ارتفاع ضغط الدم

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي

نشرت صحيفة (هيلث داي نيوز) مقالة في 2019 بعنوان “ضغط العمل، قلة النوم، ارتفاع ضغط الدم؛ الثلاثي المميت!”، ناقشت فيها دراسة للتنبيه على خطورة الضغط العصبي الذي تشكله ظروف الحياة مؤخرًا، وتناولت كذلك عدة طرق لعلاج ارتفاع ضغط الدم العصبي.

أُجريت الدراسة على 2000 شخص يعانون ارتفاع ضغط الدم ويعملون في ظروف عمل ضاغطة وتتسبب لهم في قلة النوم، وقد وجدت أن هؤلاء أكثر عرضة للموت بسبب أمراض القلب والشرايين بثلاثة أضعاف من غيرهم.

سنتعرف خلال المقال على المقصود بارتفاع ضغط الدم العصبي، وعلاج ارتفاع ضغط الدم العصبي، وهل يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم بالاكل؟.

المقصود بارتفاع ضغط الدم العصبي

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي |ما الأسباب؟

يُعد ارتفاع ضغط الدم العصبي ارتفاعًا مؤقتًا وليس مرضًا مزمنًا؛ إذ يحدث بسبب ازدياد ضغوطات الحياة وتوتر العمل وقلة النوم.

ولم تُصنف الدراسات الضغط العصبي على أنه سبب واضح ومباشر لارتفاع ضغط الدم، ولكنه عامل خطير يزيد من احتمالية الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وكذلك فإنه يزيد حالة المريض المُصاب بارتفاع ضغط الدم بالفعل سوءًا.

لم تثبت الدراسات أيضًا هل الارتفاع المؤقت في ضغط الدم -الذي ينتج عن الضغط العصبي والتوتر- يدوم ويسبب مرض ارتفاع ضغط الدم أم لا.

ولكن تناولت الأبحاث والدراسات أساليب كثيرة لعلاج ارتفاع ضغط الدم العصبي.

اسباب ارتفاع ضغط الدم العصبي

في أثناء مواجهتك لموقفٍ عصيبٍ أو عند شعورك بالتوتر، يفرز الجسم هرمونات التوتر كرد فعل فسيولوجي منه، من ضمنها هرمونات الأدرينالين والكورتيزون.

ترفع هذه الهرمونات ضغط الدم بصورة مؤقتة، ثم يزول هذا التأثير بمجرد زوال المُؤثِّر.

لكن، تكمن المشكلة في الضغط العصبي المستمر الذي يقع ضحيته إنسان القرن الحادي والعشرين؛ باحثًا عن فرصة أفضل للعمل والعيش، ثم يُفاجأ بأنه يبحث عن علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي!

اسباب ارتفاع ضغط الدم العصبي كثيرة، ولعل أشهرها وما يزيد ارتفاع ضغط الدم سوءًا:

  • العمل ساعات طويلة تحت ضغط عصبي وتوتر؛ بسبب قلة الوقت وكثرة الأعمال المطلوب إنجازها.
  • قلة النوم.
  • التدخين.
  • تناول الكحوليات.
  • الطعام غير الصحي، غير المتوازن، الغني بالدهون والأملاح.

وكما أشرنا سابقًا، فإن هذه الأسباب لا تسبب ارتفاع ضغط الدم العصبي بصورة مباشرة، ولا يُشخَّص على إثرها الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم، أو يبدأ في البحث عن علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي بمجرد توافر هذه الأسباب.

ولكن يجب العلم أن نوبات ارتفاع ضغط الدم المزمنة -التي تحدث بسبب التوتر والمواقف العصيبة- تؤذي الشرايين وربما تؤدي للجلطات المميتة؛ لذا يجب عليك استشارة الطبيب إذا كنت تعاني الضغط العصبي المستمر؛ وذلك للاطمئنان على صحة قلبك وشرايينك.

ومما سبق، نستنتج أن علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي يكون موجَّهًا في الأساس لهذه العوامل ومتابعتها تحت إشراف الطبيب.

أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي |الأعراض

لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أي أعراض ويُسمى “القاتل الصامت”، ولكن يتفاعل الجسم مع التوتر العصبي والضغط النفسي بظهور عدة أعراض جسدية، منها:

  • زيادة ضربات القلب.
  • ضيق التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • الصداع المزمن.
  • الدوار.
  • آلام الرقبة والظهر.
  • اضطراب بالنوم ورؤية الأحلام المزعجة.
  • رعشة بسيطة في الأطراف.

يُعد علاج أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي من المحاور الأساسية التي ينتبه إليها الطبيب في مسيرته لعلاج ارتفاع ضغط الدم العصبي، وكذلك فإن مراقبة ضغط الدم أمر مهم لمعرفة هل أدى الضغط العصبي إلى إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم بالفعل أم لا.

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي

يوجَّه علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي بصفة أساسية تجاه تقليل التوتر والضغط العصبي والنفسي، وغالبًا ما يكون علاجًا نفسيًّا سلوكيًّا.

وإليك بعض النصائح التي تساعدك في ذلك:

  • احرص على تبسيط جدول أعمالك؛ اضبط منبهات على هاتفك بأهم المواعيد حتى لا تضغط نفسك لتتذكرها، واملأ التقويم سواء على هاتفك أو يدويًّا -كما تحب- بمهامك اليومية.
  •  تعلم كيفية التنفس بطريقة صحيحة حتى تقلل من نوبات التوتر، عن طريق أخذ نفس عميق في الشهيق ومن ثمَّ إخراجه ببطء.
  • مارس التمارين الرياضية باستمرار 3 مرات إلى 5 مرات أسبوعيًّا مدة 30 دقيقة، يُساعدك ذلك في التخلص من التوتر وتقليل الضغط العصبي والنفسي لديك.
  • احرص على أخذ قسط كافٍ من النوم ما بين 6 ساعات إلى 8 ساعات يوميًّا؛ إذ يعطيك النوم الفرصة للراحة لتستطيع مواجهة ضغوطات الحياة؛ فقلة النوم مع الضغط العصبي والنفسي يؤديان إلى خليط مميت يودي بحياة الإنسان!
  • احرص على حضور التجمع العائلي كل أسبوع، أو الذهاب للتمشية مع أصدقائك، أو تجربة مغامرة جديدة مع زوجتك وأولادك؛ فإن أي شيء من شأنه كسر روتين الحياة والملل يقلل من وقع الضغط النفسي عليك وعلى صحتك.
  • لا تغرق في إلقاء اللوم على نفسك عند عدم إنجاز كل ما يتطلبه العمل منك، أعطِ لنفسك فرصة أخرى، ولا تحزن من أخطائك فهي خطوات في طريق بنائك!
  • لا تخجل من من العلاج النفسي السلوكي، فهو أهم ما سيوجه إليه الطبيب انتباهه وتركيزه.

ويجب عليك الاستماع إلى نصائح الطبيب النفسي، الذي غالبًا ما ستلجأ إليه ليساعدك في تغيير وجهة نظرك عن ضغوطات الحياة النفسية والعصبية؛ فلا تبخل على نفسك بطلب الدعم والمساعدة من المختصين.

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي الدوائي

كما أشرنا سابقًا أن مرض ارتفاع ضغط الدم العصبي علاجه سلوكي نفسي في الأساس.

يبدأ طبيب أمراض القلب بمتابعتك ومتابعة قراءات ضغط الدم لديك؛ إذ يرتفع ضغط الدم بصورة مؤقتة في أثناء مواجهة الضغط العصبي والتوتر.

يمكنك مراجعة كيفية قراءة قياس ضغط الدم بصورة صحيحة في مقال “ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وانخفاض الانبساطي”.

وعند تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم استجابته لما ذكرنا من قبل، يبدأ الطبيب بأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مثل: حاصرات مستقبلات بيتا، حاصرات قنوات الكالسيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

علاج أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي

لا يختلف علاج أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي كثيرًا عما ذكرناه سابقًا؛ فبمجرد اتباع هذه النصائح، ومتابعة ضغط الدم عند الطبيب، ومتابعة هل المريض سيحتاج إلى علاج لارتفاع ضغط الدم أم لا؛ سوف تقل الأعراض بالتدريج إلى أن تختفي. 

ربما يحتاج بعض المرضى إلى المهدئات للتحكم في نسبة التوتر إذا لم تختفِ الأعراض الجسدية المصاحبة للتوتر.

علاج ارتفاع ضغط الدم بالاكل

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي |العلاج بالأكل

يجب العلم أنه لا يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم بالاكل فقط، ولكن الانتظام على تناول بعض الأطعمة مع اتباع تعليمات الطبيب تساعدك بشكل كبير في خفض ضغط الدم المرتفع، وخاصةً في بداية مرض ارتفاع ضغط الدم العصبي.

وكذلك، فإن تقليل الملح في الطعام له دور كبير في التحكم في ضغط الدم المرتفع.

  • الفواكه الحمضية

يساعد البرتقال والليمون والجريب فروت في خفض ضغط الدم المرتفع وحماية القلب والشرايين؛ وذلك لاحتوائهم على العناصر الغذائية من المعادن والفيتامينات والفلافونات. 

  • الأسماك 

خاصة السلمون؛ لاحتوائه على الأوميجا 3 التي تقلل من التهابات الشرايين، وتقلل مادة الأوكسيليبينات التي ترفع ضغط الدم.

  • الفول والعدس

يعملان على خفض ضغط الدم المرتفع؛ وذلك بناءً على نتائج 8 دراسات أُجريت على 554 شخص.

  • التوت والفراولة

لاحتوائهما على مضادات الأكسدة مثل الانثوسيانين الذي يساعد في زيادة أكسيد النيتريك، الذي بدوره يُوسِّع الشرايين ويُقلِّل من مقاومة الدم داخلها، ومن ثَم يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

وهناك العديد من الأطعمة التي تساعد في تحسين صحة القلب والشرايين، والتحكم في ارتفاع ضغط الدم. 

ومن أمثلة هذه الأطعمة:

  • الكرفس.
  • المكسرات خاصةً الفستق.
  • الطماطم.
  • الأعشاب، مثل: الزعفران والريحان.
  • الكمون.
  • نبات الجينسينج.
  • الزنجبيل.

ولكن انتبه! كما ذكرنا فإنها لا تكفي بمفردها للتحكم في ارتفاع ضغط الدم.

الخلاصة| علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي

علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي هو في الأساس علاج نفسي سلوكي، يوجَّه للمريض للتقليل من توتر وضغوطات الحياة النفسية والعصبية.

وكذلك من الضروري مراقبة ضغط الدم لمعرفة هل تمت الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، أم أنه يرتفع فقط في وقت التعرض للتوتر.

المصادر

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى