ارتفاع ضغط الدم

هبوط ضغط الدم الانتصابي

هبوط ضغط الدم الانتصابي المعروف أيضًا باسم انخفاض ضغط الدم القائم أو الوضعي، هو حالة تتميز بانخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف. 

يحدث هذا الهبوط في ضغط الدم بسبب عدم قدرة الجهاز العصبي على تنظيم ضغط الدم بشكل فعَّال في أثناء تغير وضعية الجسم. تعد هذه الحالة شائعة الحدوث وقد تؤثر على الناس من جميع الأعمار، لكنها تكون أكثر شيوعًا لدى كبار السن.

يمكن أن يكون ضغط الدم الانتصابي خفيف أو يحدث لفترة قصيرة، ومع ذلك يشير انخفاض ضغط الدم الانتصابي طويل الأمد إلى مشاكل أكثر خطورة. من المهم التوجه إلى الطبيب إذا كنت تشعر بالدوار بشكل متكرر عند الوقوف.

ما هو هبوط ضغط الدم الانتصابي؟

انخفاض ضغط الدم الانتصابي هو حالة ينخفض فيها ضغط الدم فجأة عند الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إذ ينخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 ملم زئبقي وينخفض ضغط الدم الانبساطي بمقدار 10 ملم زئبقي عن معدل الضغط الطبيعي، وقد تشعر بالدوار أو حتى الإغماء، وانخفاض ضغط ​​الدم هو انخفاض مستوى تدفق الدم داخل الشرايين والأوردة.

هل انخفاض ضغط الدم الانتصابي مرض شائع عند الكثير من الناس؟

يعد انخفاض ضغط الدم الانتصابي حالة غير شائعة؛ إذ تصيب حوالي 6٪ من الأفراد. ولكنها قد تكون شائعة بصفة خاصة عند كبار السن ويؤثر في ما لا يقل عن 10 إلى 30% من الأشخاص في هذه الفئات.

من هم الفئات الأكثر عرضة للاصابة بـ هبوط ضغط الدم الانتصابي ؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بانخفاض ضغط الدم الانتصابي ولكن هناك فئات تُعد أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض وعلى رأسهم:

  • كبار السن.
  • الأشخاص الذين يعانون فقر الدم أو نقص فيتامين ب12.
  • الأشخاص المصابون بالجفاف.
  • الأشخاص المصابون بمشاكل الغدد الصماء مثل أمراض الغدة الدرقية ومرض أديسون.
  • مرضى السكري.
  • الحمل خاصةً خلال الأسابيع الـ 24 الأولى.

ما هو ضغط الدم بصورة عامة؟

للبقاء على قيد الحياة والعمل بشكل صحيح، تحتاج أنسجة وأعضاء جسمك إلى الدم المؤكسج (الذي يحمل الأكسجين) الذي تنظمه الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم. عندما ينبض القلب، فإنه يخلق ضغطًا يدفع الدم عبر شبكة من الأوعية الدموية على شكل أنبوب، التي تشمل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية. 

هذا الضغط أو ضغط الدم هو نتيجة قوتين: 

  • القوة الأولى (الضغط الانقباضي) وهو ضغط الشرايين عندما يدق قلبك ويملأ الشرايين بالدم. 
  • القوة الثانية (الضغط الانبساطي) هو الضغط الشرياني عندما يكون قلبك في حالة راحة أو بين النبضات. 

تُمثل كلاً من هاتين القوتين بأرقام في قراءة ضغط الدم.

تعد أرقام ضغط الدم 120/80 ملم زئبق (مليمتر من الزئبق) ضمن النطاق الطبيعي،إذ يمثل الضغط الانقباضي (الأعلى) 120، والضغط الانبساطي الأدنى 80، لذا يجب قياس ضغط الدم بانتظام للتأكد من بقائه ضمن المعدلات الطبيعية، واستشارة الطبيب عند وجود أي ارتفاع أو انخفاض ملحوظ.

ما سبب هبوط الضغط الانتصابي؟

تخفيض الضغط بدون دواء
تخفيض الضغط بدون دواء

يحدث هبوط ضغط الدم الانتصابي عند الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء تتسبب الجاذبية الأرضية في تجمع الدم في الساقين، ينخفض ضغط الدم بسبب قلة تدفق الدم إلى القلب.

عادةً، تشعر خلايا خاصة بالقرب من شرايين القلب والرقبة بانخفاض ضغط الدم. ترسل مستقبلات الضغط إشارات إلى المخ هذا يخبر القلب أن ينبض بشكل أسرع ويضخ المزيد من الدم ، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتعمل هذه الخلايا أيضًا على تضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم.

