أمراض الشرايين التاجية

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة

“ما هي النوبة القلبية؟ وما الفرق بين النوبة القلبية والجلطة ؟” كان يدور هذا السؤال بباله بعد أن أخبره الطبيب أنه أُصيب بنوبةٍ قلبيةٍ حادة ونجا منها بصعوبة، لكنه الآن قد تجاوز مرحلة الخطر.

تُعد أمراض القلب السبب الأول للوفاة عالميًّا، بنسبة تصل إلى 16% من الوفيات سنويًّا طبقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومن أخطرها النوبة القلبية، فـ ما هي النوبة القلبية؟ وما الفرق بينها وبين الجلطة؟

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة

ما هو الفرق بين النوبة القلبية والجلطة ؟

قد يُطلَق على النوبة القلبية (بالإنجليزية: heart attack) اسم الجلطة القلبية أحيانًا، وهي تسمية شائعة لكنها غير دقيقة؛ لأنها تحصر كل أسباب النوبة القلبية في تكوُّن الجلطة فقط وهذا غير صحيح.

ما هي النوبة القلبية

النوبة القلبية هي حالةٌ مرضيةٌ خطيرة، لا يحصل فيها القلب على حاجته من الأكسجين والغذاء؛ بسبب انسداد شريان أو أكثر من الشرايين المغذية للقلب (الشرايين التاجية) في أغلب الحالات، فتضمر خلايا عضلة القلب.

وإن لم يحصل المريض على المساعدة الطبية اللازمة في الوقت المناسب، قد يموت هذا الجزء من قلبه، أو يتوقف القلب تمامًا ويموت المريض.

أحد أسباب النوبة القلبية الشائعة هو انسداد الشريان بجلطة؛ لذا يمكن القول إن الجلطة القلبية هي نوبة قلبية حدثت بسبب تكون الجلطة، وهو السبب الأشهر على الإطلاق للنوبة القلبية.

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة في الأسباب

بما أن الجلطة القلبية أحد أنواع النوبة القلبية، لذا تُعد أسباب الجلطة القلبية جزءًا من أسباب النوبة القلبية، ومنها:

أسباب الجلطة القلبية

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة ؟ |أسباب الجلطة

تحدث الجلطة الدموية بسبب تنشيط عوامل التجلط في الدم، وتحدث في القلب بسبب:

  • تصلب الشرايين التاجية

تحدث 90% من النوبات القلبية ككل بسبب تكون جلطات على سطح الشرايين المتصلبة من الداخل، وتبدأ القصة عادةً بارتفاع دهون الدم، إما بسبب عادات صحية خاطئة، مثل: تناول طعام عالي الدهون وعدم ممارسة الرياضة، أو الإصابة بأمراض ترفع دهون الدم مثل مرض السكري، أو أي سببٍ آخر.

يسبب هذا الارتفاع المستمر في دهون الدم ترسب الدهون على جدار الشرايين من الداخل، من بينها الشرايين التاجية المغذية للقلب، مسببًا ضيق هذه الشرايين، وخشونة سطحها.

تجعل خشونة الشرايين السطح أكثر عرضة لتكون جلطات صغيرة عليه، ويُسهِّل ضيقها عملية الانسداد، ثم ينتهي الأمر بالجلطة القلبية.

  • انسداد الشرايين بجلطة دموية عائمة

قد تحدث الجلطة القلبية في غياب تصلب الشرايين التاجية في حالات نادرة؛ إذ تتكون جلطة دموية في مكانٍ ما في الجسم، ثم يحملها مجرى الدم إلى الشرايين التاجية فتسبب الجلطة القلبية.

اسباب النوبة القلبية الأخرى دون الجلطة

هناك أسباب أخرى للنوبة القلبية بخلاف الجلطة، وهذا هو الفرق بين النوبة القلبية والجلطة، ومنها:

  • انسداد الشريان بسبب الالتهاب الوعائي.
  • تضخم بطين القلب.
  • انسداد الشريان بفعل الصمَّات الهوائية أو الكوليسترول.
  • تشنج الشرايين التاجية.
  • أدوية مثل الكوكايين والأدرينالين.

هل يوجد فرق بين النوبة القلبية والجلطة في الأعراض

قد تتعدد الطرق لكن النهاية واحدة! إذ تظهر أعراض النوبة القلبية بسبب حالة نقص الأكسجين التي تتعرض لها خلايا عضلة القلب، لذا فإن الفرق بين النوبة القلبية والجلطة في الأعراض لن يختلف كثيرًا باختلاف سبب الوصول لهذه الحالة، سواء كانت جلطةً أم غير ذلك.

أعراض النوبة القلبية

في النوبات القلبية التقليدية قد تظهر بعض الأعراض التحذيرية قبل النوبة بعدة أيام، لكن لا يحدث ذلك في كل الحالات؛ فكثيرًا ما تأتي النوبة القلبية فجأة دون أي مقدمات.

ومن أعراض الجلطة القلبية قبل حدوثها:

  • الإرهاق.
  • إحساس بعدم الراحة في الصدر.
  • وعكة.

أما في أثناء النوبة نفسها تظهر بعض الأعراض، مثل:

  • ألم الصدر:

يتميز بأنه ألم شديد، يستمر مدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، ويظهر خلف عظمة القص، ثم ينتقل إلى الكتف الأيسر والرقبة.

وتختلف صفته بين الإحساس بالضغط على الصدر، أو الطعن، أو العصر، أو الحرقان. وقد لا يظهر في الصدر من الأساس ويأتي في صورة الإحساس باضطراب الهضم أو امتلاء المعدة.

وقد لا يظهر الألم مطلقًا في بعض المرضى، مثل مرضى السكري بسبب تلف الأعصاب، أو في كبار السن الذين يعانون الخرف، وغيرهم.

ومن أعراض النوبة القلبية الأخرى:

  • قصر النفس.
  • سعال.
  • عرق شديد.
  • الغثيان مع أو دون القيء.
  • اضطراب ضربات القلب.
  • إرهاق وضعف عام.
  • توتر وقلق.

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة في العلاج | هل يختلف؟

لا يختلف علاج النوبة القلبية باختلاف سببها، لذا لا يوجد فرق بين النوبة القلبية والجلطة في العلاج.

وتتضمن خطة العلاج أهدافًا مختلفة في كل مرحلة من مراحل علاج النوبة القلبية، كالآتي:

فور وصول المريض المستشفى

كلما كان التدخل أسرع كان علاج النوبة أكثر فاعلية، وزادت فرص المريض في النجاة بإذن الله؛ لذا لا بد من تقييم المريض تقييمًا مبدئيًّا سريعًا عند وصوله المستشفى في حالة احتمال إصابته بالنوبة القلبية، ولا يجب أن يتخطى وقت التقييم عشرين دقيقة.

بعدها تصبح أولوية العلاج الأولى في هذا الوقت هي إعادة الإمداد الدموي للقلب مرة أخرى لتقليل الضرر الذي قد يلحق به، فيعطي الفريق الطبي المريض:

  • أكسجين: عن طريق القنية الأنفية.
  • نيتروجلسرين: أسفل اللسان، لتوسيع الشرايين التاجية، إلا إذا كان ضغط المريض الانقباضي أقل من 90 مليمتر زئبق، أو نبضه أقل من 50 أو أكثر من 100.
  • مسكنًا للألم: مثل المورفين.
  • أسبرين: لتقليل تجلط الدم.

وقد يعطي الفريق الطبي المريض مذيبًا للجلطة إن كان قد مر على وقت الجلطة أقل من 6 ساعات؛ الأمر الذي يحسن من معدلات الشفاء كثيرًا، وقد يُعطى بعد مدة تصل إلى 12 ساعة من تكون الجلطة لكنه لا يعطي نفس الفاعلية عندها.

في أول 24 ساعة في المستشفى

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة | أول 24 ساعة بعد الجلطة

بعد أن سيطر الأطباء على انسداد الشريان، يصبح الآن هناك متسعٌ من الوقت لتقييم النوبة القلبية، وتأكيد التشخيص، ومعرفة سبب النوبة القلبية إن كان جلطة أم لا، وإن كان الفرق بين النوبة القلبية والجلطة في العلاج غير ملحوظ تقريبًا.

ويُستخدم في تأكيد التشخيص: 

  • رسم القلب.
  • دلالات موت خلايا عضلة القلب.

إضافة إلى إبقاء المريض تحت الملاحظة، والاستعداد لمواجهة أي مضاعفات قد تحدث؛ فلم يتجاوز المريض مرحلة الخطر بعد، وأغلب مضاعفات النوبة القلبية تحدث في هذا الوقت.

بعض مضاعفات النوبة القلبية وكيفية الوقاية منها:

  • اضطراب نظم القلب: لا يُنصح بالتدخل لمنع اضطراب نظم القلب، لكن لا بد من أن يكون الفريق الطبي مستعدًا له بالاستعدادات الكافية من أدوية وجهاز مزيل الرجفان.
  • السكتة الدماغية: قد تحدث عند موت جزء كبير من عضلة القلب وتكون جلطات في جداره؛ لذا في هذه الحالة يُعطى المريض الهيبارين للوقاية من السكتة الدماغية.

إضافة إلى تخفيف الألم، والحد من أي مجهود بدني للمريض، وإعطاء المريض مثبطات مستقبلات بيتا لتقليل من جهد القلب قدر المستطاع.

بعدها يبقى المريض في المستشفى تحت ملاحظة الفريق الطبي إلى أن تستقر حالته تمامًا، ومن ثَم يستعد للخروج.

بعد الخروج من المستشفى

يستمر المريض في تناول الأسبرين ومثبطات مستقبلات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنيجوتنين، إضافة إلى: 

  • الوصول لوزن مناسب.
  • تناول طعام صحي منخفض الدهون والكوليسترول.
  • التوقف عن التدخين إن كان مدخنًا.

الخلاصة

الفرق بين النوبة القلبية والجلطة هو أن الجلطة أحد أشهر أسباب النوبة القلبية، لذا قد يُطلق عليها اسم الجلطة القلبية خطأً أحيانًا، لكن النوبة القلبية قد تحدث لأسباب أخرى دون الجلطة مثل انسداد الشرايين التاجية بسبب الالتهاب الوعائي، أو تضخم البطين.

ولأن الجلطة أحد أسباب النوبة القلبية؛ لذا فلا يوجد فارق ملحوظ بينهما في الأعراض والعلاج. 

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى