ارتفاع ضغط الدم

ما هو ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته؟

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟ ولماذا يُعد مرضًا خطيرًا؟ ولماذا لا يمكن الشفاء منه تمامًا دون الحاجة لأدوية علاج ارتفاع الضغط؟

تدور كل هذه الأسئلة ببال مرضى ارتفاع ضغط الدم بين الحين والآخر، والذين يُقدَّرون بنحو 1.28 مليار فرد حول العالم؛ إذن ما هو مرض ارتفاع ضغط الدم؟ وما أسبابه؟ وكيف يؤثر في الجسم؟

ما هو ارتفاع ضغط الدم

ما هو ارتفاع ضغط الدم وأنواعه

ضغط الدم هو القوة أو الضغط الذي يؤثر به الدم في جدار الأوعية الدموية، ويصل إلى أعلى قيمة له عند انقباض القلب، وذلك بسبب اندفاع كمية كبيرة من الدم في الشرايين فجأةً، ويسمى ضغط الدم الانقباضي، بينما يصل لأقل قيمة له عند انبساط القلب، ويسمى ضغط الدم الانبساطي.

ما هو معدل ارتفاع ضغط الدم

في الشخص الطبيعي لا يجب أن يرتفع ضغط الدم الانقباضي عن 120 ملليمتر زئبق، ولا يتخطى الضغط الانبساطي 80 ملليمتر زئبق، ويقسم الأطباء معدل ارتفاع ضغط الدم إلى عدة مراحل تبعًا لشدته، وهي:

ضغط الدم الانقباضي الانبساطي
مرتفع 130 -139 ملليمتر زئبق. 85 – 89 ملليمتر زئبق.
المرحلة الأولى 140 – 159 ملليمتر زئبق. 90 – 99 ملليمتر زئبق.
المرحلة الثانية 160 – 179 ملليمتر زئبق. 100 – 109 ملليمتر زئبق أو أكثر.
المرحلة الثالثة 180 ملليمتر زئبق أو أكثر. 110 ملليمتر زئبق أو أكثر.
أزمة ارتفاع ضغط الدم أعلى من 180 ملليمتر زئبق. أعلى من 120 ملليمتر زئبق.

أزمة ارتفاع ضغط الدم: هي حالةٌ خطيرةٌ يرتفع فيها الضغط للغاية، مسببًا مضاعفاتٍ خطيرةً قد تودي بحياة المريض.

ما هو مرض ارتفاع ضغط الدم

يتغير ضغط الدم باستمرار خلال اليوم؛ إذ يرتفع عند بذل بعض المجهود أو شرب القهوة مثلًا، ويقل ليلًا في أثناء النوم. ولكن هذا الارتفاع في الصباح ليس مرضًا، حتى وإن تخطى المعدل الطبيعي في أثناء ممارستك الرياضة مثلًا.

إذ لكي تستطيع تأكيد تشخيص الإصابة بضغط الدم؛ يجب أن يكون ضغط الدم أعلى من المعدل الطبيعي باستمرار عند قياسه مرتين إلى ثلاث في أيامٍ مختلفة، متجنبًا كل ما يمكن أن يرفعه في أثناء القياس، مثل:

  • تناول الطعام.
  • شرب الكافيين.
  • التدخين.
  • بذل أي مجهود.

وينصح الأطباء أن يرتاح المريض مدة خمس دقائق قبل قياس الضغط، وأن يجلس في وضع مريح، ويسند ظهره إلى الكرسي، وتكون قدماه مستقرةً على الأرض، ويُقاس على الذراع مباشرةً دون ثياب تغطيه، وأن يكون الجهاز في نفس مستوى الذراع؛ تجنبًا للارتفاع الخطأ في الضغط في أثناء القياس.

ويشخص الطبيب مرض ارتفاع الضغط عند قياسه مرتين إلى ثلاث مرات في أيامٍ مختلفة، مع أخذ كل هذه الاحتياطات، ولا بد أن يكون مرتفعًا في كل مرة؛ عندها فقط يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية التي تحافظ على ضغطه في المعدل الطبيعي.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

يُقسَّم مرض ارتفاع ضغط الدم من حيث الأسباب إلى نوعين:

  • ضغط الدم الأساسي.
  • ضغط الدم الثانوي.

ما هو ارتفاع ضغط الدم الاساسي

هو ارتفاع الضغط دون سببٍ واضح، ويمثل نحو 90% من حالات ارتفاع ضغط الدم، ويُعرف أيضًا بارتفاع الضغط الأولي. 

هناك عوامل خطرٍ تزيد احتمال الإصابة به، مثل:

  • الوراثة.
  • تناول طعامٍ غير صحي، مثل الطعام الغني بالدهون والملح. 
  • قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بانتظام.
  • زيادة الوزن.

ولعدم وجود أسبابٍ واضحة لهذا النوع الذي يمثل أغلب أنواع ارتفاع الضغط، يقتصر العلاج على السيطرة على ارتفاع الضغط للوقاية من مضاعفاته الخطيرة، لكن لا يمكن الشفاء منه تمامًا دون علاج.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

ما هو ارتفاع ضغط الدم الثانوي

يحدث نتيجةً لمرضٍ ما يسبب ارتفاع الضغط كأحد مضاعفاته، ويمثل نحو 5 إلى 10% من حالات ارتفاع ضغط الدم، ومن أسبابه في الأطفال:

  • أمراض الكلى.
  • تضيق الأبهر.

بينما أشهر أسبابه في البالغين وكبار السن:

  • تصلب الشرايين.
  • ضيق الشريان الكلوي.
  • الفشل الكلوي.
  • خمول الغدة الدرقية.

أعراض مرض ارتفاع ضغط الدم

ما هو ارتفاع ضغط الدم وما أعراضه؟ 

على الرغم من أن ظهور الأعراض في أي مرضٍ يُعد أمرًا مزعجًا، لكنها مفيدة للغاية! إذ تُعد بمثابة جرس الإنذار الذي يشير إلى وجود خطبٍ ما، ومرض ارتفاع ضغط الدم خير دليلٍ على هذا.

إذ يسمى ارتفاع ضغط الدم “القاتل الصامت” لعدم ظهور أعراضه إلا بعد أن يسبب مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة، وإن ظهرت هذه الأعراض فهي لا تخص ارتفاع الضغط بعينه، وقد تشير إلى أي مرضٍ آخر، لذا لا يُعتمد عليها في اكتشاف مرض الضغط، ومنها:

  • الدوار.
  • نزف أسفل الملتحمة.
  • احمرار الوجه.
  • الصداع ونزيف الأنف في الحالات الخطيرة.

تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم

لعدم ظهور الأعراض في أغلب الحالات، يعتمد تشخيص ارتفاع ضغط الدم على الفحص الدوري، وقياس ضغط الدم مرة كل ستة أشهر؛ لاكتشاف المرض مبكرًا قبل حدوث المضاعفات. 

ولكي يشخص الطبيب ارتفاع الضغط يجب أن يكون الضغط أعلى من المعدل الطبيعي في أثناء قياسه مرتين أو ثلاثة في أيام مختلفة، متجنبًا ما يمكن أن يرفع الضغط مؤقتًا  في أثناء القياس. 

ما هو ارتفاع ضغط الدم وكيف يؤثر في الجسم

يهدد ارتفاع ضغط الدم صحتك فقط عندما لا تحافظ عليه في المعدل الطبيعي بأخذ العلاج واتباع نمط حياة صحي. 

ومن المضاعفات التي قد تنتج عن استمرار ارتفاع الضغط دون السيطرة عليه:

  • الأزمة القلبية

يسبب ارتفاع الضغط تلف الشرايين؛ فيقلل الدم الذي يصل لعضلة القلب، مسببًا حدوث أزمة قلبية.

  • الذبحة الصدرية

بمرور الوقت يتطور الأمر وقد يصل إلى الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القلب المزمنة.

  • فشل القلب

يواجه القلب صعوبةً أكثر من الطبيعي في دفع الدم في الشرايين عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبمرور الوقت تضعف عضلة القلب وتصبح غير قادرةٍ على مواجهة هذه المقاومة؛ فيُصاب المريض بفشل القلب. 

  • السكتة الدماغية

عندما يستمر ارتفاع الضغط طويلًا، تصبح الأوعية الدموية في المخ أكثر عرضة للانفجار مع أي إصابة.

  • أمراض الكلى والفشل الكلوي

يتلِف ارتفاع ضغط الدم الشرايين في الكلى؛ فتصبح غير قادرة على العمل بصورةٍ طبيعية، ويُصاب المريض بالفشل الكلوي في النهاية.

  • فقدان البصر

بسبب تلف الأوعية الدموية في العين.

  • الضعف الجنسي

يسبب ارتفاع ضغط الدم ضعف الانتصاب عند الرجال، وفقدان الرغبة الجنسية عند السيدات.

ما هو ارتفاع ضغط الدم وما علاجه

ما هو ارتفاع ضغط الدم |علاج ارتفاع ضغط الدم

في البداية عليك اتباع نمط حياةٍ صحي مع أخذ أدوية علاج الضغط بانتظام، إضافة إلى متابعة قياس ضغط الدم للتأكد من أن العلاج يجدي نفعًا.

هناك عدة مجموعات من الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، كلٌّ منها يعمل بطريقةٍ مختلفة، ويحدد الطبيب الدواء المناسب لحالتك من بين هذه المجموعات.

ومن أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم:

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

تُعد أولى الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج ارتفاع الضغط في أغلب الحالات. 

تقلل هذه المجموعة الضغط عن طريق توسيع الأوعية الدموية.

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين

تعمل بنفس طريقة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، لكنها أفضل لمن يعانون السعال الجاف.

  • حاصرات مستقبلات الكالسيوم

يندرج تحتها عدة أنواع منها ما يقلل الضغط بتوسيع الأوعية الدموية، ومنها ما يقلل سرعة ضربات القلب.

  • مدرات البول

تقلل حجم الدم عن طريق زيادة إخراجه في البول.

  • حاصرات مستقبلات بيتا

تقلل من سرعة ضربات القلب، وتفضَّل لمن يعانون فشل القلب المزمن مع ارتفاع ضغط الدم.

الخلاصة

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟ ولماذا هو بهذه الخطورة؟ ارتفاع ضغط الدم هو زيادة القوة التي يؤثر بها الدم في الأوعية الدموية، وتركه مرتفعًا دون علاج يسبب مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة مثل السكتة الدماغية.

ولأن ارتفاع الضغط لا يسبب أي أعراضٍ غالبًا؛ لا بد من قياسه دوريًّا لتطمئن من أنه في المعدل الطبيعي. ولا تقلق من المضاعفات؛ فإن السيطرة على ارتفاع الضغط تقيك من مضاعفاته الخطيرة.

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى