هل يشفى مريض جلطة القلب ؟
هل يشفى مريض جلطة القلب ؟ هل يمكن أن يعود مريض الجلطة القلبية إلى حياته الطبيعية! هل يمكن أن تتكرر جلطة القلب؟
كثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام تدور في رأس مريض الجلطة القلبية وأسرته، ما بين القلق من المضاعفات التي قد تحدث، والأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية؛ فكيف يمكن التعامل مع مريض الجلطة القلبية؟
شاهد في المقالة
هل يشفى مريض جلطة القلب؟
تُعد الجلطة القلبية من الأمراض الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي السريع لإنقاذ حياة المريض. فالقلب هو المسؤول عن ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم؛ ومن ثَم فأي مشكلة تحدث فيه تنعكس بالسلب على جميع أجهزة الجسم.
والجلطة القلبية هي أحد أمراض الشرايين القلبية، والتي تؤثر في الإمداد الدموي للقلب؛ إما بقطعه تمامًا عن جزء من أجزاء القلب، أو تقليله؛ ما يؤدي إلى تلف العضلات في هذا الجزء.
يمكن أن تتشابه أعراض الجلطة القلبية مع أمراض أخرى؛ إلا أن أكثر ما يميزها هو ظهور الأعراض الآتية:
- ألم شديد في الصدر
يصف المريض ألم الجلطة القلبية على أنه أسوأ ألم في الحياة؛ إذ يشعر وكأن شيئًا يعصر صدره (ألم عاصر)، أو أن جبلًا يضغط على صدره (ألم ضاغط).
- ألم في أحد الكتفين أو كليهما.
- ضعف عام، وعدم القدرة على القيام بأي أنشطة.
- صعوبة في التنفس.
- ألم في الفك أو الرقبة أو الظهر.
هل يشفى مريض جلطة القلب؟
بعد تلقي العلاج اللازم للجلطة القلبية تعتمد فترة شفاء المريض ومدتها على عدة عوامل، أهمها:
- مكان الجلطة.
- عمر المريض.
- الحالة الصحية للمريض.
- مدى الضرر الذي حدث في عضلة القلب.
وعلى الرغم من أن الجلطة القلبية أحد أكثر الأمراض المسببة للوفاة في العالم؛ لكن يمكن لكثير من المرضى التعافي منها والعودة إلى حياتهم الطبيعية، حتى إن بعضهم يستطيع العودة إلى العمل في خلال أسبوعين من التعافي من المرض.
ولكن يعتمد ذلك على طبيعة عمل المريض ونظام حياته قبل الإصابة بالجلطة القلبية؛ إذ يجب على المريض أخذ وقت كافٍ للتعافي، والعودة إلى حياته الطبيعية تدريجيًّا.
إذاً هل يشفى مريض جلطة القلب؟
نعم، يحدث ذلك إذا التزم المريض خطة العلاج، بالأخص في فترة التعافي بعد الجلطة القلبية، والتي تهدف إلى:
- تقليل خطر فرصة الإصابة بالجلطة القلبية مرة أخرى.
- مساعدة المريض في استعادة صحته، والعودة التدريجية إلى أنشطته اليومية.
هل جلطة القلب خطيرة؟ مضاعفات جلطة القلب
تعتمد فترة تعافي مريض الجلطة القلبية على صحة المريض بعد الإصابة بالجلطة، وما إذا كان قد أُصيب بأحد مضاعفات الجلطة القلبية أم لا.
وتتراوح شدة مضاعفات الجلطة القلبية من مضاعفات بسيطة إلى أخرى في غاية الخطورة؛ لذلك يجب على المريض التزام تعليمات الطبيب لتجنب حدوث مضاعفات.
ومن أشهر المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد الجلطة القلبية، وتؤثر في تعافي المريض:
اضطراب نبض القلب
اضطراب نبض القلب (Arrhythmia) أشهر المضاعفات التي تحدث بعد الجلطة القلبية؛ والتي تنتج عن تلف جزء من عضلة القلب، ومن ثَم تُعطل بدورها مرور الإشارات الكهربائية التي تتحكم في القلب.