يمكن أن تسبب العديد من الحالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي، من أهمها:

  • وجود مشاكل قلبية: 

بعض الأمراض القلبية تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي مثل مشاكل صمامات القلب والنوبات القلبية وفشل القلب وكلها تسبب عدم ضخ المزيد من الدم عند الوقوف.

  • اضطرابات الغدد الصماء: 

يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية في انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

  • مرض السكري: 

يتسبب مرض السكر في تلف الأعصاب التي تساعد في إرسال الإشارات التي تتحكم في ضغط الدم.

  • الجفاف: 

يؤدي القيء أو الحمى وعدم شرب كميات كافية من السوائل أو عند الإصابة بالإسهال الشديد إلى تقليل حجم الدم وبالتالي هبوط ضغط الدم الانتصابي.

  • اضطرابات الجهاز العصبي: 

يمكن لبعض اضطرابات الجهاز العصبي، مثل مرض باركنسون أن يعطل قدرة الجسم على التحكم في ضغط الدم.

  • تناول الطعام: 

يعاني بعض الأشخاص من انخفاض ضغط الدم بعد تناول وجبات الطعام (انخفاض ضغط الدم بعد الأكل) وهذه الحالة أكثر شيوعًا عند كبار السن.

أعراض هبوط ضغط الدم الانتصابي

عادةً ما يحدث انخفاض ضغط الدم الانتصابي بصفة متكررة في الصباح، وذلك لأن ضغط الدم يكون عند أدنى مستوياته عندما تستيقظ في الصباح، يعد العرض الرئيسي لانخفاض ضغط الدم الانتصابي هو الدوخة أو الدوار عند الوقوف وقد يصل الأمر إلى الإغماء في بعض الحالات ومع هذا يجب أن تشعر بتحسن عند الجلوس أو الاستلقاء.

تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي الأخرى:

  1. تشوش الرؤية.
  2. آلام في الصدر أو آلام في الكتف أو في الرقبة.
  3. وجود صعوبة في التركيز.
  4. الشعور بالتعب أو الضعف.
  5. صداع.
  6. خفقان القلب.
  7. الغثيان أو الشعور بالحر والتعرق.
  8. الشعور بضيق التنفس.

عوامل خطر الإصابة بـ هبوط ضغط الدم الانتصابي

تشمل عوامل خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يلي:

التقدم في العمر

يعد انخفاض ضغط الدم الانتصابي شائعًا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر، حيث تبدأ الخلايا الخاصة بالقرب من شرايين القلب والرقبة في التباطؤ مع التقدم في العمر.

الأدوية

تتسبب مجموعة الأدوية التالية في انخفاض ضغط الدم الانتصابي، مثل:

  • مدرات البول.
  • حاصرات البيتا (Beta Blockers) التي تستخدم لعلاج الضغط الزائد.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب ومرض الذهان.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب.
  • الأدوية المخدرة.

الأمراض

تشمل الأمراض التي يمكن أن تزيد من خطر انخفاض ضغط الدم الانتصابي بعض أمراض القلب، مثل مشاكل صمام القلب والنوبات القلبية وفشل القلب واضطرابات الجهاز العصبي ومرض السكري.

التعرض للحرارة

يمكن أن يسبب التواجد في بيئة حارة التعرق الشديد وربما الجفاف، مما قد يخفض ضغط الدم ويؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

الاستلقاء المتواصل في السرير

البقاء في السرير لفترة طويلة يمكن أن يسبب الضعف مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

شرب الكحوليات

شرب الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.

مضاعفات هبوط ضغط الدم الانتصابي

هل يؤثر الاسبرين على ضغط الدم للحامل؟

من الممكن أن يكون الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم الانتصابي أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض التالية:

  • كسور العظم أو الارتجاج نتيجة لحدوث الدوار أو الإغماء.
  • انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام خاصةً في الوقت ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين من الوجبة.
  • حدوث صدمة وفشل في وظائف الجسم.
  • السكتة الدماغية.
  • أمراض القلب المختلفة.

كيف يمكن تشخيص انخفاض ضغط الدم الانتصابي؟

يمكن لمقدم الخدمة الصحية تشخيص هبوط ضغط الدم الانتصابي من خلال الفحص الطبي وطرح الأسئلة حول تاريخك المرضي، ويمكن لبعض الفحوصات والاختبارات التالية تشخيص انخفاض ضغط الدم مثل:

  1. اختبارات الدم للتأكد من عدم وجود فقر بالدم.
  2. تحاليل السكري.
  3. مخطط صدى القلب (ECHO) للتحقق من كفاءة ضخ القلب.
  4. مخطط كهربية القلب (ECG) لاختبار التغيرات التي تحدث بنظم القلب.
  5. اختبار الإجهاد الرياضي لقياس معدل ضربات القلب أثناء المجهود البدني.

ما هو علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي؟

يعتمد علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي على علاج الأسباب، فقد يشمل العلاج:

  • علاج الأمراض المسببة لانخفاض ضغط الدم الوضعي.
  • تغيير في جرعة دواء مسبب لانخفاض ضغط الدم.
  • أخذ وضعية الجلوس أولاً بعد الاستلقاء وعدم الوقوف مرة واحدة.
  • ارتداء الجوارب المرنة في الساق.
  • تناول السوائل بكثرة خاصةً في ارتفاع درجة الحرارة. 

ما هي الأدوية التي تستخدم في علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي

نادراً ما يحتاج الأشخاص المصابون بانخفاض ضغط الدم الانتصابي إلى زيادة حجم الدم وبالتالي زيادة الضغط من أهمها:

  • دروكسيدوبا.
  • الأدوية التي تزيد من تحفيز تكون كرات الدم الحمراء.
  • فلودروكورتيزون.
  • هيدروكلوريد ميدودرين.

أشهر الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج

قد يصاحب العلاج بالأدوية الخاصة بعلاج هبوط ضغط الدم بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، نذكر منها:

  1. الشعور بالتنميل والخدر.
  2. التآكل والهرش.
  3. الصداع.
  4. التورم.
  5. انخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم مما قد يسبب حدوث تشنج بالعضلات.

هل يمكن علاج هبوط الضغط الانتصابي بالأعشاب؟

هناك بعض الأعشاب التي يُمكن أن تحسن انخفاض ضغط الدم الانتصابي ومع ذلك، يجب أن تُستخدم بحذر وتحت إشراف طبي من أمثلتها:

  • الزنجبيل (Ginger): 

يُعتقد أنه يحسن الدورة الدموية ويمكن أن يسهم في زيادة ضغط الدم.

  • الشاي الأسود: 

يقلل الأعراض المصاحبة لانخفاض ضغط الدم الانتصابي، ويساعد في علاج الصداع خاصةً لكبار السن.

  • حشيشة القلب: 

تعالج هبوط الضغط الانتصابي إذ تتكون من مادة مادة الكاروفيلين والهيبريسين.

  • العرقسوس: 

بالإضافة إلى دوره في علاج مشكلات الجهاز الهضمي وقرح المعدة إلا أن نبتة العرقسوس قد أثبت كفاءته في علاج هبوط ضغط الدم.

  • إكليل الجبل أو نبات الروزماري: 

يحسن الدورة الدموية ويضبط الضغط المنخفض.

  • الجنكه بيلوبا: 

يُعتقد أنه يعزز تدفق الدم ويمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على ضغط الدم.

نصائح للتعايش مع هبوط ضغط الدم الانتصابي

يمكن لبعض الأشخاص التحكم في انخفاض ضغط الدم الانتصابي عن طريق التحكم في الأعراض واتخاذ خطوات للوقاية منه، مثل:

  • التحرك ببطء أثناء القيام من وضع الاستلقاء أو الجلوس.
  • أخذ العلاج بصور منتظمة.
  • تناول وجبات صغيرة على فترات.
  • شرب المزيد من السوائل وتجنب التعرض للجفاف.
  • المحافظة على ارتداء الجوارب الضاغطة.

الخلاصة

يعد هبوط ضغط الدم الانتصابي حالة طبية مزعجة وحيرة للكثيرين، ولكن فهم هذه الحالة والبحث عن العلاج المناسب يمكن أن يساعد في تحسين الحياة بصفة عامة، تعاون مع طبيبك المختص في التشخيص الصحيح ووضع خطة العلاج الفعَّالة وتجنب المسببات التي تزيد من الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعي كلها تساعد في التحكم في هذا المرض والتعايش معه بكل بساطة.

المصادر

Orthostatic hypotension (postural hypotension) – Symptoms & causes – 2022 – Mayo Clinic

Orthostatic Hypotension (Postural Hypotension) – 2022 – Clevelandclinic

Orthostatic hypotension – 2019 – MedlinePlus Genetics

Orthostatic Hypotension | 2023 | National Institute of Neurological Disorders and Stroke

Orthostatic hypotension | 2017 | Pubmed

What is High Blood Pressure? | 2023 | American Heart Association

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى