أعراض مرض القلب

الضربة الساقطة في القلب | الأسباب، الأعراض، وهل تستدعي القلق؟

الضربة الساقطة في القلب… قد يبدو الاسم مقلقًا، لكنه في الواقع يصف شعورًا مألوفًا لكثير من الناس: نبضة قلب قوية أو مفاجئة بعد لحظة قصيرة من “السكوت” أو تخطّي نبضة!

الضربة الساقطة ليست نوبة قلبية، ولا علامة مؤكدة على مرض خطير، بل هي خلل مؤقت في إيقاع القلب يجعل بعض النبضات تأتي في غير وقتها، فيُخيل للشخص أن هناك نبضة “ضاعت” أو سقطت، وتليها نبضة أقوى تعوّضها.

دعونا نفهم ما تعنيه الضربة الساقطة في القلب، لماذا تحدث، ومتى تكون فعلاً علامة تستدعي زيارة الطبيب، وهل التوتر يسبب الضربة الساقطة؟!

ما هي الضربة الساقطة في القلب

الضربة الساقطة في القلب هي إحساس بعدم انتظام ضربات القلب، حيث يشعر الشخص وكأن القلب “توقّف لحظة” ثم عاد لينبض بقوة. في الحقيقة، القلب لم يتوقف فعليًا، لكن ما يحدث هو نبضة مبكرة وغير منتظمة، تليها وقفة قصيرة، ثم نبضة قوية تعويضية.

غالبًا ما تكون هذه الظاهرة ناتجة عن ما يُعرف طبيًا بـ الانقباض البطيني المبكر (Premature Ventricular Contraction – PVC)، حيث ينبض أحد بطيني القلب قبل أن يكون مستعدًا، مما يربك الإيقاع الطبيعي مؤقتًا.

هذه الضربات قد تحدث بشكل نادر جدًا دون أن تسبب أي ضرر، وقد تمر دون ملاحظة. لكن أحيانًا يشعر بها الشخص بشكل واضح ومتكرر، خاصة عند الراحة أو الاستلقاء، فتسبب له توترًا أو قلقًا من وجود مشكلة في القلب.

المطمئن في الأمر أن الضربات الساقطة غالبًا ما تكون بسيطة وغير خطيرة، لكنها قد تكون أحيانًا مؤشرًا على وجود اضطراب يحتاج إلى تقييم، خاصة إن كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الدوخة، ضيق التنفس، أو ألم في الصدر.

أسباب الضربة الساقطة في القلب

رغم أن الضربة الساقطة في القلب قد تبدو مفاجئة ومقلقة، إلا أن أسبابها في كثير من الأحيان تكون بسيطة ومؤقتة. فهي غالبًا لا تشير إلى مرض خطير، خصوصًا عند الأشخاص الأصحاء.

  1. الضغط النفسي والتوتر: من أكثر المحفزات شيوعًا، إذ يؤديان إلى إفراز هرمون الأدرينالين مما يؤدي إلى خلل في الإشارات الكهربائية في القلب.
  2. اختلال أملاح الجسم (مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم): قد يؤثر على استقرار كهرباء القلب ويزيد من احتمالية حدوث ضربات مبكرة.
  3. أمراض القلب: مثل ضيق الشرايين وارتفاع ضغط الدم؛ خاصةً إذا تكررت الضربات الساقطة كثيرًا أو كانت مصحوبة بأعراض.
  4. خلل في النظام الكهربائي للقلب: حيث تحفز الإشارات الكهربائية القلب على الانقباض.
  5. انخفاض تدفق الدم إلى القلب: كما هو الحال في أمراض الشريان التاجي.
  6. تناول الكافيين أو النيكوتين أو الكحول بكثرة: هذه المواد تنشط القلب وتؤثر على نظمه، مما يجعل الضربات الساقطة أكثر احتمالًا لدى بعض الأشخاص عن غيرهم.

يجب الانتباه إلى أن كل من يعاني من ضربة ساقطة في القلب ليس بالضرورة مصابًا بمرض قلبي، لكن معرفة الأسباب يساعد على التخلص من القلق وتحديد متى يجب زيارة الطبيب.

أنواع الضربة الساقطة

رغم أن الشعور بنبضة “ساقطة” أو غير منتظمة قد يبدو متشابهًا من حيث الإحساس، إلا أن الضربات الساقطة تختلف في نوعها بحسب مصدرها داخل القلب وطريقة حدوثها.

1- الضربة الساقطة البطينية  (Premature Ventricular Contractions – PVCs)

وهي ضربات القلب الأكثر شيوعًا، وتحدث عندما ينشأ النبض مبكرًا من أحد البطينين – بدلًا من الأذينين-  أي من الجزء السفلي للقلب. هذا النوع هو المسؤول غالبًا عن الإحساس بنبضة قوية أو “قفزة” بعد فراغ قصير، ويكون واضحًا بشكل خاص عند الراحة أو الاستلقاء.

2- الضربة الساقطة الأذينية  (Premature Atrial Contractions – PACs)

تحدث عندما تبدأ نبضة القلب مبكرًا من الأذين (الجزء العلوي من القلب) بدلًا من العقدة الجيبية الأذينية (المنظم الطبيعي للقلب)، وغالبًا ما تكون أقل شدة في الإحساس من الضربات البطينية، وقد تمر دون ملاحظة. لا تعتبر خطيرة في الغالب، لكنها قد تكون مزعجة أحيانًا.

3- الضربة الساقطة الأذينية البطينية (Premature atrioventricular Contractions – PAVCs)

تحدث عندما ينقبض القلب من منطقة مشتركة بين الأذينين والبطينين، هذا النوع  يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ في ضربات القلب أو حتى إلى فقدان بعض النبضات؛ تتطلب بعض الحالات الأكثر خطورة استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب أو إجراء عملية استئصال العقدة الأذينية البطينية.

هل ضربات القلب الساقطة خطيرة؟

هل ضربات القلب الساقطة خطيرة

في أغلب الحالات، الضربة الساقطة في القلب ليست خطيرة، خاصةً إذا حدثت بشكل متقطع وفي غياب أعراض مقلقة أو أمراض قلبية معروفة. كثير من الناس يشعرون بها من وقت لآخر، وتمر دون أن تُشكّل خطرًا حقيقيًا على الصحة.

لكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الضربات مؤشرًا يحتاج إلى متابعة طبية، خاصة إذا كانت:

  • تتكرر بشكل يومي أو بكثافة.
  • مصحوبة بأعراض مثل الدوخة، الإغماء، ضيق التنفس، أو ألم في الصدر.
  • تحدث في سياق مرض قلبي معروف مثل ضعف عضلة القلب أو اضطرابات في كهرباء القلب.
  • تظهر بشكل متتابع (مثل ضربة ساقطة كل نبضتين أو ثلاث) أو على شكل نوبات طويلة.

كيف أعرف أن لدي ضربة هاجرة؟

الضربة الهاجرة (وتُعرف أيضًا بالنبضة الشاردة أو الانقباض السابق لأوانه) هي نبضة كهربائية تحدث في القلب قبل موعدها الطبيعي، وتنشأ من مكان مختلف عن المركز الرئيسي لتنظيم النبضات.

في العادة، النبضات الكهربائية تبدأ من “العقدة الجيبية” في أعلى القلب، وهي المسؤولة عن تنظيم الإيقاع الطبيعي. لكن في حالة النبضة الهاجرة، ينبض القلب فجأة من نقطة أخرى، سواء من الأذين أو البطين، فيشعر الشخص بنبضة غير متوقعة، أو فجوة مؤقتة، ثم نبضة قوية تعوّض ما “فاته”.

عندما تُصاب بالضربة الهاجرة غالبًا ما تشعر بـ:

  • شعور بنبضة قلب “غير في مكانها”.
  • إحساس بأن القلب “قفز” نبضة أو تخطاها.
  • خفقان مفاجئ يليه شعور بالراحة.
  • في بعض الحالات: دوخة خفيفة أو قلق داخلي.

متى ستكون الضربة الهاجرة خطيرة

  • إذا كانت الضربات الهاجرة متكررة جدًا أو مزعجة.
  • إذا كانت مصحوبة بألم في الصدر، ضيق تنفس، دوخة شديدة أو إغماء.
  • إذا كان لديك تاريخ مرضي قلبي أو تعانين من اضطراب في نظم القلب.

هل التوتر يسبب الضربة الساقطة؟

الإجابة باختصار: نعم، التوتر النفسي والضغط العصبي يمكن أن يسببا الضربات الساقطة أو ما يُعرف بالانقباضات القلبية المبكرة. عند الشعور بالتوتر أو الانفعال الشديد، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين، والتي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي وتنظيم ضربات القلب.

في هذه الحالة، قد تنشأ نبضة غير منتظمة مبكرًا من الأذين أو البطين، مما يؤدي إلى الإحساس بما يُعرف بالنبضة “الساقطة” أو المفاجئة.

من المهم أن تعرف أن التوتر لا يسبب فقط الضربات الساقطة، بل قد يُضخم الإحساس بها أيضًا، فيجعل الشخص يشعر بها بشكل أوضح وأقوى مما هي عليه فعليًا.

الضربة الساقطة والقلق: ما العلاقة بينهما؟

كثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق يلاحظون أحيانًا شعورًا غريبًا في القلب، كأن النبض “يختفي للحظة” ثم يعود بنبضة قوية ومفاجئة. هذه تُعرف بـ الضربة الساقطة في القلب، وغالبًا ما يكون القلق هو المحرّك الأساسي لها.

القلق مثل التوتر نفس الشعور والإحساس، حيث يفرز الجسم كميات أكبر من الأدرينالين، وهو هرمون يرفع معدل ضربات القلب ويُحدث تغيرًا مؤقتًا في الإشارات الكهربائية داخل القلب. هذا التغير قد يؤدي إلى نبضة مبكرة أو غير منتظمة، فتظهر على شكل ضربة ساقطة.

الضربة الساقطة والقولون

قد يبدو الأمر غريبًا، لكن نعم، هناك علاقة واضحة بين مشاكل القولون العصبي والشعور بـ الضربات الساقطة في القلب. لا يعني ذلك أن القولون يؤثر مباشرة على القلب، بل إن السبب الأساسي يعود إلى العصب الحائر (Vagus Nerve)، الذي يصل بين الجهاز الهضمي والقلب والدماغ.

عندما يحدث تهيج في القولون، خاصة مع الانتفاخات أو التقلصات، يمكن أن يُحفَّز العصب الحائر، مما يؤدي إلى تغير في إيقاع ضربات القلب، وقد يشعر الشخص حينها بنبضة غير منتظمة أو “ساقطة”.

إضافة إلى ذلك، فإن أغلب مرضى القولون يعانون من القلق والضغط النفسي، وهما أيضًا من المحفزات الشائعة للضربات الساقطة.

ما هو علاج الضربة الساقطة في القلب؟

في كثير من الحالات، الضربة الساقطة في القلب لا تحتاج إلى علاج دوائي، خاصة إذا كانت خفيفة وغير متكررة ولا تسبب أعراضًا مزعجة.

فالخطوة الأولى من العلاج تبدأ من تعديل نمط الحياة، مثل:

  • تقليل المنبهات (القهوة – النيكوتين – مشروبات الطاقة).
  • علاج القلق والضغوط النفسية بطرق صحية.
  • تحسين النوم وممارسة تمارين الاسترخاء.
  • علاج أي نقص في العناصر مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.

أدوية علاج الضربة الساقطة في القلب

في حال قرر الطبيب أن الحالة تستدعي العلاج الدوائي، فهناك أدوية تنظيم ضربات القلب من الأدوية التي قد تُستخدم حسب السبب وشدة الأعراض:

  1. مثبطات بيتا (Beta-blockers) مثل أتينولول – ميتوبرولول: تُبطئ معدل ضربات القلب وتخفف الاستجابة الزائدة للهرمونات مثل الأدرينالين.
  2. مضادات اضطراب نظم القلب (Antiarrhythmic drugs) مثل فليكانيد – أميودارون: تُنظّم الإشارات الكهربائية داخل القلب، وتُستخدم في الحالات المتكررة أو المعقدة.
  3. أدوية مهدئة للقلق: وهي الأدوية التي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف فرط التركيز على ضربات القلب.

ملحوظة: أدوية علاج الضربة الساقطة في القلب لا تُستخدم بشكل عشوائي، ويجب وصفها فقط بعد تقييم شامل من طبيب القلب لتحديد النوع والسبب ومدى تأثير الحالة على عضلة القلب.

ماهو علاج الضربة الهاجرة في القلب 

مثل الضربة الساقطة في القلب، الضربات الهاجرة لا تحتاج إلى علاج دوائي، خاصةً إذا كانت بسيطة وغير متكررة.

لكن العلاج يُحدد حسب الحالة الفردية، ونوع الضربة (أذينية أو بطينية)، ووجود أعراض مزعجة أو لا.

العلاج بالقسطرة الكهربائية (الكي الكهربائي – Ablation)

حيث يُحدد الطبيب مكان الضربات ويقوم بكيها باستخدام القسطرة القلبية.

العلاج الدوائي 

عادةُ ما يشمل:

  • حاصرات مستقبلات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.

تجربتي مع الضربة الساقطة

سارة – 35 سنة تقول: بدأت أشعر بنبضات غريبة في قلبي، كأن قلبي يتوقف للحظة وبيرجع يضرب بقوة. كنت اعتقد إني أعاني من أزمة قلبية، وقلقت جدًا، خاصةً إن والدتي لديها مشاكل في القلب.

ذهبت لطبيب قلب، وعمل لي تخطيط هولتر 24 ساعة، وقال لي إني أعاني من الضربة الساقطة في القلب وهي بسيطة ناتجة عن التوتر والكافيين.

توقفت عن شرب القهوة، وبدأت أمارس يوجا خفيفة، وفعلاً بعد أسابيع بدأت الأعراض تقل بشكل كبير… واليوم بعد مرور شهور لا أعاني من شئ، الحمد لله الموضوع طلع أبسط مما تخيلت..

أحمد – 50 سنة يقول: أنا مريض ضغط، وكنت أشعر كل يوم تقريبًا بخبطة غريبة في القلب، وكنت أشعر بعدها بدوخة خفيفة.

ذهبت لطبيب متخصص وقمت بإجراء الفحوصات، وظهر أني أعاني من ضربات ساقطة بطينية بسيطة ليست خطيرة، لكنها تزيد مع التعب والقلق.

بدأت ألتزم بدواء الضغط، والدكتور قام بوصف دواء خفيف من مثبطات بيتا. بعد أسبوعين، انتظم الضغط والنبض رجع طبيعي، أصبحت الآن أُفرق بين القلق الحقيقي والذي يتوهمه الجسم.

الخلاصة

لا داعي للذعر من الضربة الساقطة في القلب إذا كانت نادرة وغير مصحوبة بأعراض، لكنها مع هذا قد تستحق الاهتمام الطبي إذا أصبحت متكررة أو مزعجة، التقييم المبكر يطمئنك ويوجهك للطريق الصحيح دائمًا..

المصادر

Premature ventricular contractions (PVCs) – Symptoms & causes -2022- Mayo Clinic

Premature Ventricular Contractions (PVCs) -2022- clevelandclinic

Premature Ventricular Contractions (PVCs): A Narrative Review -2022- ScienceDirect

Premature Ventricular Contractions (PVC): Symptoms, Cause, Treatment- 2023- webmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى