أمراض الأوعية الدموية

هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟ وما التداعيات الناتجة عن تصلب الشرايين؟

يُحذِّر الأطباء دائمًا من نمط الحياة غير الصحي المتمثل في الغذاء المُشبَّع بالدهون وقلة ممارسة الرياضة، مُعللين تحذيراتهم الدائمة بخطورة مرض تصلب الشرايين الذي يبدأ في سن مبكرة جدًّا، وليس كما يعتقد العامة أنه مرض العجزة فقط!

سنتناول خلال المقال الرد على سؤال هل تصلب الشرايين مرض مزمن أم لا؟ وما التداعيات الناتجة عن تصلب الشرايين ؟

هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟

هل تصلب الشرايين مرض مزمن | ماهو تصلب الشرايين؟

قبل الرد على سؤال: هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟، يجب التعرف على عملية تصلب الشرايين، وهي عبارة عن ترسب طبقة من الدهون الضارة والكولسترول ونواتج التمثيل الغذائي الضارة على الطبقة الداخلية للشرايين.

في الطبيعي يكون سطح هذه الطبقة ناعمًا تمامًا ليُسهِّل عملية تدفق الدم خلال الشرايين، ولكن عند تكون هذه الترسبات تبدأ المخاطر في الظهور بسبب ضيق قطر الشريان فيرتفع ضغط الدم، وربما ينسد بأكمله مسببًا جلطة في المكان الذي انقطع وصول الدم إليه ومن ثَم انقطعت تغذيته.

و ربما ينفصل جزء من هذه الترسبات ويسير مع تيار الدم؛ مسببًا بذلك غلق أحد الشرايين الصغيرة، وأشهر الشرايين التي تتضرر هي: شرايين المخ مسببة السكتة الدماغية، والشرايين التاجية الذي ينتج عن غلقها الجلطة القلبية، وشرايين الساق التي تسبب آلامًا شديدة وقد ينتج عنها بتر أحد الأطراف.

وقد أجابت الدراسات على سؤال: هل تصلب الشرايين مزمن؟ بالإيجاب؛ إذ تبدأ هذه العملية بالحدوث على مدار سنين عديدة، وسببها الواضح هو نمط الحياة غير الصحي، والتدخين.

وعلى الرغم من معرفة معظم عوامل الخطر التي تسبب تصلب الشرايين، وتوفر أدوية تقلل من خطر الإصابة؛ فقد ارتفعت نسبة الوفاة بسبب تداعيات ومضاعفات تصلب الشرايين خلال العقود الأخيرة؛ وذلك لصعوبة التخلي عن نمط الحياة غير الصحي.

أعراض تصلب الشرايين | كيف تعرف ان لديك تصلب شرايين؟

تختلف أعراض تصلب الشرايين باختلاف الشريان المسدود، وكما أشرنا أن أشهر الشرايين التي تتأثر هي: شرايين القلب، وشرايين المخ، وشرايين الرجل، وشرايين الكلى.

أعراض تصلب الشرايين في الدماغ

عند انسداد الشريان السباتي المغذي للمراكز المختلفة في المخ، التي بدورها تتحكم في حركة جميع أجزاء الجسم والإحساس بها؛ تبدأ هذه الأعضاء بالتأثر..

وكما أجبنا بالإيجاب عن سؤال هل تصلب الشرايين مرض مزمن ، فإن تعرضك لأحد هذه الأعراض ربما يحدث لك أكثر من مرة على مدار حياتك، خاصةً عند توافر عوامل الخطر التي سنشير إليها لاحقًا، وهذه الأعراض مثل:

  • تنميل، أو ثقل في حركة أحد الأطراف.
  • فقدان الوعي للحظات، وتكرار ذلك أكثر من مرة فيما يُعرف باسم النوبة الإقفارية العابرة “transient ischemic attack”.
  • ثقل في حركة اللسان.
  • فقدان مؤقت في النظر.
  • شلل نصف الوجه الذي يحدث بسبب تأثر العصب السابع.

كل هذه الأعراض إذا تغافلت عنها قد تتطور إلى السكتة الدماغية التي تسبب شللًا نصفيًّا يعيق حركة الحياة.

أعراض تصلب الشرايين في القلب

هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟ | أعراض تصلب الشرايين في القلب

ألم شديد في الصدر عند بذل مجهود مؤقت، يقل بالراحة وبتناول دواء النيتروجليسرين تحت اللسان، ويمتد هذا الألم إلى الذراع الأيسر.

أعراض تصلب الشرايين في الساق

  • صعوبة المشي والألم الشديد.
  • انخفاض ضغط الدم في الساق المصابة بسبب انقطاع الدم عنها.

أعراض تصلب الشرايين في الكلى

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الفشل الكلوي.

تشخيص تصلب الشرايين

سنشير أولًا، قبل معرفة كيفية تشخيص تصلب الشرايين، إلى عوامل الخطر التي عند توفرها في المريض فإن عملية تصلب الشرايين تزداد سوءًا وتسير بشكل أسرع؛ ما يُسبب ظهور مضاعفاتها في سن مبكرة، وهي:

  • ارتفاع نسبة الكوليستيرول منخفض الكثافة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التدخين، وخاصة إذا استمر فترة طويلة؛ إذ يسبب التدخين مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، الذي بدوره يكون عاملًا خطيرًا جدًّا في الإصابة بتصلب الشرايين.
  • الكحوليات.
  • مرض السكري النوع الثاني.
  • السمنة المفرطة.
  • الضغط العصبي والنفسي.
  • التقدم في العمر؛ وهو ما يجعلنا نرد بالإيجاب على سؤال: هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟؛ إذ أثبتت الدراسات الأوروبية أن الرجال في عمر 65 عامًا فأكثر والنساء في عمر 75 عامًا فأكثر نسبة إصابتهم بمضاعفات تصلب الشرايين خلال 10 سنوات تكون أعلى ممن هم أقل منهم سنًّا.
  • ذكرت الدراسات الأوروبية أن تلوث الهواء والتدخين السلبي عاملان قويان في حدوث عملية تصلب الشرايين.
  • مرض الفشل الكلوي المزمن؛ وعندها يكون تصلب الشرايين هو السبب الرئيسي للوفاة!

فحوصات تشخيص تصلب الشرايين | هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟

يجب إجراء الفحوصات الآتية للرجال بعد سن ال40 والنساء بعد سن الـ 50، خاصةً إذا كان المريض مُدخنًا ولا يلتزم بنمط حياة صحي، ولا يمارس الرياضة ويعاني السمنة المفرطة؛ فإن هذه الفحوصات تساعد في اكتشاف وجود أحد عوامل الخطر التي أشرنا إليها سابقًا، وعندها يجب الحذر:

  • تحاليل معملية لقياس نسبة الدهون، خاصةً المنخفضة الكثافة الضارة في الدم.
  • قياس ضغط الدم ثلاث مرات أسبوعيًّا.
  • قياس مستوى السكر في الدم.
  • تخطيط كهرباء القلب بالمجهود.
  • أشعة سونار على الكلى.
  • في الحالات المتقدمة والمضاعفات، مثل: السكتة القلبية والدماغية، يحتاج المريض إلى قسطرة لرؤية الشرايين المسدودة ومحاولة علاجها؛ إما بإذابة الجلطة أو بوضع دعامة لفتح الشريان، وفي هذه الحالة يكون الإجراء تشخيصيًّا وعلاجيًّا في نفس الوقت.

ما التداعيات الناتجة عن تصلب الشرايين؟

هل تصلب الشرايين مرض مزمن | تداعيات تصلب الشرايين

كلما زادت عوامل الخطر عند المريض، أسرع ذلك من حدوث عملية تصلب الشرايين وحدوث مضاعفاتها..

وقد أشرنا إلى سبب ذلك عند الإجابة عن سؤال: هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؛ فكل يوم يُعد مرحلة في العملية التدريجية التي يحدث فيها ترسب الكوليسترول الضار والمواد الضارة على جدران الأوعية الدموية.

ومن أهم المضاعفات التي يسببها تضييق الشريان الناتج عن تصلب الشرايين: نقص الغذاء الواصل إلى العضو، ومن ثَم الشعور بالأعراض التي ذكرناها سابقًا. 

أما إذا أدى تصلب الشرايين إلى انسداد الشريان تمامًا فإنه يُسبب:

  • السكتة الدماغية عند انغلاق الشريان السباتي.
  • الجلطة القلبية عند انغلاق الشرايين التاجية.
  • فشل عضلة القلب.
  • الفشل الكلوي عند انغلاق الشريان الكلوي.
  • تمدد الأوعية الدموية بسبب ضعف جدار الوعاء الدموي فيتجمع الدم به، وعند انفجار هذا التمدد فإنه يسبب الوفاة على الفور!
  • بتر أحد الساقين إذا انخلع جزء صغير من هذه الترسبات وسار مع تيار الدم مؤديًّا إلى غلق أحد شرايين الساق.
  • إذا كان المريض مصابًا بمرض نفسي فإن تصلب الشرايين يُبطئ من استجابة المريض النفسي للعلاج.
  • ضعف الانتصاب، فقد أشارت الدراسات الأوروبية إلى ضرورة سؤال المريض عن ضعف الانتصاب، وجعله سؤالًا روتينيًّا عند محاولة تشخيص تصلب الشرايين.

ما هو علاج تصلب الشرايين؟ | هل يمكن الشفاء من مرض تصلب الشرايين؟

إذا حدثت عملية تصلب الشرايين بالفعل، التي أشرنا إلى أنها تدريجية في ردنا على سؤال: هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟؛ فإننا لا نستطيع تخليص الشريان من هذه الترسبات، ولكن هناك العديد من الطرق التي تقلل من تداعيات مرض تصلب الشرايين في سن مبكرة، أهمها محاولة الحفاظ على نمط حياة صحي، مثل:

  • الامتناع عن التدخين، الذي يُعد أهم وسيلة لتقليل خطر عملية تصلب الشرايين.
  • ممارسة الرياضة بشكل دوري، على الأقل من 150 إلى 300 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة خلال الأسبوع، أو 75 إلى 150 دقيقة من التمارين عالية الشدة.
  • تناول الطعام الصحي، وتقليل الدهون المشبعة، التي تكون في الوجبات السريعة والجاهزة والمقليات.
  • تقليل الملح في الطعام لتقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • تناول الدهون المفيدة الموجودة في زيت الزيتون، والأوميجا-3 الموجودة في: المكسرات غير المملحة والأسماك والكيوي والبيض.
  • تناول الفواكه مرتين يوميًّا، والأسماك مرة إلى مرتين أسبوعيًّا.
  • توقف عن تناول اللحوم المصنعة؛ إذ إنها تشارك بنسبة 3 إلى 7 % من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
  • تناول 75 إلى 100مجم يوميًّا من الأسبرين في المرضى الذين أُصيبوا بالجلطة القلبية من قبل.
  • تقليل نسبة الدهون الضارة بالجسم؛ عن طريق تناول الطعام الصحي وتناول الأدوية؛ إذ من المفضل أن تكون نسبة الدهون منخفضة الكثافة LDL أقل من 55 مجم/100 مل دم.

وفي حالة معاناة المريض مضاعفات تصلب الشرايين، مثل الجلطة القلبية أو السكتة الدماغية، يجب أن تكون نسبته أقل من 40 مجم/100 مل دم؛ وذلك عن طريق تناول الأدوية التي تقلل الكوليستيرول، مثل: الستاتين والإزيتمايب.

  •  الابتعاد عن التدخين السلبي وتناول الكحوليات.
  • احرص على تقليل وزنك الزائد؛ وذلك لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، واعتلال الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم؛ التي تشارك جميعها في عملية تصلب الشرايين.
  • الالتزام بعلاج مرض السكري النوع الثاني وضغط الدم المرتفع.

الخلاصة | هل تصلب الشرايين مرض مزمن ؟

مرض تصلب الشرايين مرض مزمن يحدث على مدار السنين؛ مُسببًا تداعيات خطيرة، مثل: السكتة الدماغية، والجلطة القلبية، والفشل الكلوي، وفشل عضلة القلب.

المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى