تشخيص أمراض القلب

هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟

من المعروف أن الكلى والقلب عضوان حيويان في صحة الجسم، وأن أي مرض بأي منهما يؤثر في صحة الجسم ككل، لكن هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ وما العلاقة بين الفشل الكلوي وأمراض القلب ؟

هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟

هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ أم لا

تعمل أعضاء الجسم جميعها في تناغم تام؛ لذا فإن أي خلل بأي عضو فيه سيؤثر في الأعضاء الأخرى.

يُعد قصور الكلى المزمن من الأسباب الأساسية لأمراض القلب، ويشارك في ذلك وجود عوامل خطر عديدة ربما تصاحب أحد المرضين؛ إما أمراض الكلى أو مرض القلب، ومنها:

لذا؛ فإن الرد على سؤال ” هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ ” يعتمد على وجود عدة عوامل مصاحبة للمرضين.

العلاقة بين الفشل الكلوي وأمراض القلب | هل الفشل الكلوي يؤثر على القلب؟

لو حدث تعطل مروري في أحد شوارع الطريق؛ فإنك ستلاحظ آثار الاختناق المروري في جميع الشوارع المجاورة، هذا المثال مناسب للرد عن سؤال: هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ ؛ إذ أن احتقان الدم في أحد الأعضاء يؤثر بالطبع في الأعضاء الأخرى، خصوصًا في الأعضاء الحيوية مثل: القلب والكلى.

يضخ القلب الدم المؤكسج إلى جميع أعضاء الجسم، وعند وصوله إلى الكلى تعمل على فلترته والتخلص من السموم التي فيه، والتي تخرج في صورة بول. وكذلك تتحكم الكلى في كمية المياه والصوديوم في الجسم؛ إما بالزيادة أو النقصان حسب ما يمر به الجسم من تغييرات.

لذا؛ فعند تدهور مرض الكلى المزمن وإصابة المريض بالفشل الكلوي؛ يزداد خطر الموت من أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة أكبر بكثير من الموت بسبب الفشل الكلوي، حتى وإن كان المريض سيلجأ إلى الغسيل الدموي لفلترة الدم وتنقيته؛ فإن وفاته أيضًا في هذه المرحلة بسبب أمراض القلب يكون أكثر حدوثًا وأشد خطرًا.

ومن هنا نعلم أن الإجابة عن سؤال: ” هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ ” هي نعم؛ لأن احتقان الدم في الكلى (بسبب توقفها عن العمل وفلترة الدم) يؤثر في كفاءة عضلة القلب وعمله.

يزيد الفشل الكلوي من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وخطورة تدهور الأمور سريعًا إلى الوفاة؛ إذ يزداد خطر إصابة مريض الفشل الكلوي بأمراض القلب من 20 إلى 30 مرة عن الإنسان الطبيعي.

ويؤثر مرض الكلى المزمن في القلب بعدة طرق، منها:

  • تصلب الشرايين الذي يرفع ضغط الدم؛ فيزيد الحِمل على القلب.
  • قصور الكلى يجبِر القلب على العمل بقوة أكبر لوصول كمية مناسبة من الدم إلى الكلى.
  • يسبب مرض الكلى المزمن ارتفاع ضغط الدم؛ الأمر الذي يضع القلب أمام قوة مقاومة كبيرة؛ ما يجهد عضلة القلب وربما يتسبب في الإصابة بفشل عضلة القلب.
  • تنشَط بعض الهرمونات لرفع ضغط الدم؛ وذلك للعمل على وصول كمية كافية من الدم إلى الكلى لكي تعمل بكفاءة أكبر؛ ومن ثَم يفرض هذا أمام القلب مقاومة أكبر فتضعف عضلة القلب.
  • عند تدهور مرض الكلى المزمن ووصوله إلى الفشل الكلوي؛ فإن المريض يحتاج إلى الغسيل الكلوي، وللأسف، فإن الإصابة بأمراض القلب من مضاعفات الغسيل الكلوي في كبار السن، ويُعد ذلك هو السبب الأول للوفاة في هذه الحالة.

هل امراض الكلى تؤثر على القلب؟

هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ هل أمراض الكلى تؤثر على القلب

بعد معرفة كيفية تأثير أمراض الكلى في القلب، دعنا نذكر  ما هي الأمراض التي ممكن أن تسببها تحديدًا؟

  1. أثبتت بعض الدراسات أن الرد على سؤال: ” هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ ” يكمن في تنشيط الخلايا الليفية والكولاجين في عضلة القلب، الأمر الذي يتسبب في إعادة تشكيل عضلة القلب؛ ومن ثَم يؤدي بدوره إلى خلل في الانقباض مسببًا فشل عضلة القلب واعتلال عضلة القلب، إذ يعاني ثلث حالات مرض الكلى المزمن تضخم البطين الأيسر.
  2. إذا كان المريض مصابًا بالفعل بأمراض القلب؛ فإن من أخطر أمراض القلب التي تؤثر فيها أمراض الكلى وتُصعب من علاج الحالة هي: أمراض الشرايين التاجية، وفشل عضلة القلب.
  3. يؤثر مرض الكلى المزمن، خاصةً المراحل المتقدمة، في صمامات القلب؛ وذلك من خلال ترسب الكالسيوم بها أو ما يسمى بالتكلسات calcifications؛ فيضر ذلك بصحة الصمامات مسببًا الإصابة بأمراض صمامات القلب.
  4. وكذلك يُعد اعتلال عضلة القلب اليوريمي من تأثير مرض الكلى المزمن في القلب.
  5. يُعد اضطراب نظم القلب، خاصةً في البطين، من أسباب الوفاة بسبب أمراض الكلى.
  6. الموت المفاجئ بسبب القلب من مضاعفات الغسيل الدموي (الذي يحتاج إليه المريض إذا تطور مرض الكلى المزمن وأصيب بالفشل الكلوي).

الخطة العلاجية لمرض الكلى المزمن للحماية من أمراض القلب

هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ الخطة العلاجية

كما أوضحنا سابقًا عند الرد على سؤال ” هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟ ” أن بعض أمراض القلب، خاصةً فشل عضلة القلب وأمراض الشرايين التاجية، قد تنتج كأحد مضاعفات مرض الكلى المزمن، والذي إذا تدهور إلى الفشل الكلوي تزداد نسبة الوفاة الناتجة عن أمراض القلب زيادة كبيرة قد تصل إلى 80%.

لذا فاتباع إرشادات الطبيب والالتزام بالخطة العلاجية أمر مهم، ومنها:

  • تقليل ضغط الدم  إلى أقل من  130/80 مم زئبق، أو أقل من 125/75 مم زئبق إذا كان البول الزلالي أكثر من 1 جم/ديسيلتر،  ويكون الدواء الأفضل في هذه الحالة هو مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • تقليل كمية الصوديوم المُتناولَة يوميًّا.
  • مراقبة مستوى السكر بالدم باستمرار، ومتابعة السكر التراكمي، والحذر من خطر قلة مستوى السكر بالدم.
  • تقليل الدهون المرتفعة بالدم عن طريق أدوية اعتلال الدهون، مثل: الستاتين statins.
  • استخدام أدوية مضادة للتجلط، مثل مضادات الصفائح الدموية، والتي من أمثلتها: الأسبرين.
  • متابعة البول الزلالي بشكل مستمر.
  • متابعة بعض العناصر، مثل: الفوسفات والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم.
  • علاج اضطراب نظم القلب بالأدوية؛ إذ إن زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب ما زال تحت الدراسة؛ لمعرفة هل سيفيد في مرض الكلى المزمن أم لا.
  • متابعة وظائف الكلى باستمرار؛ فهي مؤشر مهم لنجاح أي تدخل جراحي تتطلبه حالة القلب مثل: القسطرة القلبية.
  • تغيير أسلوب الحياة وجعله أكثر صحة، عن طريق: التوقف عن التدخين، وإنقاص الوزن، ومنع الأملاح الزائدة في الطعام تمامًا.
  • عمل صورة دم كاملة للمريض بصفة دورية لمتابعة الهيموجلوبين؛ إذ يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض الأنيميا بسبب نقص هرمون الإريثروبيوتين الذي يحدث في مرض الكلى المزمن، وإذا اشتد نقص الهيموجلوبين إلى مستويات منخفضة جدًّا واستمر ذلك لفترة؛ فإن ذلك يسبب فشل عضلة القلب.

الخلاصة | هل مرض الكلى يؤثر على القلب؟

هل امراض الكلى تؤثر على القلب ؟

نعم، بالفعل تؤثر؛ إذ يعمل الجسم ككتلة واحدة، وأي خلل بأي عضو فيه يؤثر في الأعضاء الأخرى. 

يؤثر مرض الكلى المزمن في عضلة القلب بعدة طرق، منها:

  • نشاط الهرمونات التي ترفع ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم. 
  • احتقان الدم بالكلى.
  • إجبار القلب على الانقباض بقوة أكبر.
  • نشاط الخلايا الليفية والكولاجين؛ ما يسبب إعادة تشكيل عضلة القلب.
  • تصلب الشرايين.
  • الغسيل الكلوي الذي يحتاج إليه المريض إذا تدهور مرض الكلى المزمن إلى الفشل الكلوي.

المصادر
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى