مرضى القلب والجنس | هل يؤثر الزواج على مريض القلب؟
نُشرت دراسة في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية عن مرضى القلب والجنس، أثبتت أن العودة إلى النشاط الجنسي خلال أشهر من الإصابة بالنوبة القلبية، يؤثر تأثيرًا إيجابيًا على حياة الشخص.
شاهد في المقالة
مرضى القلب والجنس
بعد الإصابة بأحد الأمراض القلبية، تتغير حياة الشخص كليًا، ويبدأ بإعادة النظر وتوخي الحذر في جميع نواحي الحياة، حتى في تلك الأنشطة اليومية البسيطة، مثل: القيام بالواجبات المنزلية أو ممارسة الرياضة البسيطة، أو ممارسة الجنس.
قد يرجع ذلك لأسباب عديدة ولكن على رأس قائمة تلك الأسباب هو القلق، أو الخوف من التعرض إلى نفس الأعراض التي تعرض لها في السابق (مثل: ألم الصدر في الذبحة الصدرية)، أو زيادة الأعراض التي يشعر بها (مثل: الشعور بصعوبة التنفس في وقت الراحة).
تلك المشاعر والمخاوف طبيعية، بالأخص في الأيام الأولى القليلة بعد التعافي من المرض، ولكن لا يجب أن يستسلم المريض لتلك المشاعر السلبية؛ إذ إنها قد تكون مجرد مخاوف تجول في خاطره فقط.
من أكبر تلك المخاوف هي “مرضى القلب والجنس” وقد نشرت المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية دراسة توضح الفوائد التي تعود على مريض النوبة القلبية عند العودة إلى النشاط الجنسي خلال أشهر من التعافي من المرض، منها: تحسين الحالة النفسية للمريض، ما بنعكس بالإيجاب على تطور المرض، والوقاية من المضاعفات التي قد تحدث؛ إذ إن الحالة النفسية للمريض لها تأثير كبير على صحة القلب والأوعية الدموية.
هل يؤثر الزواج على مريض القلب؟
تعتمد إجابة هذا السؤال على الحالة الصحية للمريض نفسه؛ إذ إن تأثير الأمراض القلبية على المريض يختلف من شخص إلى آخر.
الإضافة إلى إن كثير من الأمراض القلبية يُصاحبها أمراض في الأوعية الدموية، مثل: مرض تصلب الشرايين، الذي يُؤثر في الأوعية الدموية في مختلف أجزاء الجسم، ومنها الأوعية الدموية الموجودة في العضو الذكري، ما يؤثر بالسلب في القدرة على الانتصاب.
ضعف عضلة القلب والجنس عند الرجال
يحدث ضعف عضلة القلب نتيجة لأسباب عديدة، أهمها: النوبة القلبية، التي يحدث فيها نقص في الإمداد الدموي الواصل إلى القلب، ومن ثَم ينهي الأمر بتلف جزء من عضلة القلب تلفًا دائمًا.
تُعد النوبة القلبية من الأمراض القلبية الخطيرة، التي قد تنتج عنها مضاعفات خطيرة؛ لذلك غالبًا ما يتساءل الجميع عن مرضى القلب والجنس، ما إذا كان الجنس يؤثر بالسلب في المريض أم لا.
والحقيقة أن النوبة القلبية ينتج عنها نقص في الإمداد الدموي الواصل إلى جميع أجزاء الجسم، ما قد يؤثر بالسلب في القدرة الجنسية؛ بالإضافة إلى الحالة النفسية التي يمر بها الشخص.
ولكن بعد التعافي من المرض يتمكن المريض من العودة إلى حياته الطبيعية تدريجًا، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النشاط الجنسي يساعد المريض في سرعة التعافي.
كهرباء القلب والجنس
الكهرباء القلبية هي التي تتحكم في تنظيم دقات القلب، وفي بعض الأمراض القلبية يحدث إضطراب في نظم القلب؛ نتيجة لعدم توصيل الخلايا القلبية الكهرباء بكفاءة.
تعتمد قدرة المريض على العودة إلى النشاط الجنسي بعد الإصابة باضطراب نظم القلب، أو تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب على أساس الحالة الصحية للمريض؛ لذلك يجب على استشارة الطبيب المعالج والتأكد من الحالة الصحية للمريض.
جلطة القلب والجماع
تحدث الجلطة القلبية نتيجة لانسداد الأوعية التاجية انسدادًا كليًا أو جزئيًا، ما يؤدي إلى نقص الإمداد الدموي الواصل إلى القلب.
في بعض الحالات التي يكون فيها الإنسداد جزئيًا، يشعر المريض بألم في الصدر، يزداد مع المجهود، ويقل مع الراحة. لذلك قدر يتساءل البعض عن مرضى القلب والجنس (بالأخص مرضى الجلطة القلبية)، إذ إن المريض يكون قلق من التعرض لنفس شعور ألم الصدر المزعج.
ولكن احتمالية تكرار حدوث الجلطة القلبية، أو الشعور بألم الصدر احتمالية ضعيفة. وإذا كان المريض لا يزال لديه بعض القلق من ذلك يمكنه الاحتفاظ بأدويته في مكان قريب.
هل يؤثر الزواج على مريض القلب؟
لا، لا يؤثر الزواج في مريض القلب. بل إن كثير من الأطباء يصنفون النشاط الجنسي على إنه أحد الأنشطة الرياضية (التي يُنصح بممارستها بعد الإصابة بالأمراض القلبية)، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي على الحالة النفسية للمريض.
أي إن الزواج لا يؤثر في مريض القلب بل إن له فوائد قد تساعد في منع تطور المرض والوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث. ولكن يُفضل استشارة الطبيب المعالج والتحدث إليه في جميع المخاوف التي تجول في بال المريض.
ما هو المنشط الجنسي الامن لمرضى القلب؟
في السطور السابقة تحدثنا عن مرضى القلب والجنس، ومدى تأثير كل منهما على الآخر، والسؤال الأهم هل يمكن استخدام الأدوية المنشطة؟
يُفضل عدم تناول مريض القلب أي أدوية دون استشارة الطبيب المعالج؛ إذ توجد بعض الأدوية، مثل: أدوية النيترات، قد يؤدي الجمع بينها وبين أدوية المنشط الجنسي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: انخفاض ضغط الدم الشديد، أو الوفاة في بعض الأحيان.
أي إنه يصعب تحديد أفضل حبوب الانتصاب لمرضى القلب؛ إذ إنها تختلف من شخص إلى آخر حسب الحالة الصحية للمريض، والأدوية التي يستخدمها لعلاج مرض القلب.
نصائح لمرضى القلب للتمتع بحياة صحية والوقاية من مضاعفات الأمراض القلبية
الإصابة بأحد الأمراض القلبية ليس نهاية المطاف، بل هو جرس إنذار لتغير نظام حياة الشخص، واتباع نظام حياة صحي.
بعد التعافي من مرض القلب (تختلف المدة حسب المرض، والحالة الصحية للمريض)، يمكن للمريض العودة تدريجيًا إلى أنشطته اليومية. وإذا كان لا يزال لديك قلق نحو مرضى القلب والجنس، إليك بعض النصائح التي تساعدك في تحسين صحتك، وممارسة نشاطاتك اليومية بأمان:
- استشر الطبيب قبل العودة إلى أي نشاط بدني يتطلب مجهود كبير، وتحدث معه عن مدى تأثير ذلك النشاط على صحة قلبك.
- اهتم بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب لك بانتظام.
- لا تهمل الزيارات الدورية للطبيب والفحوصات التي يطلبها؛ إذ إنها مؤشر لمدى استجابة القلب للدواء وتأثير الحياة اليومية عليه.
- راجع نظامك الغذائي وابدأ بتناول طعام صحي، يحتوي على كمية أكبر من الفواكه والخضراوات.
- ابتعد عن الأطعمة المصنعة أو التي تحتوي على كمية عالية من الدهون أو السكر أو الملح.
- تناول كمية كافية من المياه يوميًا (ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا).
- حافظ على نشاطك البدني، واهتم بممارسة التمارين الرياضية.
الخلاصة | مرضى القلب والجنس
بعد الإصابة بأحد الأمراض القلبية يصبح المريض قلق من مدى تأثير الأنشطة الحياتية على القلب.
مرضى القلب والجنس من أهم المواضيع التي تشغل مريض القلب، وقد أثبتت الدراسات أن النشاط الجنسي يعد واحد من الأنشطة البدنية التي ينصح مريض القلب بممارستها؛ لما لها من فوائد على صحة القلب وصحة المريض النفسية.
يمكن أن يعاني مرضى القلب من الضعف الجنسي وذلك لأن الأمراض القلبية والضعف الحنسي يشتركان في أسباب حدوثمها، مثل: الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
يمكن لمريض القلب المحافظة على صحة قلبه والوقاية من المضاعفات التي قد تنتج عن الأمراض القلبية من خلال تغيير نظام الحياة واتباع نظام حياة صحي.
