أمراض صمامات القلب

درجات ارتخاء الصمام الميترالي: هل يمكن أن تؤدي إلى الوفاة؟

هل ارتخاء الصمام الميترالي دائمًا حالة حميدة؟ وهل يمكن أن تتطور إلى درجة تُهدد الحياة؟ في هذا المقال، نوضح لك الفروق بين درجات ارتخاء الصمام الميترالي، متى تكون خطيرة، ومتى تستدعي التدخل الطبي.

تعرف على 4 درجات ارتخاء الصمام الميترالي وخطر كل منها

ظنت سارة أن التعب المتكرر وضيق التنفس مجرد إرهاق مؤقت. لم تتخيل أن يكون السبب ارتجاع الصمام الميترالي. بعد زيارة الطبيب، أخبرها ان حالتها بسيطة ولا تستدعي الجراحة الآن. لكنه أضاف جملة لم تغادر ذهنها: “علينا مراقبة درجات ارتخاء الصمام الميترالي بدقة”.

فما هي درجات ارتخاء الصمام الميترالي؟ هل هي شيء بسيط يمكن التعايش معه؟ أم بداية لمشكلة خطيرة؟

ما هي درجات ارتخاء الصمام الميترالي؟

قبل التعرّف على درجات ارتخاء الصمام الميترالي، لابد أولًا من فهم طبيعة هذا الاضطراب.

 يُعد ارتخاء الصمام الميترالي من أكثر اضطرابات صمامات القلب شيوعًا؛ حيث يُصيب نحو 2 إلى 3% من الأشخاص. ويحدث ذلك عندما لا يُغلق الصمام الميترالي بشكل محكم أثناء انقباض القلب، مما يؤدي إلى ارتجاع جزء من الدم إلى الأذين الأيسر بدلًا من انتقاله الطبيعي إلى البطين الأيسر.

ولكن ما الفرق بين ارتخاء وارتجاع الصمام؟

يختلف ارتجاع الصمام عن الارتخاء أنه يحدث عندما يتسرب الدم عكسيًا من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر نتيجة فشل الصمام في الإغلاق التام. وقد يكون هذا الارتجاع بسيطًا لا يُسبب مشكلات، أو يكون شديدًا يؤدي إلى خلل في وظيفة القلب، مُسببًا أعراض مثل: ضيق في التنفس، خفقان القلب، التعب السريع عند بذل مجهود.

ما هي أنواع ارتخاء الصمام الميترالي ؟

تُقسم درجات ارتخاء الصمام الميترالي إلى أربع درجات رئيسية، تختلف من حيث شدة التسرب وتأثيرها على كفاءة القلب. وفيما يلي شرح مبسط لكل درجة:

  • الدرجة الأولى:

تُعد هذه المرحلة شائعة جدًا، وغالبًا لا تُصاحبها أي أعراض، ويتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحوصات الروتينية.

لا تتطلب عادةً علاجًا دوائيًا، لكن يُنصح بالمتابعة المنتظمة وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل: تقليل استهلاك الصوديوم، التوقف عن التدخين، الحد من تناول الكحول، وإنقاص الوزن في حال وجود سمنة.

  • الدرجة الثانية:

لا يشعر المريض عادةً بأي أعراض واضحة، ولكن قد يُلاحظ الأطباء تدفق دم أعلى من الطبيعي نحو الأذين الأيسر. في هذه الحالة، لا تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي، بل يُكتفى بالمتابعة الدورية.

  • الدرجة الثالثة:

تتميز هذه المرحلة بوجود تسرب دموي ملحوظ عبر الصمام الميترالي باتجاه الأذين الأيسر، دون أن تظهر على المريض أعراض واضحة.

ورغم غياب الأعراض، إلا أن هذه المرحلة تُعد خطرة على المدى الطويل، إذ قد تُسبب ضعفًا تدريجيًا في عضلة القلب ووظائفه.

تشمل التغيرات الشائعة في هذه المرحلة ما يلي:

  • ارتخاء واضح في الصمام التاجي.
  • زيادة في سماكة شرفات الصمام.
  • تضخم في الأذين الأيسر والبطين الأيسر.
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • اضطرابات في نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني.
  • الدرجة الرابعة:

تُعد هذه المرحلة الأخطر والأكثر تقدمًا، وتتطلب تدخلاً جراحيًا عاجلًا لإصلاح الصمام الميترالي. في هذه المرحلة، تبدأ الأعراض بالظهور بوضوح وتزداد شدتها مع الوقت، وتشمل:

  • ضيق في التنفس عند بذل مجهود، وقد يحدث حتى أثناء الراحة.
  • شعور دائم بالتعب وانخفاض القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
  • خفقان القلب المستمر أو غير المنتظم.
  • ألم في الصدر.
  • تورم في الساقين أو البطن نتيجة احتباس السوائل.
  • انتفاخ أوردة الرقبة، وهو مؤشر على احتقان الدم الوريدي.

لذلك، تُعدّ المتابعة المنتظمة، والفحوصات الدورية، والتدخل العلاجي المبكر أمراً ضرورياً للتعامل السليم مع ارتخاء الصمام الميترالي والحد من تطوره إلى مضاعفات خطيرة.

متى يكون ارتخاء الصمام الميترالي خطيرًا

كيف يتم تشخيص درجات ارتخاء الصمام الميترالي ؟

لتشخيص وتحديد درجات ارتخاء الصمام الميترالي بدقة، يستخدم الأطباء مجموعة من الفحوصات الدقيقة، أهمها:

1- التشخيص السريري:

يبدأ الطبيب بالتشخيص الأولي من خلال:

  • أخذ التاريخ المرضي.
  • الفحص البدني، يسمع الطبيب نفخة قلبية مميزة أثناء الانقباض الانبساطي المتأخر، وهي علامة شائعة في ارتخاء الصمام.

2- الفحوصات التشخيصية لتحديد درجة الارتخاء:

  • تخطيط صدى القلب.
  • تخطيط كهربية القلب.
  • تصوير الأوعية التاجية.
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي.
  • مراقبة نظم القلب المتنقلة.

متى يكون ارتخاء الصمام الميترالي خطيرًا؟ وما هي مضاعفاته ؟

في أغلب الحالات، يُعد ارتخاء الصمام الميترالي حالة حميدة لا تُسبب أعراضًا خطيرة، وغالبًا ما يُكتشف صدفة أثناء الفحص الروتيني.

لكن قد تتساءل هل ارتجاع الصمام الميترالي يسبب الموت؟ نعم، في الحالات الشديدة قد يؤدي ارتجاع الصمام الميترالي إلى مضاعفات مهددة للحياة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، وتشمل أهم تلك المضاعفات:

  1. تطور الحالة إلى ارتجاع شديد في الصمام.
  2.  قصور القلب: يحدث عندما يضعف البطين الأيسر بسبب العبء الزائد في ضخ الدم.
  3. اضطرابات نظم القلب البطينية: وهي خلل في نظم القلب قد يؤدي إلى توقف مفاجئ في القلب.
  4. الرجفان الأذيني، ما يزيد خطر الجلطات والسكتة الدماغية.
  5. الانسداد الخثاري: نتيجة الجلطات الناتجة عن الرجفان الأذيني، والتي قد تسد الأوعية الدموية في الدماغ.
  6. تمزق الأوتار الوترية: يؤدي إلى ارتجاع حاد ومفاجئ في الصمام، مسبب تدهورًا سريعًا في الحالة الصحية.
  7. التهاب الشغاف المعدي: وهو التهاب خطير في بطانة القلب قد يهدد الحياة إذا لم يُعالج.
  8. تضخم البطين الأيسر أو الأذين الأيسر.
  9. انخفاض كفاءة ضخ الدم.
  10. وجود تليف في عضلة القلب. 

ما علاج ارتخاء الصمام الميترالي ؟

يعتمد علاج ارتخاء الصمام الميترالي على درجة الارتخاء وشدة الأعراض؛ فبينما لا تحتاج الحالات البسيطة إلى علاج فعلي، تتطلب الحالات المتقدمة تدخلاً دوائيًا أو جراحيًا حسب الحالة.

  • حالات لا تحتاج إلى علاج: 

معظم درجات ارتخاء الصمام الميترالي تكون بسيطة ولا تُسبب أعراضًا، وغالبًا ما يُكتشف الارتخاء صدفة أثناء الفحص الدوري. في هذه الحالات، لا يكون هناك حاجة للعلاج، ويُكتفى بالمتابعة المنتظمة لدى طبيب القلب.

  • حالات تستدعي العلاج: 

ينقسم التدخل الطبي إلى نوعين رئيسيين: علاج دوائي وعلاج جراحي، ويُحدد الخيار المناسب بناءً على شدة الحالة، وظهور الأعراض، ومدى تأثر القلب بوظيفة الصمام.

يُستخدم العلاج بالأدوية في الحالات المصحوبة بأعراض مزعجة ومضاعفات خطيرة مثل:خفقان القلب، الرجفان الأذيني.

 وتشمل الخيارات الدوائية ما يلي:

  • حاصرات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • مضادات التخثر.
  • التدخل الجراحي:

قد تتساءل متى يلجأ الطبيب إلى علاج ارتخاء الصمام الميترالي بالجراحة؟ يلجأ الأطباء الى الجراحة عندما يُعاني المريض من أحد المؤشرات التالية:

  •  أعراض مستمرة أو متفاقمة مثل ضيق التنفس الشديد، التعب المزمن، أو خفقان غير منتظم.
  •  ارتجاع شديد في الصمام، يتم تشخيصه عبر تخطيط صدى القلب.
  •  تضخم في الأذين أو البطين الأيسر.
  •  انخفاض كفاءة القلب.
  •  اضطرابات في نظم القلب أو نوبات إغماء غير مفسرة.
  • أنواع الإجراءات الجراحية:

تختلف الإجراءات الجراحية حسب شدة الحالة واستجابة المريض للعلاج، وتشمل ما يلي:

1. إصلاح الصمام الميترالي.
2. استبدال الصمام الميترالي.
3. الإصلاح الجراحي المحدود.
4. استبدال الصمام عبر القسطرة.
5. الجمع بين الجراحة والقسطرة.

 الخلاصة | درجات ارتخاء الصمام الميترالي 

درجات ارتخاء الصمام الميترالي تتراوح بين البسيطة التي لا تستدعي القلق، والحادة التي قد تُهدد الحياة. ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر، والمراقبة الدقيقة، والعلاج المناسب يمكن أن يمنع تطور الحالة ويُجنبك المضاعفات الخطيرة. لا تهمل المتابعة الطبية، فالقلب لا يُعوّض.

المصادر

Cleveland Clinic – Mitral Valve Prolapse Complications

American Heart Association – Mitral Valve Prolapse

Mayo Clinic – Mitral Valve Prolapse

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى