ما هو ضغط الدم الطبيعى حسب العمر ؟
إن الحفاظ على ضغط الدم الطبيعى أمر ضروري للغاية للوقاية من العديد من الأمراض، مثل: مرض القلب التاجي، وفشل عضلة القلب، والرجفان الأذيني، والسكتات الدماغية، والفشل الكلوي.
ويختلف ضغط الدم المنشود اختلافًا كبيرًا حسب العمر، وحسب الأمراض المزمنة المصاحبة.
شاهد في المقالة
ضغط الدم الطبيعى
يهدف الجهاز الدوري (المتكون من القلب والأوعية الدموية) إلى توصيل الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويقوم بذلك عن طريق ضخ القلب للدم ونقله عن طريق الشرايين إلى أجزاء الجسم المختلفة.
يضخ القلب الدم في الشرايين بقوة فيرتفع ضغط الدم بها فيما يُعرف بضغط الدم الانقباضي، ثم تنبسط عضلة القلب فيقل ضغط الدم في الشرايين فيما يُعرف بضغط الدم الانبساطي.
ولذلك يُعبَّر عن ضغط الدم برقمين مثل 120/80، حيث 120 هو ضغط الدم الانقباضي، و80 هو ضغط الدم الانبساطي.
يجب أن يظل ضغط الدم في معدل معين لا ينخفض عنه لضمان وصول الدم لأجزاء الجسم المختلفة، ولا يرتفع عنه لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها ارتفاع ضغط الدم.
ضغط الدم الطبيعى حسب العمر
يختلف معدل ضغط الدم الطبيعي بتقدم العمر، ويُعد تصلب الشرايين السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم في السن الكبيرة.
يُعد تصلب الشرايين إحدى العلامات الطبيعية لتقدم العمر والتي تسبب ضيق الشرايين؛ ومن ثَم ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم، لذلك فكلما تقدم العمر، ارتفع ضغط الدم الطبيعي.
ضغط الدم الطبيعي للشباب
في الشباب بدايةً من عمر الـ19 عامًا يُعد ضغط الدم الانقباضي المثالي أقل من 120، وضغط الدم الانبساطي المثالي أقل من 80.
ولكن يظل ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي في الشباب حتى ضغط دم انقباضي 129 وضغط دم انبساطي 84.
هناك فجوة بين ضغط الدم الطبيعى والمرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم..
وفي هذه الفجوة يكون ضغط الدم أعلى من الطبيعي ولكن ما زال لا يحتاج إلى علاج؛ إذ يمكن تجنب مضاعفاته عن طريق اتباع العادات الصحية السليمة، وهي تلك المرحلة التي يتراوح فيها ضغط الدم الانقباضي بين 130 و139، وضغط الدم الانبساطي بين 85 و89.
ضغط الدم الطبيعى لكبار السن
يختلف ضغط الدم المراد الوصول إليه في كبار السن باختلاف عدة عوامل، أهمها العمر بالضبط، والأمراض المزمنة التي يعانيها المريض.
في كبار السن، عادةً ما يزداد معدل ضغط الدم المراد الحفاظ عليه عن المعدل المنشود في الشباب، وذلك لضمان الحفاظ على كفاءة ضخ الدم للأجزاء المختلفة من الجسم؛ إذ يعاني كبار السن تصلب الشرايين فيصبح حجم الشريان أقل من الطبيعي الموجود في الشباب..
ومن ثَم يقل معدل جريان الدم به.
لذلك يُفضل الحفاظ على ضغط دم أعلى من المتعارف عليه في الشباب؛ لتتمكن الشرايين من توصيل الدم لأجزاء الجسم المختلفة.
تنصح جمعية القلب الأوروبية باستهداف قيم ضغط الدم الآتية في كبار السن، وذلك حسب الأمراض المزمنة:
مرضى ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو السكتات الدماغية- في البالغين وكبار السن المتراوح عمرهم بين 18 عامًا و65 عامًا:
يُنصح بالحفاظ على ضغط الدم الانقباضي أقل من 130، بشرط عدم التسبب في أي آثار جانبية لا يتقبلها المريض، مع مراعاة ألا يقل ضغط الدم الانقباضي عن 120.
وضغط الدم الانبساطي بين 70 و79.
- وفي كبار السن الأكبر من 66 عامًا:
يُنصح بالحفاظ على ضغط دم انقباضي يتراوح بين 130 و139، بشرط عدم التسبب في آثار جانبية لا يتقبلها المريض.
وضغط دم انبساطي يتراوح بين 70 و79.
مرضى الفشل الكلوي المزمن الأكبر من 18 عامًايُنصح بالحفاظ على ضغط دم انقباضي يتراوح بين 130 و140 بشرط عدم التسبب في أعراض جانبية لا يتقبلها المريض، وضغط دم انبساطي يتراوح بين 70 و79.
ضغط الدم الطبيعى للاطفال
يُعد ضغط دم الطفل مرتفعًا إذا تخطى نسبة 95 بالمئة مقارنة بأقرانه الذين في نفس العمر والطول والوزن.
بينما يكون ضغط الدم طبيعيًّا في هؤلاء الذين يقل ضغط الدم لديهم عن نسبة 90 بالمئة.
ويتم التعرف على تلك النسب باستخدام رسومات بيانية جاهزة، وتُستخدم تلك الطريقة في الأطفال نظرًا لتغير ضغط الدم الطبيعى في الأطفال بسرعة بتقدم العمر.
| العمر | ضغط الدم الطبيعى | الأمراض المصاحبة | ضغط الدم المرغوب | ||
| ضغط الدم الانقباضي | ضغط الدم الانبساطي | ضغط الدم الانقباضي | ضغط الدم الانبساطي | ||
| الأطفال | من 90 بالمئة إلى 95 بالمئة | ||||
| 18-65 | <120 | <80 | لا يوجد أمراض مزمنة | ||
| مرضى ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسكتات الدماغية | 120 – 130 | 70 – 79 | |||
| الفشل الكلوي المزمن | 130 – 139 | 70 – 79 | |||
| >65 | 130 – 139 | 70 – 79 | مرضى ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، ومرضى السكتات الدماغية، أو الفشل الكلوي | 130 – 139 | 70 – 79 |
ضغط الدم الطبيعي عند الاستيقاظ من النوم
من الطبيعي أن يرتفع ضغط الدم صباحًا؛ وذلك نتيجة لزيادة نشاط الجهاز السمبثاوي ونشاط نظام الرينين أنجيوتنسين.
ولكن هذا الارتفاع يكون في حدود 15 إلى 20 مليمتر زئبق فقط، لذا يُعد ارتفاع ضغط الدم صباحًا بمعدل أكبر من ذلك أمرًا خطيرًا جدًّا.
طريقة قياس ضغط الدم
يُعد استخدام القسطرة هو الطريقة المثلى لقياس ضغط الدم، إذ يُقاس الضغط بدقة بطريقة مباشرة من داخل الشرايين.
ولكن من المؤكَّد أن تلك الطريقة مكلفة جدًّا وخطيرة، ولذلك يُقاس ضغط الدم عادة بالطريقة غير المباشرة عن طريق جهاز قياس ضغط الدم المعروف.
هناك عدة أنواع من أجهزة قياس ضغط الدم، أشهرها الجهاز الزئبقي، والذي يستخدم كالآتي:
يحتوي الجهاز على كيس مطاطي يُربَط حول الذراع، وتوضع السماعة على الشريان العضدي الموجود في مفصل الكوع من الأمام.
ثم يُنفخ الكيس المطاطي عن طريق الضغط على مضخة الهواء، مع وضع اليد الأخرى على الشريان الكعبري وملاحظة نبضه، وملاحظة ارتفاع الزئبق في الجهاز.
عند الشعور بانعدام النبض في الشريان الكعبري يُرفع الضغط 20 مليمتر زئبق آخرين، ثم التوقف وفتح محبس الهواء بالمضخة ببطء.
أنصت جيدًا بالسماعة لملاحظة صوت تدفق الدم بالشريان، إذ يعبر أول صوت تسمعه عن ضغط الدم الانقباضي، ويمثل آخر صوت ضغط الدم الانبساطي.
العوامل المؤثرة على ضغط الدم الطبيعى
إن ضغط الدم الطبيعي هو محصلة لعدة عوامل، هي:
- النتاج القلبي (كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة).
- المقاومة الوعائية (أي مجموع مقاومة الأوعية الدموية بالجسم).
- كمية الدم في الأوعية الدموية.
- لزوجة الدم.
- مرونة جدران الأوعية الدموية.
نصائح للحفاظ على معدل ضغط الدم الطبيعى
يُعد تعديل نمط الحياة واتباع بعض العادات الصحية الطريقة المثلى للحفاظ على ضغط الدم الطبيعي ، وهي الخطوة الأولى في علاج ارتفاع ضغط الدم، لذا إليك بعض النصائح التي تفيدك في هذا الجانب:
- الحفاظ على الوزن المثالي المناسب لطولك.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب التدخين.
- الحد من استخدام ملح الطعام.
- تجنب تناول الكحوليات.
- الإكثار من تناول الخضروات والفواكه.
الخلاصة
يختلف مقدار ضغط الدم الطبيعى المراد الحفاظ عليه حسب السن والأمراض المزمنة المصاحبة.
ففي الأطفال، يُنصح بالحفاظ على ضغط دم أقل من 90 بالمئة من ضغط الدم في أقرانه من الأطفال الذين في نفس العمر والطول والوزن.
وفي البالغين الأصحاء، يُنصح بالحفاظ على ضغط دم أقل من 120/80، ويختلف ذلك الهدف كلما تقدم العمر، أو في حالات الإصابة بالأمراض المزمنة.
إذ يزداد ضغط الدم الطبيعي مع تقدم العمر؛ وذلك بسبب تصلب الشرايين الذي يحدث عادةً كلما تقدم العمر؛ لذا يُنصح بالحفاظ على ضغط دم أعلى من المنشود في الشباب، لضمان ضغط دم قادر على توصيل الدم لأجزاء الجسم المختلفة.