وينتج عن الجلطة القلبية أنواع عديدة من اضطرابات نظم القلب تؤثر في شفاء المريض، منها:
- أنواع بسيطة تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل تسارع نبض القلب، والتي يمكن السيطرة عليها بالأدوية.
- أنواع خطيرة تهدد حياة الشخص، مثل: الإحصار القلبي (heart block)، وعدم انتظام ضربات القلب البطيني (ventricular arrhythmia).
فشل القلب
يسمى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بالكمية اللازمة التي يحتاج إليها الجسم بفشل القلب (Heart failure). يحدث فشل القلب بعد الإصابة بالجلطة القلبية؛ وذلك نتيجة تلف جزء كبير من عضلة القلب، وهو أحد المضاعفات الخطيرة التي تؤثر في إمكانية شفاء مريض الجلطة القلبية، ومدة التعافي التي يحتاج إليها.
أشهر أعراض الفشل القلبي هو حدوث تورم في الجسم نتيجة احتباس السوائل، ويمكن علاجه عن طريق تناول بعض الأدوية مثل حاصرات البيتا، أو عن طريق إجراء عملية جراحية.
الصدمة القلبية
تحدث الصدمة القلبية (Cardiogenic shock) نتيجة لحدوث تلف شديد في عضلة القلب؛ ما يعيق ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
تشبه الصدمة القلبية فشل القلب؛ ولكنها تفوقه خطورة!
هل يشفى مريض جلطة القلب بعد الإصابة بالصدمة القلبية؟
إن الصدمة القلبية من أخطر مضاعفات الجلطة التي قد تسبب الوفاة.
ويُعد دور الأدوية في علاج الصدمة القلبية بسيطًا؛ إذ يعتمد فقط على تحسين الحالة الصحية للمريض، ورفع ضغط الدم؛ حتى يصبح المريض مستعدًا لإجراء العملية الجراحية، التي تعد العلاج الأساسي للصدمة القلبية.
جلطة القلب والغيبوبه
في بعض الحالات قد تؤدي جلطة القلب إلى حدوث غيبوبة؛ نتيجة لتأخر المريض في تلقي العلاج اللازم؛ مما يؤدي إلى نقص كمية الدم الواصل إلى الدماغ. أو نتيجة لحدوث أحد مضاعفات الجلطة القلبية. وتؤدي الغيبوبة إلى زيادة فترة التعافي التي يحتاجها المريض.
هل جلطة القلب تسبب الوفاة ؟
نعم، قد تؤدي الجلطة القلبية إلى الوفاة؛ إما نتيجة حدوث تلف بالغ في عضلة القلب في مكان الجلطة القلبية، أو نتيجة لحدوث أحد مضاعفاتها الخطيرة مثل الصدمة القلبية.
العمر الافتراضي بعد جلطة القلب
هل يشفى مريض جلطة القلب؟
الجلطة القلبية أحد الأمراض المزمنة التي تستدعي الالتزام بالعلاج فترة طويلة من الزمن؛ وذلك للسيطرة على المرض، والوقاية من المضاعفات التي قد تنتج عنها.
يؤثر الإصابة بالجلطة القلبية في مستوى العمر المتوقع سلبًا بالتأكيد، ولكن لا توجد إحصائيات تحدد متوسط العمر المتوقع بعد الإصابة بالجلطة القلبية.
ومع ذلك، فالاكتشاف المبكر للجلطة القلبية، واتباع نظام حياة صحي، والإلتزام بتناول الأدوية الموصوفة من الطبيب؛ يساعد في التعافي بعد الجلطة القلبية، والوقاية من الإصابة بها مرة أخرى، والتمتع بحياة صحية فترة أطول من الزمن.
هل جلطة القلب تسبب شلل؟
لا تسبب الجلطة القلبية الشلل مباشرة، ولكن الجلطة القلبية والمضاعفات التي تنتج عنها تؤثر في جميع أجزاء الجسم؛ وذلك نتيجة لتلف عضلات القلب؛ الذي يؤثر بدوره في كمية الدم الواصلة إلى جميع أجزاء الجسم.
الدماغ من أجزاء الجسم التي تتأثر بالجلطة القلبية مسببةً ظهور أعراض كثيرة، مثل: مشكلات في التركيز والذاكرة.
وكذلك فإن الجلطة القلبية قد تؤدي إلى حدوث جلطة في الدماغ، والتي من أهم أعراضها حدوث ضعف في جزء معين من عضلات الجسم، قد يصل إلى شلل في بعض الأحيان.
نعم، يمكن أن تتكرر الجلطة القلبية مرة أخرى، بالأخص في الأشخاص الذين لديهم أحد العوامل التي تزيد من فرصة تكون الجلطات في الجسم، منها:
- التدخين.
- السمنة.
- ارتفاع مستوى الكولسترول في الجسم.
تساعد خطة العلاج التي يضعها الطبيب للمريض بعد الإصابة بالجلطة القلبية في تجنب الإصابة بالجلطة القلبية مرة أخرى، عن طريق:
- اتباع بعض النصائح لتغيير نمط الحياة إلى نمط حياة صحي.
- تناول بعض الأدوية التي تساعد في زيادة سيولة الدم، ومنع تكون الجلطات.
هل يشفى مريض جلطة القلب المتكررة؟
تكرار جلطة القلب أمر وارد، بالأخص عند عدم الالتزام بتعليمات الطبيب؛ ما يجعل فترة التعافي أطول، ونسبة الوفاة أكبر؛ إذ إنه مع كل جلطة قلبية يتأثر جزء جديد من عضلة القلب ولا يعود قادراً على أداء وظيفته مرةً أخرى.
لذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب للوقاية من الإصابة بجلطة القلب مرة أخرى.
نصائح للتعافي بعد الجلطة القلبية
هل يشفى مريض جلطة القلب؟
بعد السيطرة على أعراض الجلطة القلبية، واستقرار حالة المريض، يقدم الطبيب للمريض خطة للتعافي من الجلطة القلبية، التي تساعده في الشفاء والعودة التدريجية للحياة الطبيعية.
التزام المريض خطة التعافي يتوقف عليه كثير من الأمور، أهمها: نسبة حدوث الجلطة القلبية مرة أخرى، والعمر الافتراضي بعد جلطة القلب.
إليكَ بعض النصائح التي تساعدك في تقليل فترة التعافي من الجلطة القلبية:
- التزم تناول الأدوية التي يصفها الطبيب، والتي تنقسم إلى جزئين: أحدهما لعلاج المضاعفات التي تحدث نتيجة الجلطة القلبية، والأخرى للوقاية من تكرار الجلطة القلبية.
- توقف عن التدخين؛ إذ إن التدخين هو أحد أشهر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، بالأخص الجلطة القلبية.
- ابتعد عن الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الدهون، وتناول الغذاء الصحي الذي يعتمد على الألياف الطبيعية أكثر من الدهون والنشويات؛ لخفض مستوى الكوليسترول الضار بالجسم.
- اهتم بممارسة التمارين الرياضية البسيطة، بالأخص في أول فترة التعافي من الجلطة القلبية.
- اشرب كمية كبيرة من المياه.
- تخلص من الضغوط النفسية، وحاول السيطرة على القلق والتوتر.
الخلاصة
هل يشفى مريض جلطة القلب؟
نعم، فعلى الرغم من أن الجلطة القلبية من الأمراض الخطيرة؛ لكن نسبة الشفاء منها كبيرة. ويعتمد ذلك على بعض العوامل، منها: عمر المريض، ومدى تأثير الجلطة في عضلة القلب.
ومما يساعد في شفاء المريض بعد جلطة القلب اتباع تعليمات الطبيب التي تهدف إلى:
- الوقاية من الإصابة بالجلطة القلبية مرة أخرى.
- العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
قد تسبب الجلطة القلبية الوفاة؛ وذلك إما نتيجة لتلف جزء كبير من عضلة القلب، أو نتيجة لحدوث مضاعفات خطيرة مثل الصدمة القلبية. ومع ذلك لا يمكن تحديد متوسط عمر المصابين بالجلطة القلبية.
هل يشفى مريض جلطة القلب؟ الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من الطبيب، واتباع نظام حياة صحي، يساعد المريض في تقليل الفترة التي يحتاج إليها للتعافي من الجلطة القلبية، والوقاية من الإصابة بها مرة أخرى.
