ارتفاع ضغط الدم

ما هو ارتفاع ضغط الدم الثانوي ؟

ما الفرق بين ارتفاع ضغط الدم الأولي والثانوي؟

يصيب مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي 5 إلى 10% من البشر، وسُمِّي ثانويًّا لأنه ينتج عن مرض آخر؛ ولذا فمن الممكن اعتباره عَرَضًا وليس مرضًا، وهذا ما يجعل علاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي ممكنًا إذا عولِج السبب.

يندر مرض ارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي، ويصعب تشخيصه حيث يستغرق وقتًا طويلًا لكثرة الفحوصات المطلوبة للوصول إلى السبب، فما أسبابه وما الفرق بين ضغط الدم الأولي والثانوي؟

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

تشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي

يُشخَّص مرض ارتفاع ضغط الدم عند زيادة القياس عن 120/80 مم زئبق، وهذا بعد قياس ضغط الدم بصورة صحيحة.
وكما أشرنا، فقد سُمِّي ارتفاع ضغط الدم الثانوي بهذا الاسم لكونه ثانويًّا لمرض آخر سبَّب ارتفاع ضغط الدم.

وبمجرد التشخيص، يبدأ الطبيب في البحث عن السبب الذي أدَّى لارتفاع ضغط الدم. ولكن اعلم أنه في كثير من الحالات، ليس هناك سبب لارتفاع ضغط الدم، ويُسمى حينها ارتفاع ضغط الدم الأولي.

كيفية قياس ضغط الدم بصورة صحيحة

  • يجب أن يكون المريض لم يتناول الطعام والشراب قبل القياس على الأقل بنصف ساعة.
  • لا يتم قياس ضغط الدم بعد مجهود عنيف أو شرب القهوة والشاي أو تناول أي طعام مُملَّح، لأن ذلك سيؤدي لارتفاع ضغط الدم.
  • يجب الاسترخاء قبل القياس بخمس دقائق.
  • استخدام الجزء القابل للنفخ حول الذراع ذو المقاس الصحيح حتى لا يُعطي قراءات أعلى لضغط الدم.
  • يجب أن تكون ذراعك في مستوى قلبك على سطح مستوٍ وأن تلامس قدميك الأرض ولا تكون مرتفعة عنها.
  • يجب عدم الاعتماد على قراءة واحدة لقياس الضغط و تشخيص ارتفاع ضغط الدم بها ولكن عدة قراءات على فترات متباعدة يحددها الطبيب.

الفرق بين ضغط الدم الأولي والثانوي

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

كما أشرنا سابقًا، يكون سبب ارتفاع ضغط الدم هنا هو وجود مرض آخر، ومن ثَم يمكن علاج ضغط الدم الثانوي بعلاج هذا المرض.

عادةً ما يصيب مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي الشباب الأقل من 30 عامًا.

يمثل ارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي 5% فقط من مرضى ضغط الدم المرتفع، بينما النوع الأشهر لمرض ارتفاع الضغط هو ارتفاع الضغط الأولي؛ والذي يمثل 95%.

ضغط الدم الأولي 

هو ارتفاع ضغط الدم عن القراءة الطبيعية 120/80 مم زئبق دون وجود سبب لهذا الارتفاع، وعادة ما يحدث هذا في بداية الأربعينيات.

وُضعِت العديد من النظريات في محاولة للتوصل إلى السبب، لكنها ما زالت نظريات ولا نستطيع التعويل عليها كأسباب حقيقية، منها:

  • تنشيط هرمونات الرينين والهرمون القابض للأوعية الدموية renin-angiotensin hormones.
  • نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي.
  • مقاومة الأنسجة لهرمون الأنسولين، والتي تسبب زيادة الصوديوم والماء في الدم، وتنشط الجهاز السمبثاوي.
  • إفراز عوامل نمو معينة تعمل على تضييق الطبقة الداخلية المبطنة للأوعية الدموية، وتسبب ارتفاع ضغط الدم.

ويشترك كل من ضغط الدم الأولي والثانوي في عوامل الخطر، التي تزيد الأمر سوءًا ويصعب في وجودها التحكم في ارتفاع ضغط الدم، مثل:

  • السمنة المفرطة.
  • الضغط العصبي والنفسي.
  • حساسية الجسم الزائدة للملح؛ إذ إن 60% من مرضى الضغط لديهم استجابة غير طبيعية لتناول الملح.
  • الأسباب الوراثية.
  • التدخين والكحوليات.

اسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي

أمراض الكلى

أمراض الكلى التي تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي

تؤدي الكلية دورًا هامًّا في التحكم في ضغط الدم؛ وذلك بسبب إفراز هرمونات الرينين والأنجيوتنسين والألدوستيرون، وهي هرمونات تُفرَز من الكلى عند حدوث أي انقباض في الأوعية الدموية، كرد فعل عكسي حتى لا يقل الدم الذي يصل إليها -الكلى-، والذي ينتج عنه عدم قدرتها على أداء وظيفتها.

ويحدث ذلك في العديد من الأمراض، مثل:

  • تكيسات الكلى polycystic kidney disease.
  • الفشل الكلوي الحاد.
  • التهاب المسالك العُلوية.
  • فشل وظائف الكلى بسبب السكري ومرض النقرس.
  • ضيق في شرايين الكلى.

أمراض الغدد أو زيادة الهرمون الذي يرفع ضغط الدم

تُعد الهرمونات التي تفرزها الغدد عاملًا مهمًّا في استقرار الجسم وقيامه بوظائفه الحيوية على أكمل وجه ومن صور اختلال إفراز هذه الهرمونات:

  • مرض الـ Pheochromocytoma.

وفيه يزداد إفراز هرمونات الغدة فوق الكلوية أو الغدة الكظرية، مثل الأدرينالين والنور أدرينالين؛ بسبب وجود ورم بها.

  • مرض كوشينج “Cushing’s disease”.

الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات الغدة فوق الكلوية، مثل هرمون الكورتيزول.

  • زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون.

الألدوستيرون هو الهرمون الذي ينظم نِسَب الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وكمية الماء في الجسم.

وتوصَف هذه الهرمونات السابقة بأنها الهرمونات المسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم.

  • زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
  • هرمونات الغدة جار الدرقية.

وذلك لتحكمها في هرمون الكالسيوم الذي يؤدي دورًا هامًّا في ارتفاع ضغط الدم الثانوي.

  • مرض تضخم الأطراف (Acromegaly)

وفيه يزداد إفراز هرمون النمو من الغدة الدرقية.

الأدوية

الأدوسة التي تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي

تُعد الأدوية السبب الأشهر ضمن اسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، ومنها:

  • الكورتيزون.
  • المسكنات غير الستيرويدية.
  • بعض أدوية مضادات الاكتئاب.
  • بعض أدوية إنقاص الوزن.
  • حبوب منع الحمل.

توقف التنفس في أثناء النوم obstructive sleep apnea

يُعد مرض توقف التنفس في أثناء النوم مرضًا خطيرًا؛ إذ لا يسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي فحسب، ولكنه أيضًا يسبب فشلًا في عضلة القلب واضطراب نظم القلب.

وقد وُجد أن 86% من مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين لا يستجيبون للعلاج مصابون بمرض توقف التنفس في أثناء النوم.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

لم تثبت الدراسات والأبحاث أعراضًا معينة لارتفاع ضغط الدم تحدث لجميع المرضى ويكون وجودها دليلًا على مرض ضغط الدم المرتفع، ومن ثَم فمرض ارتفاع ضغط الدم يُسمى “القاتل الصامت”.

ولكن، هناك بعض الأعراض التي قد يعانيها المريض، مثل:

  • صداع.
  • دوار.
  • طنين بالأذن.
  • نزيف من الشعيرات الدموية في الأنف.
  • الشعور بضربات القلب.

أعراض ارتفاع ضغط الدم الثانوي

في هذه الحالة، تكون الأعراض هي أعراض السبب الأصلي الذي أدّى لارتفاع ضغط الدم الثانوي، مثل:

المرض العرض
زيادة إفراز هرمون الكورتيزون cushing disease زيادة الوزن.

ظهور خطوط بمنطقة البطن مصبوغة باللون الأحمر.

تكوُّن الدهون خلف منطقة الرقبة.

ظهور الشعر في الجسم بصورة كثيفة.

زيادة إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين نتيجة لوجود ورم بالغدة فوق الكظرية الإمساك.

رعشة في الأطراف.

التوتر الزائد.

الشعور بالغثيان.

تعرق زائد.

نقصان في الوزن بصورة ملحوظة.

أمراض الكلى ارتفاع ضغط الدم.

وتظهر أكثر بعد عمل الفحوصات التي تُظهِر وجود اضطراب في كمية الدم التي تصل إلى الكلى.

علاج ضغط الدم الثانوي، وهل يمكن التخلص من ارتفاع ضغط الدم نهائياً؟

كما أشرنا سابقًا في المقال، فإن علاج ضغط الدم الثانوي يكون بعلاج السبب.

يبدأ الطبيب (بعد أخذ الاحتياطات لقراءة قياس ضغط الدم بصورة صحيحة) في البحث عن السبب، مع إخبار المريض بأن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا طويلًا، وتكلفة كبيرة.

ولكن هناك بعض العوامل التي تساعد الطبيب في تشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي، مثل:

  • إذا كان المريض شابًّا أقل من 30 سنة.
  • لا يوجد تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.
  • لا يوجد أي من عوامل الخطر للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، والتي أشرنا إليها سابقًا.
  • إذا كان المريض مريض ضغط دم أولي لا يتحسن على العلاج، على الرغم من الالتزام بتعليمات الطبيب في تناول الأدوية.
  • ارتفاع ضغط الدم المستمر الذي لا يستجيب للعلاج.
  • وجود عَرَض من أعراض الأسباب التي أشرنا إليها سابقًا.
  • بعض الأدوية التي يتناولها المريض.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي

يبدأ الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات للتشخيص، مثل:

  • سونار على الكلى والغدة فوق الكلوية.
  • أشعة رنين على الغدة فوق الكلوية لتشخيص ورم الغدة.
  • وظائف الكلى المعملية: اليوريا والكرياتنين.
  • أشعة بالصبغة على شرايين الكلى.
  • نسبة الإلكتروليتات بالدم، مثل: الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.
  • هرمونات الغدة الدرقية.

لا يمكن التخلص من ارتفاع ضغط الدم نهائيًا إذا كان من النوع الأولي الذي يحدث دون وجود سبب معين، ومن ثَم يظل المريض يتناول الدواء للتحكم في ضغط الدم طيلة حياته.

أما في مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي فإنه يمكن علاجه بالطبع إذا شُخِّص السبب جيدًا وعولِج، مهما كلف الأمر الذي قد يصل أحيانًا إلى الجراحة كما في ورم الغدة فوق الكلوية.

الخلاصة

يُعد مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي مرضًا نادرًا؛ فهو يمثل 5 % فقط من أسباب ضغط الدم المرتفع.

عادةً ما يصيب ارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي فئة الشباب، ويكون من الصعب تشخيصه؛ إذ يتطلب الأمر وقتًا وتكلفة عالية.

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى