اضطرابات نظم القلب

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟ هل خفقان القلب خطر على الحامل أو الجنين؟ هل يجب أن تلد مريضة القلب ولادة قيصرية؟

تتعدد أسباب خفقان القلب، ما بين أسباب بسيطة وأخرى خطيرة؛ ففي بعض الحالات يحدث خفقان القلب كأحد الأعراض الطبيعية للحمل..

ولكن أحيانًا قد ينتج عن مرض خطير مثل الرجفان الأذيني؛ لذا يجب استشارة الطبيب فورًا لمعرفة سبب خفقان القلب، ومدى خطورته على الحمل.

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

لا شك أن الولادة الطبيعية أفضل من الولادة القيصرية (في حال عدم وجود داعٍ يحظر الولادة الطبيعية).

يُعد خفقان القلب من أعراض الحمل في بعض الحالات؛ ويحدث بسبب زيادة حجم الدم في الجسم، الذي يسبب حالة تُعرف بالدوران مفرط الديناميكية.

ولكن لخفقان القلب عدة أسباب أخرى، بعضها يتطلب إرشادات خاصة لإجراء الولادة دون مضاعفات، مثل حالات الرجفان الأذيني.

ويُعد الرجفان الأذيني أشهر اضطرابات نظم القلب المسببة لخفقان القلب في الحوامل، وتُعد الجلطات أشهر المضاعفات المصاحبة له؛ لذا يصف الطبيب للمصابات بالرجفان الأذيني أدوية مضادة للتخثر.

ولكن لوجود احتمال للنزيف في أثناء الولادة الطبيعية أو القيصرية تُتبع عدة إرشادات هامة خاصة بأدوية التخثر.

وتُعد تلك الإرشادات الفارق الوحيد بين المصابات بخفقان القلب وغيرهن فيما يتعلق بالولادة.

خفقان القلب للحامل في الشهر التاسع

لا يشعر الإنسان الطبيعي السليم بضربات قلبه، ولكن عند حدوث خلل ما في عدد ضربات القلب أو في معدل ضربات القلب قد يشعر المرء بضربات قلبه، فيما يُعرف بخفقان القلب.

ولخفقان القلب أسباب عدة؛ بعضها حميد، وبعضها الآخر خطير يسبب مضاعفات عديدة.

ومن أشهر أسباب خفقان القلب:

  • التوتر.
  • ممارسة الرياضة.
  • الأنيميا.
  • الحمل.
  • الكافيين.
  • الحمى.
  • الرجفان الأذيني.
  • الانقباضات البطينية السابقة لأوانها.
  • تسرع القلب فوق البطيني.
  • التوقف فجأة عن تناول حاصرات مستقبلات بيتا.

لذا عند الشعور بخفقان القلب يجب استشارة الطبيب ليستبعد الأسباب المرضية لخفقان القلب، مثل: الأنيميا (التي يصاحبها عدة أعراض أخرى مثل الإرهاق والصداع)، والرجفان الأذيني وهو أشهر حالات اضطراب نظم القلب في الحمل.

هل مريضة القلب تولد طبيعي ؟ هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية | هل مريضة القلب تولد طبيعي ؟

لا يؤثر مرض القلب في الولادة الطبيعية، التي يُنصح بها في جميع الحالات إلا حالات معينة يجب فيها الولادة القيصرية.

يَنصح الطبيب بالولادة القيصرية فقط في حالات:

  • وجود دواع خاصة بأمراض النساء والتوليد.
  • استخدام مضادات التخثر، مع وصول الحامل للمستشفى وهي في حالة ولادة.
  • أمراض الصمام الأورطي الحادة.
  • فشل حاد بعضلة القلب.

أما في الحالات الأخرى فيُنصح بالولادة الطبيعية، ويتم تنظيم تناول مضادات التخثر قبل الموعد المتوقع للولادة لتقليل احتمال النزف.

ومن مميزات الولادة الطبيعية:
  • نزيف أقل مقارنة بالولادة القيصرية

يصاحب كلًّا من الولادة الطبيعية والقيصرية نزف، ولكن كمية النزف أقل في حالات الولادة الطبيعية.

  • احتمال أقل للإصابة بالتخثر الوريدي العميق

يزداد احتمال الإصابة بالتخثر الوريدي العميق بعد جميع العمليات الجراحية الكبيرة وبعد الولادة، ولكن نسبة الإصابة أقل في حالات الولادة الطبيعية مقارنة بالقيصرية.

  • احتمال أقل للإصابة بالالتهابات البكتيرية.

يُعد الرجفان الأذيني أشهر أمراض اضطراب نظم القلب في فترة الحمل، ويزداد احتمال حدوثه في حالات الإصابة بالعيوب الخلقية بالقلب.

تكمن خطورة الإصابة بخفقان القلب في أثناء الحمل في أن أشهر المضاعفات المصاحبة لخفقان القلب هي الجلطات، ويُعد الحمل إحدى حالات فرط التخثر لذا يزداد فيه معاناة حالات الانسداد التجلطي.

علاج الرجفان الأذيني

يختلف علاج الرجفان الأذيني حسب الحالة؛ ففي حالة عدم استقرار الوظائف الحيوية للمريض يُستخدم جهاز الصدمة الكهربائية لإعادة نظم القلب للمعدل الطبيعي.

لا يُمثل جهاز الصدمة الكهربائية خطرًا على الجنين.

أما الحالات المستقرة من رجفان القلب؛ ففي بعض الحالات يهدف العلاج إلى إعادة نظم القلب للنظم الجيبي الطبيعي، وفي حالات أخرى يهدف العلاج إلى تقليل معدل ضربات القلب مع تناول مضادات التخثر لتجنب الجلطات.

ويفضَّل في الحمل استخدام الطريقة الهادفة إلى إعادة نظم القلب للنظم الطبيعي.

أما طريقة الاستئصال القسطري Catheter ablation لكَيّ مصادر الكهرباء المسببة لاضطراب نظم القلب، فتُعد الحل الأخير للطبيب عند فشل جنميع الطرق للسيطرة على الرجفان الأذيني.

مثبطات التخثر والحمل

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟ يُعد استخدام مضادات التخثر الخطر الأكبر على الحامل في أثناء الولادة فيما يتعلق بالرجفان الأذيني، ولكن يمكن تجنب حدوث المضاعفات عن طريق بعض الإرشادات البسيطة.

في أثناء الحمل؛ تُستخدم نفس مضادات التخثر العادية المستخدمة قبل الحمل، ولكن يُحظر استخدام الأدوية المضادة للتخثر المستخدمة عبر الفم إلا مضادات فيتامين ك.

إرشادات قبل الولادة| هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

لا يمنع مرض الرجفان الأذيني الولادة الطبيعية، ولكن يجب اتباع الإرشادات الآتية في كل من حالات الولادة الطبيعية والقيصرية:

  • المرضى المستخدمين لمضدات التخثر عن طريق الفم، يتم استبدالها بالكليكسان قبل الولادة بمدة تتراوح بين أسبوعين و36 ساعة حسب تعليمات الطبيب، ويُستخدم الكليكسان مرة أو مرتين في اليوم حسب وصفة الطبيب إذ يُحدد الطبيب حسب الهدف من الكليكسان الوقاية أم العلاج.
  • قبل الولادة بمدة 36 ساعة يُستبدل الكليكسان بالهيبارين عن طريق الوريد، مع إجراء تحليل سيولة الدم باستمرار، ويوقَف استخدامه بمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات قبل استخدام المخدر استعدادًا للولادة.
  • في حالات الطوارئ ووجوب إجراء الجراحة بسرعة؛ يُستخدم مضاد العامل العاشر لتثبيط مفعول الهيبارين.

إعادة استخدام مضادات التخثر بعد الولادة

يُعاد استخدام مضادات التخثر بعد 6 ساعات من الولادة بشرط عدم وجود احتمال كبير للنزف، ويُحدد الطبيب النوع المناسب حسب احتمال الإصابة بالتخثر.

مرض القلب والحمل

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ..

توضح إحدى مرضى القلب خبرتها مع مرض القلب والحمل قائلةً: ” في تجربتي مع الحمل وعندي مرض القلب كنت متخوفة بسبب اعتقادي أن مرض القلب خطر عليَّ وعلى الجنين، ولم أكن أعلم هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية أم لا؟، ومن ثَم استشرت طبيب القلب فور علمي بأني حامل، وأخبرني بتفاصيل العلاقة بين مرض القلب والحمل”.

يمكن لمريضة القلب أن تحمل وتلد دون مضاعفات تُذكر، ولكن يجب الحذر! فإن مرض القلب يزداد سوءًا مع الحمل.

في فترة الحمل يزداد الكمية الكلية للدم في الجسم بمقدار من 30 إلى 50 بالمئة؛ ما يضاعف الجهد المبذول من القلب.

يمكن للجسم الطبيعي التعايش مع الحالة الجديدة من زيادة كمية الدم بسهولة، ولكن يزداد احتمال الخطر في حالات مرض القلب.

فيزداد احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني، كما يزداد احتمال الإصابة بمضاعفاته. وكذلك يزداد احتمال حدوث المضاعفات عند وجود صمام صناعي لا يعمل بكفاءة ولا يستطيع التأقلم مع حالة الدوران مفرط الديناميكية المصاحب للحمل.

وكذلك يحفز زيادة كمية الدم في الجسم من الإصابة بفشل عضلة القلب الاحتقاني.

ولكن لا داعي للقلق! فيمكن بسهولة لمريضة القلب ولادة طفل سليم معافى باتباع عدة نصائح بسيطة، مثل:

  • الحرص على المتابعة الدورية في المواعيد المحددة لإجراء الفحوصات اللازمة؛ وذلك للاطمئنان على حالة القلب وصحة الجنين.
  • تناول الأدوية كما وصفها الطبيب بدقة، وتجنب تناول أي أدوية أخرى إلا بعد استشارة الطبيب لأن بعض الأدوية قد تؤثر في الجنين.
  • تجنب الإجهاد.
  • متابعة الوزن بشكل دوري.
  • تجنب التدخين والكحوليات والكافيين والتوتر.

الخلاصة | هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

قد ينتج خفقان القلب في أثناء الحمل عن سبب حميد مثل زيادة كمية الدم في الجسم في أثناء الحمل، أو عن مرض بسيط شهير تصاب به الحامل مثل الأنيميا، أو مرض خطير يتطلب عناية أكبر مثل خفقان القلب.

هل يؤثر خفقان القلب على الولادة الطبيعية ؟

لا تؤثر معظم أمراض القلب في اتخاذ قرار الولادة القيصرية، فيُنصح الجميع بالولادة الطبيعية لمزاياها المتعددة، إلا في حالة وجود:

  • سبب مرتبط بأمراض النساء والتوليد.
  • مرض حاد بالصمام الأورطي.
  • فشل حاد بعضلة القلب.

المصادر

2018 ESC Guidelines for the management of cardiovascular diseases during pregnancy

2020 ESC Guidelines for the diagnosis and management of atrial fibrillation

Heart condition and pregnancy – Mayo clinic – 2020

زر الذهاب إلى الأعلى