب على نقص كمية الدم الواصل إلى الرئتين؛ يعمل القلب بجهد أكبر محاولًا ضخ كمية كبيرة من الدم عبر الأوعية الرئوية؛ ما قد يتسبب في حدوث تلف في القلب، بالأخص في الجانب الأيمن. 

ويعد ارتفاع ضغط الشريان الرئوي حالة مرضية خطيرة، ويجب عدم الخلط بينه وبين مرض ارتفاع ضغط الدم؛ الذي يحدث نتيجة ضغط سريان الدم على جدار الأوعية الدموية الطرفية. 

 وارتفاع ضغط الشريان الرئوي حالة مرضية نادرة يمكن أن تصيب الأشخاص في مختلف المراحل العمرية، ولكن الأشخاص الذين أصيبوا -في السابق- بأحد الأمراض القلبية أو الرئوية هم الأكثر عرضة للإصابة به. 

الأسباب والعوامل التي تزيد من  الخطر للإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم الرئوي

يحدث مرض ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي نتيجة حدوث خلل في الأوعية الرئوي ما يمنعها من التمدد؛ ومن ثَم تستقبل كمية دم أقل من اللازم. 

يمكن أن يُصاب أي شخص بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال؛ إضافةً إلى إن وجود بعض العوامل تزيد من فرصة إصابة الشخص به. 

أنواع فرط ضغط الدم الرئوي

ويمكن تقسيم مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى مجموعات على وفقًا لسبب الإصابة بالمرض إلى: 

المجموعة الأولى 

يحدث ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي نتيجة لضيق الشريان أو فقده مرونته أو زيادة سمك جدار الشريان، وقد يحدث بدون سبب واضح، ويعتقد أن للجينات دور مهم في انتقال المرض في هذه الحالة. 

وعلى الرغم من ذلك؛ توجد أمراض كثيرة تساعد في حدوث مرض ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، ومنها: 

  • العيوب الخلقية في القلب. 
  • أمراض الكبد المزمنة، مثل: تليف الكبد. 
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV). 
  • بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة. 
  • استخدام عقار الميثامفيتامين. 

المجموعة الثانية 

المجموعة الثانية هي أكثر المجموعات انتشارًا، ويحدث  مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي نتيجة لوجود مشكلة في الجهة اليسرى من القلب. 

قد لا توجد مشكلة في الأوعية الرئوية، مثل المجموعة السابقة، ولكن المشكلة في طريقة انقباض القلب وارتخاؤه، أو في صمامات الجهة اليسرى من القلب، ما يجعل القلب غير قادر على التعامل مع الدم القادم من الرئتين، ما يؤدي إلى يتراكم الدم في الرئتين. 

ومن الأمراض التي قد تحدث في الجانب الأيسر من القلب: 

  • قصور القلب الأيسر. 
  • ارتفاع ضغط الدم. 
  • تلف الصمام الميترالي. 
  • تلف الصمام الأورطي. 

المجموعة الثالثة 

المرضى المصنفين في هذه المجموعة يصابون بمرض فرط ضغط الدم الرئوي نتيجة إصابتهم بأحد الأمراض الرئوية، أو نتيجة العيش في المناطق المرتفعة. 

 ومن أمثلة الأمراض الرئوية:  

  • مرض الانسداد الرئوي. 
  • مرض الرئة المقيِّد، وفيه لا تستطيع الرئتين التوسع الكامل مع الهواء. 
  • توقف التنفس أثناء النوم. 

المجموعة الرابعة

تتضمن المجموعة الرابعة المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي نتيجة تكون جلطات دموية، ويسمى ذلك باسم ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي الانصمام الخثاري المزمن (CTEPH). 

وفيه يفشل الجسم في التخلص من الجلطات الدموية المتكونة في الرئة؛ ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في تلك الأوعية، وزيادة العبء على الجانب الأيمن من القلب. 

المجموعة الخامسة ‎ 

صنف الأطباء في هذه المجموعة المرضى الذين يصابون بارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي لم يُكتشف بعد الرابط بينها وبين المرض، ومنها: 

  • فقر الدم المنجلي. 
  • فقر الدم الانحلالي المزمن. 
  • الاضطرابات الأيضية، مثل: داء اختزان الجليكوجين، واضطرابات الغدة الدرقية.
  •  مرض الساركويد.

أعراض فرط ضغط الدم الرئوي 

التخلص من ارتفاع ضغط الدم نهائيا

يمكن تقسيم الأعراض التي تظهر على المريض إلى أعراض أولية، تظهر في بداية المرض، وأعراض متأخرة. 

الأعراض الأولية لـ ارتفاع ضغط الدم الرئوي 

بعض المرضى لا يشعرون  بأي أعراض، بالأخص في وقت الراحة، وبعضهم الآخر يعاني أعراضًا بسيطةً، قد يصعب عليهم ملاحظتها، مثل: 

  • صعوبة في التنفس عند ممارسة الأنشطة اليومية، مثل: في وقت التسوق. 
  • الشعور بالتعب والإجهاد. 
  • أعراض الأمراض المسببة لفرط ضغط الدم الرئوي. 

الأعراض المتأخرة لارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي 

مع تقدم المرض تزداد شدة الأعراض التي يشعر بها المريض، وتصبح أكثر وضوحًا؛ ما يجعل المريض غير قادر على ممارسة الأنشطة الحياتية البسيطة، ومن تلك الأعراض: 

  • صعوبة في التنفس حتى في وقت الراحة. 
  • تغير لون الشفاه والبشرة إلى اللون الأزرق. 
  • ألم في الصدر. 
  • الشعور بالدوار، والإغماء في بعض الأوقات. 
  • التعب والإجهاد. 
  • ألم في البطن، غالبًا ما يكون في الجزء العلوي من الجانب الأيمن من البطن. 
  • تسارع في دقات القلب. 
  • تورم الساقين والكاحل والبطن. 

ما هي مراحل الإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم الرئوي 

قسمت منظمة الصحة العالمية WHO مرض ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي إلى مراحل على حسب شدة المرض؛ لمساعدة الطاقم الطبي في تحديد العلاج المناسب لكل مرحلة.

والمراحل التي يمر بها مريض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي هي:  

  • المرحلة الأولى

في هذه المرحلة لا يشعر المريض بأي أعراض لمرض ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، ويستطيع ممارسة انشطته الحياتية دون التعرض لصعوبة في التنفس أو تسارع في نبض القلب. 

  • المرحلة الثانية 

يبدأ المريض في هذه المرحلة بالشعور ببعض الأعراض، مثل: صعوبة التنفس، في أثناء القيام بالأنشطة اليومية،ولكنه لا يشعر بها في وقت الراحة. 

  • المرحلة الثالثة

تزداد شدة الأعراض في المرحلة الثالثة، فيشعر المريض بصعوبة في التنفس حتى في أثناء القيام بمجهود بسيط، مثل: تحريك اليدين، ولكن الأعراض لا تزال تختفي في وقت الراحة. 

  • المرحلة الرابعة 

المرحلة الرابعة في المرحلة الأخيرة من المرض، وفيها يشعر المريض بالأعراض حتى في وقت الراحة. 

مضاعفات ارتفاع ضغط الشريان الرئوي  

هل غسيل الكلى يضعف القلب

الإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم الرئوي وإهمال علاجه، قد يعرض المريض إلى خطر الإصابة بأحد المضاعفات التالية: 

  • القلب الرئوي؛ وهو حالة مرضية يتضخم فيها البطين الأيمن؛ نتيجة محاول القلب ضخ كمية أكبر من الدم إلى الرئتين. 
  • الجلطات الدموية، بالأخص في الأوعية الدموية الموجودة في الرئة. 
  •  اضطراب نظم القلب. 
  • نزيف في الرئتين؛ ما يؤدي إلى خروج دم مع السعال. 
  • احتقان الكبد. 
  • الانصباب الجنبي. 

كم من العمر يعيش مريض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي؟

ارتفاع ضغط الدم الرئوي حالة مرضية خطيرة، لا يمكن تحديد عمر محدد للمصابين بها؛ إذ إن ذلك يعتمد على عوامل عديدة، منها: 

  • الصحة العامة للمريض. 
  • مدى سرعة تطور المرض. 
  • ما إذا كان المريض مصاب بأمراض أخرى أم لا؟ 
  • شدة المرض لدى المريض. 
  • استجابة المريض إلى العلاج. 

تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي 

يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يشعر بها في الوقت الحالي، وما إذا كانت تظهر في وقت الراحة أم لا، وعن التاريخ الطبي للمريض وعائلته، ومن ثَم يبدأ في إجراء الفحص السريري للمريض، الذي يشمل: 

  • قياس ضغط دم المريض. 
  • قياس نسبة الأكسجين في الدم. 
  • الاستماع إلى دقات القلب. 
  • فحص أوردة الرقبة. 
  • فحص الساق والكاحل، والتأكد من عدم وجود تورم بهما. 

ولأن أعراض وعلامات ارتفاع ضغط الدم الرئوي تتشابه مع كثير من الأمراض القلبية والرئوية الأخرى؛ يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من التشخيص، ومنها: 

  • تحليل دم. 
  • تخطيط كهربية القلب. 
  • أشعة سينية على الصدر. 
  • أشعة مقطعية على القلب. 
  • اختبارات وظائف الرئة؛ لتقييم كفاءة الرئتين. 
  • مخطط النوم (PSG)؛ لتشخيص توقف التنفس في أثناء النوم.  

كيف يمكن قياس ضغط الشريان الرئوي؟

الاختبارات السابقة تهدف إلى التعرف على سبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي، أما لقياس ضغط الشريان الرئوي فيكون من خلال: 

  • مخطط صدى القلب 

باستخدام موجات صوتية عالية التردد ينشأ الجهاز صورة للقلب، تساعد في تقدير ضغط الشريان الرئوي، وتقييم كفاءة عمل القلب. 

  • قسطرة القلب الأيمن

باستخدام القسطرة، وهي أنبوبة رفيعة مرنة تدخل من أحد الأوردة الطرفية إلى أن تصل إلى القلب، يمكن للطبيب قياس ضغط الدم في القلب، و الأوعية الرئوية. 

 علاج فرط ضغط الدم الرئوي  

الفرق بين بيتاكور وكونكور | أدوية ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي مرض مزمن؛ أي أن العلاج لا يمكن أن يشفي المرض تمامًا، ولكنه يساعد في تقليل الأعراض التي يشعر بها المريض، والحد من المضاعفات التي قد تحدث للمريض. 

ويجب على المريض تلقي علاج ضغط الدم الرئوي، بالتزامن مع علاج المشكلة التي أدت إلى حدوث ذلك الارتفاع. 

ويتوفر اختيارات عديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يختار منها الطبيب المناسب لحالة المريض، ومن تلك العلاجات: 

العلاج بالأدوية 

  • الأدوية المضادة للتخثر، مثل: الوارفارين لمنع تجلط الدم.
  • مدرات البول؛ لإزالة السوائل الزائدة من الجسم الناتجة عن قصور القلب. 
  • العلاج بالأكسجين المنزلي.
  • الديجوكسين، الذي يحسن من الأعراض عن طريق تقوية تقلصات عضلة القلب وإبطاء معدل ضربات القلب.
  • الأدوية حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • البروستاجلاندين.
  • مضادات مستقبلات الإندوثيلين.

العلاج جراحيًا 

  • استئصال باطنة الشريان الرئوي، عملية لإزالة جلطات الدم القديمة من الشرايين الرئوية في الرئتين لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي الانصمام الخثاري المزمن. 
  • عملية رأب الوعاء الرئوي بالبالون، وفيها يدخل الطبيب بالون إلى الشريان الضيق، ومن ثَم يتمدد البالون لتوسيع الشريان، يبقى لبضع ثواني إلى حين استعادة التدفق داخل الشريان.  
  • فغر الحاجز الأذيني، وفيه يفتح الطبيب ثقب صغير بين الأذين الأيمن والأيسر للقلب. 
  • عملية زرع القلب والرئة. 

كيف يمكن الوقاية من خطر فرط ضغط الدم الرئوي 

في بعض الحالات النادرة، يحدث فرط ارتفاع ضغط الدم الرئوي دون سبب واضح، في هذه الحالة قد يصعب تجنب حدوثه. 

ولكن أكثر أنواع فرط ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي هي التي تحدث ضمن مضاعفات  للإصابة بالأمراض القلبية، ويمكن الوقاية منه عن طريق تغيير نمط الحياة إلى نظام حياة صحي، واتباع بعض النصائح المهمة، ومنها: 

  • اهتم بتناول علاج الأمراض القلبية بانتظام. 
  • التزم بإجراء الفحوصات الدورية؛ للتأكد من عدم تطور المرض، وفاعلية العلاج المستخدم. 
  • ابتعد عن الأطعمة المقلية. 
  • تناول كمية أكبر من الخضراوات والفواكه. 
  • احرص على أن تحتوي الوجبات الغذائية على جميع العناصر المهمة. 
  • حافظ على نشاطك البدني. 
  • توقف عن التدخين في الحال. 
  • تخلص من الوزن الزائد. 

الخلاصة 

ارتفاع ضغط الدم الرئوي مرض خطير قد يؤدي إلى حدوث قصور في وظائف القلب، ويحدث نتيجة لوجود خلل في الشرايين الرئوية، ما يجعلها غير قادرة على التمدد، ما يؤدي إلى نقص كمية الدم الواصل إلى الرئة. 

أشهر أسباب فرط ضغط الدم الرئوي هي الأمراض القلبية وأمراض الرئة المزمنة. 

يمكن علاج المرض باستخدام الأدوية أو العمليات الجراحية على حسب حالة كل مريض.  

المصادر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى