أمراض الشرايين التاجية

قصور الشرايين التاجية | الجديد في علاج الشريان التاجي

ينتج قصور الشرايين التاجية عن تصلب الشرايين الناتج عن عدة عوامل سنذكرها في المقال، فما هو مرض قصور الشرايين التاجية ؟ وما الجديد في علاج الشريان التاجي؟

قصور الشرايين التاجية

قصور الشرايين التاجية | تصلب الشرايين

قصور الشرايين التاجية بالانجليزي “coronary artery disease” أو “coronary insufficiency” من أشهر أمراض القلب التي تصيب الرجال أكثر من النساء ولكنه يُعد السبب الأول للوفاة في كلٍ منهما.

في حالة قصور الشرايين التاجية (وهي الشرايين المغذية لعضلة القلب)، فإنها تواجه صعوبة في إمداد القلب بالمغذيات والأكسجين، وذلك بسبب ضيق الشريان أو انسداده بالكامل..

ويحدث ذلك نتيجة تصلب الشرايين  وهو عبارة عن ترسبات من الكوليسترول على الطبقة المبطنة للأوعية الدموية ويشارك في سرعة هذه العملية:

  • السمنة 
  • التدخين

ما هي اعراض قصور الشريان التاجي؟

كما أوضحنا أن قصور الشرايين التاجية يكون بسبب ضيق الشريان التاجي فينتج عن ذلك ألم الذبحة الصدرية الذي إذا تم إهماله سيتطور الأمر سريعًا إلى انسداد الشريان التاجي بالكامل مسببًا الجلطة القلبية، لذا تختلف أعراض كلٍ من المرضين.

أعراض الذبحة الصدرية Angina pectoris

يُعد العرض الأشهر للذبحة الصدرية هو الألم والذي يتميز بعدة خصائص منها:

  • ألم في منتصف الصدر يشعر به المريض وكأن حجراً يسحق قلبه.
  • انتشار الألم للكتف الأيسر والفك السفلي والظهر.
  • لا يستمر الألم أكثر من 20 دقيقة.
  • يزيد الألم بالمجهود ويقل مع الراحة واستخدام دواء النيتروجلسرين.

يوجد نوع من الذبحة الصدرية يُسمى بالذبحة الصدرية غير المستقرة unstable angina والذي يتشابه مع الجلطة القلبية في الأعراض.

أعراض الجلطة القلبية myocardial infarction

إن ألم الذبحة الصدرية هو نفسه ألم الجلطة القلبية ولكنه يختلف في:

  • استمراره أكثر من 20 دقيقة.
  • لا يتحسن بالراحة ولا بالجرعة القصوى لدواء النيتروجليسرين وهي ثلاثة أقراص.
  • الألم في ازدياد مستمر وربما يحدث بصورة فجائية دون تدرج.
  • الألم مصحوب بضيق التنفس والغثيان.
  • قد يشعر المريض بالألم فجأة إذا سببت له الجلطة  نوبةً قلبية heart attack ومن ثم تحدث الوفاة على الفور.

تشخيص قصور الشريان التاجي

تنقسم فحوصات تشخيص قصور الشريان التاجي إلى تحاليل لمعرفة عوامل الخطر (تصلب الشرايين)، وفحوصات أخرى لمعرفة مدى انسداد الشرايين التاجية وتحديد الشريان المسدود لوضع خطة العلاج المناسبة.

من فحوصات تشخيص عوامل الخطر:

  • قياس نسبة الدهون في الدم (الكوليسترول).
  • قياس ضغط الدم لتشخيص ارتفاع الضغط.
  • قياس مستوى السكر في الدم.
  • وظائف الكلى.

من فحوصات تشخيص انسداد الشرايين:

رسم القلب في وضع الراحة ECG | هل قصور الشريان التاجي يظهر في رسم القلب ؟

يُستخدم في رؤية آلية عمل القلب عن طريق موجاتٍ يرسمها على ورقة بيانية عند قراءتها يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كنت تعاني من ضيق بأحد الشرايين أو انسداده تمامًا، أو ضيق أو انسداد أكثر من شريان.

ويظهر قصور الشرايين التاجية في رسم القلب على صورة اختلافٍ للموجات التي يرسمها الجهاز، واختلاف هذه الموجات بصورة معينة في رسم القلب يدل على الشريان المسدود تحديدًا.

رسم القلب بالمجهود stress ECG

قصور الشرايين التاجية | رسم القلب بالمجهود

وهو عبارة عن توصيل المريض بجهاز رسم القلب ولكن عند بذله لمجهود وذلك عن طريق تمشية المريض على آلة المشي الرياضية لكشف حقيقة الشرايين التاجية والتي ربما تكون سليمة ولا تسبب أي ألم بالصدر للمريض في وضع الراحة ولكن عند بذل المجهود يظهر الألم فيتضح قصور تدفق الدم في الشرايين.

وإذا كان المريض لا يستطيع المشي على آلة المشي الرياضية لأي سبب فمن الممكن أن يستخدم الأطباء مادة تزيد من عمل عضلة القلب عن طريق حقنها بالوريد وملاحظة كيف ستستجيب الشرايين التاجية وتغذي عضلة القلب المنقبضة بشدة والتي تحتاج إلى تدفق كمية أكبر من الدم.

موجات صوتية على القلب echocardiogram

وهي عبارة عن سونار على عضلة القلب والذي يوضح تدفق الدم خلال القلب، ويوضح انقباض عضلة القلب أيضًا ويُعد انخفاض تدفق الدم في منطقة ما أو عدم تدفقه تمامًا إشارةً تدل على ضيق أو انسداد الشريان المغذي لهذه المنطقة.

اختبار الإجهاد النووي nuclear stress test

وهو عبارة عن حقن مادة مشعة داخل الشرايين ثم تصويرها بجهاز الأشعة وهو تصوير دقيق جدًا يرسم شجرة الشرايين المغذية للقلب ويوضح تحديدًا الشريان المسدود.

ويتم عمله في وضع الراحة وأيضًا بالمجهود.

أشعة مقطعية على القلب CT scan

يتم استخدامه للكشف عن تصلب الشرايين الذي يزيد مع ترسبات الكالسيوم والتي قد تسبب انسداد الشرايين أيضًا ويمكن عمل هذه الأشعة بالصبغة.

القسطرة القلبية cardiac catheterization

تدخل القسطرة القلبية عن طريق شريان الفخذ أو شريانٍ بالذراع حتى تصل إلى الشرايين التاجية، ويتم حقنها بمادةٍ وتصوير القلب والشرايين التاجية لرؤية شجرة الشرايين التي تغذي القلب كلها وتحديد موقع المشكلة..

تُستخدم القسطرة القلبية في التشخيص والعلاج إذ يمكن تسليك الشريان المسدود أو حقن مادة لإذابة الجلطة به أو وضع دعامة لمنع انسداد الشريان مرةً أخرى.

بعض الحالات المصابة بقصور الشرايين التاجية تحتاج القسطرة القلبية للتشخيص والعلاج، وحالات أخرى تحتاج القسطرة القلبية بسبب عدم تحسن المريض على العلاج والالتزام بنظام حياةٍ صحي..

وإذا ظل يشعر بالألم فإنه يحتاج قسطرةً تشخيصية ويخبره الطبيب بأنه قد يحتاج لتوسيع الشريان أو وضع دعامةٍ لفتح الشريان على حسب حالة الشريان وتسمى هنا القسطرة قسطرة علاجية.

ما هو علاج القصور في الشريان التاجي؟ الجديد في علاج الشريان التاجي

علاج قصور الشرايين التاجية

علاج القصور في الشريان التاجي له عدة محاور يحددها الطبيب حسب حالة المريض.

تحسين نمط الحياة وجعله أكثر صحة

  • الامتناع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة بشكلٍ دوري، على الأقل من 150 إلى 300 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة في الأسبوع، أو 75 إلى 150 دقيقة من التمارين عالية الشدة.
  • تناول طعامٍ صحيٍ، وتقليل الدهون المشبعة والكوليسترول في الوجبات السريعة والمقليات.
  • تقليل الملح في الطعام لتجنب خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • تناول الدهون المفيدة الموجودة في زيت الزيتون، والأوميجا 3 الموجودة في: المكسرات غير المملحة والأسماك والكيوي والبيض.
  • الامتناع عن تناول اللحوم المصنعة؛ إذ إنها تمثل نسبة 3 إلى 7 % من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
  • تقليل نسبة الدهون الضارة بالجسم؛ عن طريق تناول الطعام الصحي وتناول الأدوية؛ إذ من المفضل أن تكون نسبة الدهون منخفضة الكثافة LDL أقل من 55 مجم/100 مل دم، وإذا كان المريض قد أُصيب بجلطة من قبل فيُفضل أن يكون أقل من 40 مجم/100 مل دم.
  • علاج السمنة المفرطة؛ وذلك لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، واعتلال نسبة الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم؛ التي تشارك جميعها في عملية تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالذبحة والجلطة القلبية.
  • الالتزام بعلاج مرض السكري، ومرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.

أدوية علاج قصور الشرايين التاجية

يشارك العلاج الدوائي بنسبة كبيرة في تحسن مريض الذبحة الصدرية ولكن مريض الجلطة القلبية يجب التوجه به على الفور إلى الطوارئ لتشخيص المشكلة بدقة وحلها في الرعاية المركزة للقلب.

يتناول مريض الذبحة الصدرية الأدوية التالية:

  • الأسبرين.
  • النيتروجليسرين.
  • حاصرات مستقبلات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.

يحسب الطبيب الجرعة للمريض ويعمل على دمج أكثر من دواء على حسب حالة المريض لذا فإن المتابعة الدقيقة أمر ضروري للغاية.

أما علاج الجلطة القلبية فيجب تناوله في الرعاية المركزة للقلب عن طريق الوريد لإنقاذ عضلة القلب بسرعة فكل دقيقة تمر تعرض جزءاً من عضلة القلب للموت، كل دقيقة تمثل عمراً جديداً للمريض، وأدوية علاج الجلطة القلبية هي:

  • المسكنات لتخفيف الألم مثل المورفين.
  • الأكسجين.
  • مذيبات الجلطة المتخصصة “ألتيبلاز”
  • بقية الأدوية مثل أدوية الذبحة الصدرية ولكن يتناولها المريض عن طريق الوريد وبجرعاتٍ أكبر.

العلاج الجراحي لمرض قصور الشرايين التاجية

يكون العلاج الجراحي للجلطة القلبية إما عن طريق القسطرة القلبية أو عملية القلب المفتوح و يحدد الطبيب العملية المناسبة بحسب الحالة.

القسطرة القلبية يلجأ إليها الأطباء في حالة الطوارئ لإسعاف مريض الجلطة القلبية فهي تُوضح الشريان المسدود ومن ثم إما يقوم الطبيب بحقن مادة لإذابة الجلطة، أو يتم إزالتها عن طريق القسطرة ونفخ بالون لتوسيع الشريان المسدود، وإذا كان الضيق شديداً يضع الأطباء دعامةً لفتح الشريان.

أو عملية القلب المفتوح ويتم فيها أخذ جزء من الوريد الصافن وهو الوريد السطحي للساق لعمل مسار جانبي بين الشريان الأورطي والشريان التاجي المسدود لتفادي هذا السدد فهو عبارة عن فتح طريقٍ جديدٍ لتدفق الدم إلى عضلة القلب.

الجديد في علاج الشريان التاجي

هناك العديد من العلاجات التي تستهدف علاج قصور الشرايين التاجية عن طريق القضاء على عملية تصلب الشرايين على الرغم من كونها عملية تستمر مع تقدم العمر.

ومن هذه العلاجات:

حقن ريباثا | ايفولوكوماب

حقن يتم صناعتها بالتكنولوجيا البيولوجية وأثبتت الدراسات أنها قادرة على إذابة الترسبات المبطنة للأوعية الدموية ومن ثم القضاء على مرض تصلب الشرايين.

أُجريت التجارب على 986 مريض، 64% منهم انكمشت فيهم اللويحات المسببة لتصلب الشرايين خلال 18 شهر، وأثبتت الدراسات أيضًا أن هذه الحقن أكثر فعاليةً من دواء الستاتين في خفض الكوليسترول بنسبة 60%.

الموجات الصادمة IVL shock waves

نشرت صحيفة مستشفيات رويال برومبتون وهارفيلد التخصصي في لندن دراسة عام 2020 تبشر بنجاح استخدام تكنولوجيا الموجات الصادمة في تفتيت ترسبات الكالسيوم حول ترسبات الدهون لتصلب الشرايين وبالتالي التخلص من ضيق الشرايين.

والتي تشبه تكنولوجيا تفتيت حصوات الكلى ويكون ذلك عن طريق قسطرة بها سلك بسمك 0.014 بوصة وفي نهايته باعث للموجات الصادمة..

ومن ثم تصل إلى الشريان التاجي المسدود وترسل الموجات في المكان المطلوب لتفتت الكالسيوم الصلب وبمجرد تفتت الكالسيوم في جدران الشرايين التاجية تصبح أكثر مرونةً، وبعد ذلك يكون هناك بالون في نهاية الأنبوب لتوسيع الشريان إلى جانب وضع دعامة إذا تطلب الأمر.

هل يمكن الشفاء من قصور الشريان التاجي؟

مرض قصور الشرايين التاجية المسؤول الأول عنه هو مرض تصلب الشرايين وكما أوضحنا أنها عملية لا تتوقف ولكنها مستمرة بتقدم العمر ونمط الحياة غير الصحي والأمراض الأخرى مثل: ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الدهون..

لذا فإن الشفاء التام من قصور الشريان التاجي قد يكون صعباً ولكن مع المتابعة الدقيقة وتحسين أسلوب الحياة والالتزام بالعلاج فإن حالة المريض لا تسوء أكثر.

ومع العلاجات الجديدة والمبشرة التي تكشف عنها الأبحاث والدراسات باستمرار فإن هناك أملٌ يُبشر بإمكانية الشفاء من مرض قصور الشرايين التاجية.

الخلاصة

مرض قصور الشرايين التاجية يتنج عن عملية تصلب الشرايين التي تستمر مع تقدم العمر ونمط الحياة غير الصحي، وهو الذي يسبب إما ضيقاً في الشرايين التاجية مسببًا الذبحة الصدرية أو انسداد الشريان بالكامل مسببًا الجلطة القلبية.

المصادر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى