أمراض الشرايين التاجية

عملية القلب المفتوح لكبار السن | الأمل، المخاطر، والتعافي

عملية القلب المفتوح لكبار السن | أمل جديد في مرحلة الشيخوخة

لم يكن مرضى القلب الذين تجاوزوا الثمانين من العمر مرشحين مناسبين لجراحة القلب المفتوح، حيث كانوا يُرسلُون غالبًا إلى منازلهم مع كلمات تشجيعية وبعض الحبوب لتخفيف الأعراض!

اليوم ومع تقدم الطب وتطور تقنيات الجراحة، شهدنا تحولًا ملحوظًا في هذا الاتجاه، حيث يُخضع المزيد من كبار السن الذين يعانون من انسداد الشرايين أو تسرب صمامات القلب إلى جراحة القلب المفتوح، مما يتيح لهم فرصة جديدة وأمل للحياة…

تُعتبر عملية القلب المفتوح لكبار السن من أكثر الإجراءات الجراحية تحديًا، ومع زيادة أمراض الشيخوخة يصبح هذا النوع من العمليات ضرورة ملحة في كثير من الحالات.

متى يحتاج كبار السن لإجراء جراحة القلب المفتوح؟

تعتبر جراحة القلب المفتوح خيارًا ضروريًا في حالات معينة لكبار السن، من أهمها:

  1. انسداد الشرايين التاجية: عندما تتشكل مادة دهنية على جدران الشرايين التاجية، تضيق هذه اللويحة الشرايين، مما يجعل من الصعب مرور الدم، عندما لا يتدفق الدم بشكل صحيح إلى القلب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبة قلبية وفشل القلب.
  2. تسرب صمامات القلب: إذا كانت الصمامات لا تغلق بشكل صحيح، فإن هذا قد يؤدي إلى ضعف القلب وفشله في بعض الحالات.
  3. فشل القلب: أو قصور القلب يحدث عندما يكون القلب غير قادر على ضخ الدم بكفاءة، قد تكون الجراحة خيارًا جيدًا لتحسين وظائف القلب.
  4. ضيق الصمامات: حيث تصبح الصمامات ضيقة، مما يعيق تدفق الدم ويتسبب في زيادة الضغط على القلب.
  5. زراعة القلب: استبدال القلب التالف بقلب آخر مُتبرع به.

أعراض الإصابة بأمراض القلب لدى كبار السن

تظهر أعراض أمراض القلب بشكل مختلف لدى كبار السن مقارنة بالشباب، مثل:

  1. ألم الصدر: قد يشعر المريض بألم أو ضغط في منطقة الصدر، وقد يكون هذا الألم متقطعًا أو مستمرًا.
  2. ضيق التنفس: يمكن أن يحدث ضيق في التنفس أثناء الراحة أو عند ممارسة نشاط بدني، مما يشير إلى مشاكل في القلب.
  3. التعب والإرهاق: الشعور بالتعب غير المعتاد أو الإرهاق حتى مع النشاطات اليومية البسيطة.
  4. الخفقان: قد يشعر المريض بنبضات قلب سريعة أو غير منتظمة، مما يشير إلى اضطرابات في ضربات القلب.
  5. تورم الأقدام أو الكاحلين: قد يحدث تورم في الأطراف السفلية نتيجة احتباس السوائل، مما يشير إلى ضعف وظيفة القلب.
  6. الدوخة أو الإغماء: قد يشعر المريض بدوار أو حتى فقدان الوعي، مما قد يكون علامة على تدفق دم غير كافٍ إلى الدماغ.
  7. التعرق المفرط: التعرق غير المبرر، خاصةً في الليل، قد يكون علامة على مشاكل قلبية.
  8. الغثيان أو القيء: قد يشعر بعض المرضى بالغثيان أو القيء، خاصةً أثناء النوبات القلبية.
  9. تغيرات في الشهية: فقدان الشهية أو الشعور بالشبع بسرعة قد يشير إلى مشاكل في القلب.

الخطوات التحضيرية قبل إجراء عملية القلب المفتوح لكبار السن

كيفية تجنب جلطات القلب | كيف أحمي نفسي

إجراء عملية القلب المفتوح يتطلب تحضيرًا دقيقًا لضمان سلامة المرضى، خاصةً كبار السن. 

  • توجيه المريض للصيام لفترة معينة قبل العملية لتجنب أي مضاعفات أثناء التخدير.
  • توجيه المريض لتجنب بعض الأدوية مثل مضادات التخثر قبل الجراحة، وفقًا لتعليمات الطبيب.
  • إجراء الفحوصات والأشعة اللازمة لفحص وظائف القلب والتأكد من حالة الرئتين.
  • غسل الجزء العلوي من الجسم بمحلول خاص لتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا أو حدوث عدوى.
  • يخضع المريض للتخدير الكامل داخل المستشفى.

خطوات إجراء عملية القلب المفتوح لكبار السن

  • يُجرى الطبيب شق جراحي في وسط الصدر للوصول إلى القلب يبلغ حوالي 20 – 25 سم، في بعض الحالات قد يتم استخدام تقنيات أقل توغلًا.
  • يتم توصيل المريض بجهاز القلب والرئة الذي يقوم بتعويض وظيفة القلب والرئتين أثناء الجراحة.
  • يتم التعامل مع أي مشاكل موجودة بشكل دقيق، حيث يمكن أن تشمل العملية إصلاح أو استبدال الصمامات، إجراء عمليات تحويلة للشرايين، أو إزالة انسدادات في الشرايين التاجية.
  • بعد الانتهاء من العملية، يتم إيقاف جهاز القلب والرئة، ويتم استعادة الوظائف الطبيعية للقلب.

التعافي بعد عملية القلب المفتوح لكبار السن

  • بعد انتهاء العملية، يُنقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمراقبة حالته.
  • يجب مراقبة الجرح بشكل دقيق وإبلاغ الطاقم الطبي عن خروج إفرازات من الجرح أو احمرار أو ارتفاع في درجة الحرارة.
  • يُنصح بتناول نظام غذائي متوازن، يشمل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الدهنية والمواد الحافظة.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة مهم جدًا لتعزيز الشفاء.
  • الالتزام بالأدوية التي وصفها الطبيب.
  • يجب الالتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب لمراقبة حالة القلب والتأكد من عدم حدوث مضاعفات.

مضاعفات عملية القلب المفتوح لكبار السن

عملية القلب المفتوح، رغم كونها إجراءً شائعًا وضروريًا، قد تترافق مع بعض المضاعفات، خاصةً لكبار السن، من بينها:

  1. حدوث عدوى في الجرح، وتكون أكثر شيوعًا لدى المرضى المصابين بالسمنة أو مرض السكري.
  2. النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
  3. عدم انتظام ضربات القلب.
  4. خطر التعرض لنزيف.
  5. الالتهاب الرئوي.
  6. فشل الرئة أو الكلى.
  7. صعوبات في التنفس.
  8. فقدان الذاكرة أو الارتباك.

نسب نجاح عملية القلب المفتوح

تعتبر عمليات القلب المفتوح من الإجراءات الجراحية الفعالة، وقد حققت نسب نجاح مرتفعة في السنوات الأخيرة.

تتراوح نسب النجاح العامة لعمليات القلب المفتوح بين 85% إلى 95%، مما يعني أن معظم المرضى يحققون نتائج إيجابية وعلاج أمراض القلب لدى كبار السن.

هل عملية القلب المفتوح خطيرة

هل عملية القلب المفتوح خطيرة؟ عملية القلب المفتوح، رغم كونها إجراءً شائعًا وضروريًا، تحمل بعض المخاطر التي قد تتزايد بسبب التقدم في السن.

ومع هذا نظرًا للتقدم العلمي الهائل والتقييم الدقيق والرعاية الطبية المناسبة، يمكن أن تكون عملية القلب المفتوح لكبار السن خيارًا مناسبًا لمشاكل القلب.

تجربتي مع عملية القلب المفتوح

هناك عدة تجارب تُعد نذير أمل لمرضى كُثر كانوا يعانون من مشكلات بالقلب وتعافوا منها بعد إجراء عملية القلب المفتوح.

  • أحمد رجل في الخمسين من عمره يقول: بدأت أشعر بألم حاد في صدري وضيق في التنفس، خاصةً أثناء ممارسة الرياضة. بعد زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات، اكتشفت أنني أعاني من انسداد في الشرايين. تم إخباري بضرورة إجراء عملية قلب مفتوح. في البداية، كان الأمر مخيفاً، لكنني قررت مواجهة التحدي. بعد العملية، شعرت بتحسن كبير. عدت لممارسة الرياضة التي أحبها، وأصبحت أشعر بالحيوية والنشاط. هذه التجربة علمتني أهمية الصحة والاهتمام بنفسي.
  • إبراهيم خاض هو الآخر رحلة عملية القلب المفتوح، حيث يقول: كنت أعاني من مشاكل قلبية منذ سنوات، لكن لم أكن أعيرها اهتماماً كافياً. في أحد الأيام، شعرت بدوار شديد ونغزات في الصدر، مما استدعى الذهاب إلى المستشفى. بعد الفحوصات، تبين أنني بحاجة إلى عملية قلب مفتوح. كانت التجربة صعبة، ولكن الدعم من عائلتي أمدني بالقوة. بعد الجراحة، بدأت رحلة التعافي التي كانت مليئة بالتحديات، لكنني كنت مصمماً على العودة إلى حياتي الطبيعية. الآن، أعيش حياة صحية أكثر، وأقدر كل لحظة أعيشها.
  • أما خديجة فتقول: عندما كنت في منتصف الأربعينات، بدأت أشعر بألم في صدري وضيق في التنفس. بعد استشارة عدة أطباء، تم إخباري بأنني بحاجة إلى عملية قلب مفتوح. كانت المخاوف تسيطر عليّ، لكنني قررت أن أكون قوية. بعد العملية، عانيت قليلاً في البداية، لكن التحسن كان سريعاً. الآن، بعد عدة أشهر من الجراحة، أشعر بأنني أعيش حياة جديدة. أستطيع الآن الاستمتاع بوقت أكثر مع عائلتي وأصدقائي، وأستطيع ممارسة الأنشطة التي أحبها.

كل تجربة من هذه التجارب تعكس قوة الإرادة والتحدي. عملية القلب المفتوح ليست مجرد إجراء طبي، بل هي فرصة لبداية جديدة وحياة أفضل.

الخلاصة

إن عملية القلب المفتوح لكبار السن هي نقطة تحول حقيقية للذين يعانون من أمراض القلب. على الرغم من المخاطر المرتبطة بها، فإن التقدم الطبي الحديث قد أتاح فرصًا أكبر لتحسين النتائج، من خلال التحضير الجيد والرعاية اللاحقة، يمكن للمرضى أن يستعيدوا حياتهم بشكل أفضل، ويستمتعوا بنشاطاتهم اليومية.

المصادر

Cardiac Surgery in the Elderly Patient -2009-  PMC.

Open heart surgery in patients 85 years and older -2004 – PubMed

Cardiac surgery in the very elderly: it isn’t all about survival –2020- The British Journal of Cardiology

https://www.healthline.com/health/open-heart-surgery

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى