ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين | الأسباب والعلاج

ارتفعت مؤخرًا نسب الإصابة بـ مرض ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين؛ ويرجع ذلك لسبب رئيسي وقوي وهو اختلال النظام الصحي..

ومن أمثلة هذا الاختلال انتشار الوجبات السريعة، وزيادة رفاهية الحياة مثل انتشار المصاعد والمواصلات، والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية، واللجوء إلى الألعاب التقنية لملء وقت الفراغ؛ كل ذلك أدى إلى قلة الحركة مع زيادة السعرات الحرارية المتناولة يوميًّا.

ومن ثَم، كان لذلك دوراً واضحاً في تدهور صحة كثير من الشباب..

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين

أسباب ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين

يُسمى مرض ارتفاع ضغط الدم بـ”القاتل الصامت”، وغالبًا ما يتجاهل الشباب احتمالية الإصابة به؛ وذلك لاعتقادهم أن مرض ارتفاع ضغط الدم يصيب كبار السن والعجزة فقط، فإن ارتفع ضغط الدم لديهم، يعتقدون أن هذا عَرَض طارئ وليست حالة مرضية حقيقية؛ إذ لم يسمع هذا الشاب من قبل عن مرض ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين!

ولكن حقيقةً تزايدت نسب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين تزايدًا كبيرًا مؤخرًا؛ إذ وصلت نسبته في دولة متقدمة مثل أمريكا مثلًا إلى 800 ألف شاب، في دولة واحدة!! وهو ما يقارب 2.6% من شباب أمريكا.

وفي دراسة أجراها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وُجد أنه بين كل 25 شابًا تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ20عامًا؛ هناك واحد منهم يعاني ارتفاع ضغط الدم.
يجب الحذر، والاهتمام جيدًا بالأمر؛ إذ إن لـ ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين مضاعفات خطيرة، مثل: جلطة القلب والمخ، والفشل الكلوي.

أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الشباب

تنقسم أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الشباب إلى أوليّ وثانوي كما يلي.

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين الأوليّ

أوضحت دراسات أُجريت لمعرفة أسباب ارتفاع ضغط الدم في سن مبكر أنه ليس هناك سبب وحيد يمكن أن نعوِّل عليه، ولكنها عدة نظريات مجتمَعة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند الشباب، ومن هذه الأسباب:

  • السمنة المفرطة

أدى انتشار الوجبات السريعة المشبعة بالدهون الثلاثية الغنية بالكوليسترول إلى سمنة الأطفال والشباب، وذلك إضافة إلى قلة الحركة، والميل إلى الألعاب التقنية التي دخلت الحياة مؤخرًا، والعزوف عن ممارسة الرياضة.

  • الميل إلى العزلة عن الناس والاجتماعيات؛ وذلك بسبب ما يواجه الشباب من تحديات في الدراسة والعمل، والتي هيأت أدمغتهم للاستمتاع بأشياء أخرى أكثر، مثل الطعام والهواتف الذكية المحمولة فقط، دون الأنشطة والحركة والسعي لتجديد نشاط الدورة الدموية.
  • هناك سبب غير قابل للتعديل، وهو أن يعاني كل من الأب والأم ارتفاع ضغط الدم؛ إذ أشارت الدراسات إلى أن نسبة إصابة الأولاد بارتفاع ضغط الدم في هذه الحالة تصل إلى ضعف النسبة في أقرانه.

وقد أثبتت أنه في 20% إلى 40% من الشباب المصابين بارتفاع ضغط الدم يكون السبب العامل الوراثي.

  • ارتفاع نسبة الصوديوم في الطعام والإكثار من تناول الملح؛ فقد وُجد أن الشباب الذين يتناولون كمية من ملح الطعام ما بين 1.5 جم إلى 8 جم يوميًّا، تزداد نسبة إصابتهم بارتفاع ضغط الدم ضِعفين عن هؤلاء الذين يتناولون الملح باعتدال.
  • التدخين، وتعاطي المخدِّرات، وتناول الكحوليات.

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين الثانويّ

يعني ارتفاع ضغط الدم الثانوي أن هناك سببًا معلومًا أدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وبعلاج هذا السبب ومراقبة ضغط دم المريض يتم التحكم في ضغط الدم تلقائيًّا.

غالبًا لا تتعدى نسبة ارتفاع ضغط الدم الثانوي الـ5% من مرضى ارتفاع ضغط الدم.

ومن أسباب ارتفاع ضغط الدم في سن مبكر :

  • الفشل الكلوي الحاد والمزمن.
  • مرض السكري.
  • التهاب المسالك العلوية.
  • تكيسات الكلى وهو السبب الأشهر في الشباب، وهو من العوامل الوراثية التي تصيب الذكور أكثر من الإناث.
  • ورم في الغدة فوق الكلوية أو ما يُعرف باسم “ورم القواتم”.
  • اختلال هرمونات الغدة الدرقية والجار درقية.
  • مرض كوشينج، الذي يتمثل في زيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي يرفع ضغط الدم.
  • بعض الأدوية، مثل: المسكنات، ومضادات الاكتئاب، وحبوب منع الحمل.

علاج ارتفاع ضغط الدم عند الشباب

كما أوضحنا في المقال، فإن مرض ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين مشكلة ذات بُعد اجتماعي قوي وخطير لا يُمكن تجاهله؛ ومن ثَم يوجَّه العلاج في الأساس إلى تحسين نظام الحياة، ومعرفة إذا ما كان هناك سبب ثانوي من أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الشباب ، وعلاجه.

يُعد المحورين الأساسيين في علاج ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين هما تحسين الأسلوب الغذائي وجعله صحيًّا أكثر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

اتباع نظام غذائي صحي

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين | اتباع نظام غذائي صحي

هناك خطة غذائية تُدعى “dash eating plan”، وتعني الطرق الغذائية لتقليل ضغط الدم. 

تهدف هذه الخطة إلى تحسين النظام الغذائي بهدف التحكم في ضغط الدم المرتفع، وتحتوي على:

  • تناول الطعام الغني بالألياف والمعادن، مثل: البوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم، والبروتين مثل: الخضروات والفاكهة.
  • الامتناع عن الطعام الغني بالدهون المشبعة والكوليسترول.
  • تناول الحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات.
  • تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، والسكريات، والمشروبات الغازية والغنية بالسكر.
  • تقليل نسبة الملح بالطعام؛ فقد أشار بروفيسور  القلب والأوعية الدموية بجامعة لندن، في مقال نُشر في صحيفة الجارديان، أن إنقاص نسبة الملح المُتناول في الطعام إلى النصف يساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم عند الشباب.
  • عدم الإسراف في تناول الكافيين في القهوة والنسكافيه؛ وذلك لأن زيادة نسبتهم عن الكمية البسيطة المسموح بها تعمل على تضييق الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم.
  •  التوقف عن التدخين وتناول الكحوليات والمخدِّرات.
  • يجب على الآباء منذ ولادة أطفالهم التركيز على ضرورة إدخال الأكل الصحي في طعام الطفل، وعدم الاستسهال والانجراف وراء كل ما هو غني بالسكر وجاهز؛ إذ إن الطفل في بداية مرحلة التذوق يعامل الطعام بالتعود، وليس بالحب والكره كما يعتقد الآباء.

ممارسة الرياضة بانتظام

ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين | ممارسة الرياضة

الرياضة ليست وسيلة لعلاج ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين وحسب، لكنها تقوي عضلة القلب، وتساعد في إنقاص الوزن، وبالطبع تقلل من الإصابة من الكثير من الأمراض مثل: مرض السكري، وتقليل التوتر والقلق بسبب ضغوطات الحياة.

والآن أصبحت الرياضة ضرورة في حياة الشباب والأطفال الذين زحفت على حياتهم وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة الذكية والألعاب التقنية مثل البلاي ستيشن وغيرها؛ فقد أصبحوا أقل نشاطًا وأكثر بلادةً وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة.

لا تستغرق الرياضة الكثير من الوقت؛ إذ ينصح الأطباء بـ 150 دقيقة فقط خلال الأسبوع ككل، أي ما يعادل 30 دقيقة يوميًّا في خمسة أيام خلال الأسبوع، منهم يومان يُفضَّل فيهم ممارسة تمارين المقاومة لتقوية العضلات.

من الأفضل جعل الرياضة في بيئة اجتماعية أكثر، حيث يلقى فيها الشاب أصدقاءه أو من يستمتع بممارسة الرياضة معهم؛ حتى تصبح الرياضة برنامجًا للترويح عن النفس وتحسين الحالة المزاجية والنفسية والابتعاد عن الانطوائية.

بعد كل هذا يبدأ الطبيب بالبحث عن أي سبب ثانوي لـ ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين ، ولكن كما أشرنا فإن مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي نادر ولا يتعدى ال5%.

يكون ذلك عن طريق إجراء فحوصات الكلى، وفحوصات شاملة على كل الغدد، مثل: الغدة الدرقية والجار درقية، و النخامية، والغدة فوق الكلوية.

إذا لم تنجح كل هذه الطرق ولم تبين الفحوصات أي سبب ثانوي لارتفاع ضغط الدم؛ يحتاج عندها الشاب إلى تناول دواء لتخفيض ضغط الدم المرتفع، مثل: أدوية حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

الخلاصة

انتشر مؤخرًا ارتفاع ضغط الدم في سن العشرين ؛ وذلك بسبب اختلال نظام الحياة الغذائي، وقلة نشاط الشباب، والعزوف عن ممارسة الرياضة والأنشطة اليومية البسيطة التي تزيد من نشاطهم وحيويتهم.

غالبًا ما تكون أسباب ارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة قابلة للتعديل، وباتباع تعليمات الطبيب وتغيير نظام الحياة الخاطئ يعود ضغط الدم إلى الطبيعي (أقل من 120/80 مم زئبق).

يجب عدم التهاون في ارتفاع ضغط الدم عند الشباب؛ إذ إن إهمال علاجه يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: جلطات القلب والمخ، وأمراض الكلى.

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى