ما أسباب تكرار الجلطة القلبية ؟
“شعرت كأن صدري يعتصر من شدة الألم، أتمنى ألا أشعر بهذا الألم مرة أخرى” هكذا وصف أحد المرضى المصابين بالجلطة القلبية الألم الذي شعر به. وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التعافي من الجلطة القلبية، لكن يمكن أن يصاب الشخص بالجلطة القلبية مرة أخرى.
ما أسباب تكرار الجلطة القلبية ؟ وكيف يمكن تجنبها؟ وما العوامل المساعدة على تكون الجلطات في الجسم؟
شاهد في المقالة
أسباب تكرار الجلطة القلبية
تؤدي الجلطة القلبية إلى انقطاع الإمداد الدموي عن جزء من عضلة القلب؛ ما يؤدي إلى تلف هذا الجزء وعدم قدرته على القيام بوظيفته. وعلى الرغم من أن معدلات التعافي من الجلطة القلبية كبيرة، لكن يمكن أن تتكرر الجلطة القلبية مرة أخرى.
حسب الإحصائيات، هناك قرابة 335000 نوبة قلبية متكررة في الولايات المتحدة في العام، ومعدل الإصابة بالجلطة القلبية للمرة الثانية يقدَّر بواحد من كل خمسة أشخاص في خلال السنوات الخمس التالية للتعافي من الجلطة الأولى.
أسباب تكرار الجلطة القلبية
تحدث الجلطة القلبية بسبب انسداد أحد الشرايين التاجية (جزئيًّا أو كليًّا) نتيجة لتكوّن جلطة به. وتتعدد أسباب تكون الجلطة، منها:
- تغير في لزوجة الدم.
- مشكلات في جدران الأوعية الدموية، مثل مرض تصلب الشرايين.
- بعض الأدوية الطبية، مثل حبوب منع الحمل.
وفي بعض الأحيان تحدث الجلطة القلبية نتيجة لتحرك جزء من الدهون المتراكمة على جدار الأوعية التاجية؛ ما يؤدي إلى انسدادها.
لا تختلف أسباب حدوث الجلطة القلبية الثانية عن أسباب الجلطة الأولى، ولكن هناك عوامل تساعد في زيادة نسبة الإصابة بالجلطة القلبية الثانية إن لم يتمكن المريض من السيطرة عليها، منها:
- التقدم في العمر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.
- السمنة.
- التدخين.
- الجلوس لفتراتٍ طويلة.
- بعض الأمراض، مثل: السرطان، والتهاب القولون.
- وجود مشكلات أخرى في القلب، مثل فشل القلب.
- عدم الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من الطبيب، مثل: الأدوية المميعة للدم، التي تساعد في تقليل تكون الجلطات.
الجلطة القلبية الثانية
تكرار الجلطة القلبية هو أحد أشهر مضاعفات الجلطة؛ لذلك يجب الانتباه إلى أعراض الجلطة القلبية الثانية ومضاعفاتها.
أعراض الجلطة القلبية الثانية
لا تختلف الجلطة القلبية الثانية عن الأولى في الأسباب، أما بالنسبة للأعراض فغالبًا ما تكون أعراض الجلطة القلبية الثانية أكثر شدة؛ وذلك نتيجة لزيادة الجزء التالف من عضلة القلب.
ومن أعراض الجلطة القلبية:
- ألم في الصدر.
- ألم في الكتف الأيسر يمتد إلى نهاية الذراع، وقد يكون الألم في كلا الكتفين.
- غثيان.
- تعرق شديد.
- دوار.
- صعوبة في التركيز.
- ضيق في التنفس.
مضاعفات الجلطة القلبية الثانية
تعرض الشخص لجلطة قلبية ثانية يزيد من فرصة إصابته بمضاعفات الجلطة القلبية؛ وذلك لزيادة الجزء التالف من عضلة القلب.
تعد المضاعفات الناتجة عن الجلطة القلبية خطيرة؛ إذ تهدد حياة المريض؛ لذلك فهي تستدعي التدخل الطبي السريع. ومن تلك المضاعفات:
- اضطراب نظم القلب.
- الفشل القلبي.
- الصدمة القلبية.
لذلك يجب السيطرة على أسباب تكرار الجلطة القلبية، واتباع تعليمات الطبيب.
الوقاية من الجلطة القلبية الثانية
بعد التعافي من الجلطة القلبية الأولى، ينصب اهتمام الطبيب والمريض على منع حدوث جلطة مرة أخرى. قد يصعب التحكم في بعض أسباب تكرار الجلطة القلبية، ولكن هناك بعض النصائح والتعليمات التي تساعد في تجنب تكرار الجلطة.
التحكم في عوامل الخطر والتقليل منها
بعض الأشخاص تتوافر لديهم عوامل خطر تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالجلطة القلبية مرة أخرى، وبعض تلك العوامل لا يمكن التحكم فيه، مثل: التقدم في العمر، والإصابة بالجلطة القلبية سابقًا.
إلا أن هناك بعض العوامل التي يمكن التحكم بها، والتي تساعد في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بالجسم، مثل:
- تقليل الوزن، والتخلص من السمنة.
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، مثل: المشي، والسباحة.
- التحكم في ضغط الدم، وتناول الأدوية بانتظام.
- التحكم في نسبة السكر بالدم، عن طريق تعديل جرعات الأدوية أو استخدام حقن الأنسولين حسب تعليمات الطبيب.
- التوقف عن التدخين.
- تناول أطعمة صحية، مثل: الخضروات والفواكه.
- شرب كمية كبيرة من المياه.
- تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، عن طريق تناول الأدوية التي تساعد في ذلك، واتباع نظام غذائي صحي.
- تجنب الوجبات السريعة، التي تحتوي على كمية عالية من الدهون.
تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب
قد لا يمكن التحكم في أسباب تكرار الجلطة القلبية، ولكن تناول الأدوية يساعد في التقليل من فرصة الإصابة بالجلطة مرة أخرى، ومن تلك الأدوية:
- حبة واحدة من أسبرين الأطفال مرة واحدة في اليوم.
- دواء لخفض الكوليسترول في الجسم.
- أدوية للتحكم في ضغط الدم.
- أدوية تنظيم السكر في الدم، أو جرعة أنسولين.
قد يكون الأمر صعبًا في البداية؛ إذ يصعب على المريض تذكر كل هذه القائمة الطويلة من الأدوية. النصائح التالية قد تساعد في تنظيم مواعيد الأدوية، وتناولها بالطريقة الصحيحة:
- تأكد من فهم طريقة تناول الدواء جيدًا من الطبيب.
- اسأل الطبيب على ما يجب فعله في حال تناول جرعة زائد أو وجود جرعة فائتة.
- جهز قائمة بالأدوية المراد تناولها في اليوم مع إضافة موعد كل دواء.
- استعن بعلب تنظيم الأدوية لترتيب جرعات الأدوية كل يوم.
- تأكد من توفر مخزون كافٍ من الدواء (لمدة أسبوع على الأقل).
- استعمال الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف المتحرك، في عمل رسائل تذكير بمواعيد الأدوية.
الحصول على الدعم النفسي
يصاب عشرون بالمئة من مرضى الجلطة القلبية بالاكتئاب بعد التعافي؛ قد يرجع ذلك إلى الألم الشديد الذي يشعر به المريض، أو نتيجة رفض المريض تغيير نظام حياته، أو قد يكون نتيجة قلق المريض من حدوث الجلطة مرة أخرى، إضافة إلى أن العامل النفسي يُعد أحد أسباب تكرار الجلطة القلبية.
لذلك من المهم أن يحيط الشخص نفسه بأشخاص داعمين يساعدونه في تجاوز المرحلة الصعبة، ويشجعونه على اتباع نظام حياة صحي.
وفي حال عدم قدرة الشخص على السيطرة على الاكتئاب والقلق والتوتر الذي يشعر به، يُفضَّل استشارة الطبيب لتلقي المساعدة، وتناول الأدوية اللازمة.
متى تستشير الطبيب
بعد التعافي من الجلطة القلبية الأولى، يجب على المريض المحافظة على الزيارات الدورية للطبيب، بالأخص في حال وجود أحد أسباب تكرار الجلطة القلبية لديه.
تساعد الزيارات الدورية للطبيب في الاطمئنان على صحة القلب والجسم، واكتشاف أي مشكلة صحية مبكرًا؛ ما يسهِّل علاجها ويقلل من المضاعفات التي قد تحدث.
ولكن يجب زيارة الطبيب فورًا في حال:
- ظهور أي من أعراض الجلطة القلبية، مثل: ألم في الصدر.
- ظهور أعراض جانبية من تناول الأدوية الموصوفة، مثل: طفح جلدي.
- تناول جرعة زائدة من الأدوية عن طريق الخطأ.
الخلاصة
تحدث الجلطة القلبية نتيجة انسداد أحد الشرايين التاجية؛ ما يؤدي إلى انقطاع الإمداد الدموي عن القلب، وحدوث تلف في جزء من عضلة القلب.
من أهم أسباب تكرار الجلطة القلبية حدوث تغير في لزوجة الدم، وأمراض الأوعية الدموية. وتزداد فرصة تكرار الجلطة نتيجة لوجود بعض عوامل الخطر، منها:
- السمنة.
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
ترتفع نسبة تكرار الجلطة القلبية الثانية، وقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: فشل القلب، والصدمة القلبية. ويمكن تقليل خطر تكرار الجلطة القلبية، وتجنب مضاعفاتها، عن طريق:
- اتباع نظام حياة صحي.
- الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من الطبيب.
تساعد الزيارات الدورية للطبيب في التأكد من صحة القلب، واكتشاف الأمراض مبكرًا؛ ومن ثَم تساعد في تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب!
I have read so many posts about the blogger lovers however this post is really a good piece of writing, keep it up