ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب
صُنِّف مرض ارتفاع ضغط الدم قديمًا ضمن الأمراض التي تصيب البالغين فقط، مع زيادة نسبته في كبار السن.
لكن لُوحظ مؤخرًا تزايد نسب الأطفال والشباب المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم؛ إلى أن وصلت نسبة الإصابة به في الأطفال إلى 5%.
أصبح مرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب مشكلة ذات بُعد اجتماعي؛ إذ إن أسباب هذه المشكلة تنحصر تحت مسمى كبير وهو “اختلاف أسلوب الحياة”!
فقد أسهم أسلوب الحياة المتسارع غير الصحي إسهامًا كبيرًا في ازدياد عدد الشباب المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم.
شاهد في المقالة
ما هو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب؟
ينقسم ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب إلى نوعين؛ فقد يرتفع ضغط الدم دون سبب وعندها يُسمى ارتفاع ضغط الدم الأولي، وقد يرتفع لعدة أسباب ثانوية ويُسمى ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
ارتفاع ضغط الدم الأوليّ
مؤخرًا، ازدادت نسبة إصابة الشباب والمراهقين بمرض ارتفاع ضغط الدم؛ فقد تضاعفت 5 أضعاف مقارنة بالعشرين سنة السابقة؛ وذلك بسبب التغير الحادث في أسلوب الحياة!
فقد توفرت وسائل الراحة الزائدة في حياتنا اليومية؛ ما أدى إلى انتشار مرض السمنة المفرطة، وقلة الحركة، وقلة ممارسة التمارين الرياضية؛ ومن ثَم أدى ذلك دورًا مهمًّا في الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب.
وكذلك، أثَّر انتشار التدخين في أوساط الشباب، وتناول الكحوليات، والطعام الغني بالكربوهيدرات، في إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم.
عادةً لا يُشخَّص مرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب من قراءة واحدة؛ بل يجب على الأقل أخذ ثلاث قراءات خلال أسبوع.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يُسمى ارتفاع ضغط الدم الثانوي بهذا الاسم لوجود سبب ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم، يمكنك مراجعة مقال ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
وقد أثبتت الدراسات أن أشهر الأمراض التي تسبب ارتفاع الضغط المفاجئ عند الشباب هي أمراض: القلب، والكلى، وأمراض الغدة الفوق كلوية، وتتسبب بعض الأدوية في ذلك أيضًا.
أحيانًا يدخل مريض ارتفاع ضغط الدم الثانوي في نوبة ارتفاع ضغط الدم بصورة خطيرة والتي تُسمى “hypertensive crisis”، وفيها يزداد ضغط الدم عن 180/120 مم زئبق، وذلك يرجع لعدة أسباب، منها:
- عدم التحكم في ارتفاع ضغط الدم بالأدوية التي يتناولها المريض؛ فربما يحتاج المريض إلى دواء آخر أو إلى زيادة الجرعة.
- نسيان جرعة الدواء التي يتناولها المريض للتحكم في ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
- يزيد التعرض لنوبة شديدة من التوتر والقلق هرمونيّ الأدرينالين والكورتيزون، واللذين يُسببان ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب.
اسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب
كما أشرنا سابقًا أن أسلوب الحياة غير الصحي هو سبب زيادة نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب، ويتمثل في:
- السمنة المفرطة
تتضاعف نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم في الشباب الذين يعانون السمنة المفرطة 3 مرات، كما أثبتت الدراسات أن مرضى السمنة المفرطة يُعانون ازدياد نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي وارتفاع ضغط الدم؛ لذلك فهو من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب.
- مرضى السكري.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم.
- ارتفاع نسبة الملح في الطعام.
- التدخين وتناول الكحوليات، حتى لو كان مُدخنًا سلبيًّا.
- قلة الحركة بسبب انتشار المواصلات واقتناء السيارات وانتشار المصاعد.
- تسارع عجلة الحياة وارتفاع مستوى المعيشة؛ ما أدى إلى العمل ساعات أطول وأيام أكثر، فنتج عن ذلك قلة ممارسة التمارين الرياضية.
- للجينات دور مهم في إصابة الشباب بمرض ارتفاع ضغط الدم؛ إذ إن العامل الأقوى للإصابة في 20 إلى 40% من الحالات هو الوراثة.
- وإذا كان الشخص مصابًا بمرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ فهناك عدة أسباب لذلك، يمكنك مراجعتها هنا في مقال ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
أعراض ارتفاع الضغط المفاجئ
تظهر أعراض ارتفاع الضغط المفاجئ بصورة واضحة في مرضى ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وكما أشرنا سابقًا تُدعى هذه الحالة بـ “hypertensive crisis”، وتنتج عن ارتفاع ضغط الدم بصورة خطيرة فوق الـ 180/120 مم زئبق.
وهذه الأعراض هي:
- الصداع الشديد.
- الدوار.
- تشنجات.
- القيء المستمر.
- ألم شديد في الصدر.
- ضيق النفس.
- زغللة في العين.
لذلك إن كنت تعاني أي مرض سبب لك ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ يجب عليك متابعة ضغط الدم جيدًا، واستشارة الطبيب على الفور إن زاد ضغط الدم عن 120/80 مم زئبق.
أما مرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب من النوع الأولي يكون بلا أعراض غالبًا؛ ولذا يُسمى مرض ارتفاع ضغط الدم “القاتل الصامت”، إذ لا ينتج عنه أي أعراض ويُكتشف بالصدفة في أثناء أي فحص روتيني عند الطبيب.
ولكن نادرًا ما يعاني الشاب تعرقًا زائدًا، وتوترًا شديدًا لأقل الأسباب، واضطرابات بالنوم.
علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب
يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب بالمنزل والتحكم به إذا كان ارتفاعًا طفيفًا فوق 120/80 مم زئبق، ولم يُسبب أي مضاعفات، ولم يصل بالمريض إلى الـ “hypertensive crisis”، مثل: جلطة في المخ والقلب، وغيرها من الأعراض الشديدة التي تتطلب التوجه إلى الطوارئ على الفور.
ويكون ذلك التحكم باتباع النصائح الآتية:
- تناول الطعام الغني بالألياف الطبيعية، مثل الخضار والفاكهة.
- تقليل نسبة الملح؛ وذلك لأنه يزيد نسبة الصوديوم في الجسم.
- تقليل السكر في الطعام.
- الامتناع تمامًا عن الوجبات السريعة والطعام الجاهز غير الصحي.
- ممارسة التمارين بانتظام، 30 دقيقة من يوميًّا.
- تقليل الوزن.
- متابعة مرض السكري والالتزام بالعلاج وتعليمات الطبيب.
ينجح علاج بعض الحالات بهذه الوسائل، وبعضها يتطلب إضافة دواء لتقليل الضغط مثل: مدرات البول أو حاصرات مستقبلات بيتا، ويكون ذلك بقرار من الطبيب حسب حالة المريض واستجابته لهذه التعليمات.
أما إذا كان ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب بسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، والذي ربما ينتج عنه نوبة ارتفاع ضغط الدم المفاجئ الخطير الذى يتخطى 180/120 مم زئبق كما أوضحنا سابقًا؛ فإنه يتوجب على الفور الذهاب إلى الطوارئ لفحص حالة المريض، والتأكد من عدم وجود أي مضاعفات نتجت عن ارتفاع ضغط الدم بهذه الصورة العنيفة، وبالطبع لا يمكن في هذه الحالة علاج ارتفاع الضغط المفاجئ بالمنزل.
هل يمكن علاج ارتفاع الضغط المفاجئ بالأعشاب؟
هناك العديد من الأطعمة والأعشاب التي من الممكن أن تتحكم في ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب، ولكن من الضروري معرفة أنه لا يُعتمد عليها وحدها دون تناول الدواء إذا قرر الطبيب ذلك، كما أنه لا يمكن علاج ارتفاع الضغط المفاجئ بالمنزل إذا ارتفع ضغط الدم بصورة خطيرة.
من الأطعمة التي تُساعد في خفض ضغط الدم المرتفع:
- الريحان، الزعتر، الروز ماري أو إكليل الجبل، الفستق، زيت الزيتون، الثوم.
- الأوراق الخضراء، مثل: الكرنب والخس والسبانخ؛ وذلك لغناها بعنصر البوتاسيوم، وكذلك فهي تساعد الجسم في التخلص من الصوديوم.
- التوت والفراولة والموز والرمان؛ لاحتوائهم على عنصر البوتاسيوم.
- البنجر الأحمر؛ لأنه غني بأكسيد النيتريك الذي يساعد في استرخاء الأوعية الدموية وتقليل المقاومة بها، ومن ثَم يقلل ضغط الدم المرتفع.
- اللبن خالي الدسم والزبادي، فقد أثبتت منظمة القلب الأمريكية أن السيدات اللاتي يتناولن خمسة أو أكثر من أكواب الزبادي خلال الأسبوع أقل عرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 20%.
- دقيق الشوفان.
- الأسماك، مثل: الماكريل والسلمون؛ وذلك لغناها بالأوميغا 3 التي تقلل التهابات الأوعية الدموية؛ ما يؤدي إلى تقليل ارتفاع ضغط الدم.
الخلاصة
قد يكون مرض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند الشباب حميدًا، وفي هذه الحالة يمكن علاجه بتحسين أسلوب الحياة وتناول دواء واحد للتحكم به كما يحدد الطبيب.
وقد يكون خطيرًا ويسبب المضاعفات، مثل: جلطة في المخ والقلب، وغيرها من الأعراض الشديدة التي تتطلب التوجه إلى الطوارئ على الفور.
