مرضى القلب والرياضة .. هل مريض القلب يستطيع الرياضه؟
“مرضى القلب والرياضة ” أكثر الموضوعات التي تشغل بال مريض القلب وأقاربه؛ إذ يتبادر إلى ذهنهم كثير من الأسئلة “هل يمكن لمريض القلب ممارسة الرياضة؟ أم إنها قد تؤثر فيه بالسلب! وما هي الرياضات التي يمكن أن يمارسها مريض القلب بأمان؟”
شاهد في المقالة
مرضى القلب والرياضة
لا أحد يُنكر أهمية الرياضة للجسم وانعكاسها الإيجابي على الصحة النفسية للشخص، ولكن عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة لمريض القلب تختلف وجهات النظر؛ إذ إن المعتقد السائد أن مريض القلب يجب أن يحظى بقدرٍ عالٍ من الراحة وتجنب بذل أي مجهود.
ولكن الحقيقة أن مريض القلب يحتاج إلى ممارسة الرياضة مثل الشخص السليم، بل في بعض الحالات يدرج الطبيب ممارسة الرياضة في جدول علاج المريض بعد تشخيصه بأحد الأمراض القلبية.
قد يرجع ذلك المعتقد الخطأ إلى إن بعض مرضى القلب (بالأخص مرضى الذبحة الصدرية)، يزداد لديهم الشعور بألم الصدر عند بذل مجهود بدني، أو التعرض إلى ضغط نفسي، ويختفي عند أخذ قسط من الراحة. ولكن ليس جميع مرضى القلب لديهم أعراض متشابهة، بالإضافة إلى إن الرياضة في كثير من الأوقات تحمي من الإصابة بأمراض قلبية أخرى أشد خطورة.
هل مريض القلب يستطيع الرياضه؟
نعم، يمكن لمريض القلب ممارسة الرياضة، ولكن توجد بعض أنواع الرياضات التي يُنصح مرضى القلب بممارستها أكثر من الرياضات الأخرى.
وفي السطور القادمة سنتناول العلاقة بين مرضى القلب والرياضة ، وأفضل الرياضات التي يمكن أن يمارسها المريض.
فوائد الرياضة لمريض القلب
ممارسة التمارين الرياضية لها فوائد مهمة لمريض القلب، إذ إنها:
- تعزز صحة القلب والأوعية الدموية.
- تقي من تكون الجلطات الدموية، التي تعد من أخطر مضاعفات الأمراض القلبية.
- تمنع تطور المرض.
- تقلل الأعراض التي قد يشعر بها المريض.
- تحسن الحالة النفسية للمريض، والتقلل من التوتر الذي قد يؤثر بالسلب في صحة القلب.
- تقلل مستوى الكوليسترول في الجسم.
- تخفض ضغط الدم.
ما هي الرياضة المناسبة لمرضى القلب؟
بعد التعرف على أهمية الرياضة لمرضى القلب، إليك أفضل الرياضات التي يمكن لمريض القلب ممارستها:
- التمارين الهوائية
عند ذكر مرضى القلب والرياضة ، أول ما يتبادر إلى الذهن التمارين الهوائية (تسمى بتمارين القلب في بعض الأحيان)؛ إذ إنها تهدف إلى ضخ كمية كبيرة من الدم المحمل بالأكسجين إلى العضلات التي تبذل مجهود كبير؛ ما يزيد من معدل نبض القلب، وسرعة التنفس.
ومن أمثلة التمارين الهوائية: المشي وركوب الدراجة والسباحة، وممارسة الأعمال المنزلية.
- تمارين المقاومة
تهدف تمارين المقاومة إلى زيادة قوة عضلات الجسم، وزيادة القدرة على التحمل؛ عن طريق تحريك عضلات الجسم ضد مقاومة كبيرة. وتشمل تلك التدريبات: رياضة رفع الأثقال أو استخدام معدات المقاومة مثل الأربطة أو الكابلات.
ولكن يمكن لمريض القلب (في البداية) استخدام وزن جسمه في التدريبات، مثل: تدريب القرفصاء أو تدريب الضغط على الحائط.
- تمارين التوازن والمرونة
تهدف تمارين المرونة إلى تعزيز مرونة العضلات؛ ما يساعد في التقليل من خطر التعرض إلى شد العضلات. لا داعي لتخصيص وقت من اليوم للقيام بتلك التمارين، بل يمكن تخصيص وقت قصير لها بعد جلسات التمرينات السابقة.
أما تمرين التوازن فهو وضع الجسم في حالة من عدم الاستقرار (مثل: الوقوف على ساق واحد)؛ ما يحسن من توازن الجسم.
تمارين التوازن والمرونة قد لا تضيف الكثير إلى عضلات الجسم، ولكنها تحمي الشخص من التعرض للإصابات، مثل: السقوط أو الشد العضلي.
متى تكون الرياضة خطيرة على القلب؟
في أغلب الأحيان تكون العلاقة بين مرضى القلب والرياضة إيجابية، ولكن في بعض الحالات الطبية يحدث العكس.
ولأن الحالة الصحية لكل مريض تختلف عن الآخر؛ يجب مراجعة الطبيب قبل بدء ممارسة التمارين الرياضية؛ للتأكد من الحالة الصحية العامة للمريض، واختيار التمارين المناسبة.
ولكن يوجد قواعد عامة يستند عليها الطبيب عند تحديد إمكانية ممارسة المريض للرياضة، و نوع الرياضة المناسبة له، ومن تلك القواعد:
- المرضى الذين يعانون من مرض الرجفان الأذيني، والمرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للتخثر يجب عليهم تجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي؛ وذلك لتجنب خطر التعرض للنزيف.
- بعض الأدوية، مثل: الأدوية حاصرات البيتا قد تعيق من قدرة المريض على القيام بالنشاط البدني المطلوب.
- الأشخاص الذين يستخدمون جهاز تنظيم ضربات القلب، يجب عليهم تجنب ممارسة الرياضات الاصطدامية.
أضرار الرياضة على القلب
وعلى الرغم من أن العلاقة بين مرضى القلب والرياضة إيجابية؛ قد تكون غير ذلك في حال عدم الالتزام بتعليمات الطبيب، ومن تلك الأضرار:
- الشعور بألم في الصدر، يختفي بعد أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة.
- فقد توازن المريض نتيجة لنقص كمية الدم الواصل إلى جميع أجزاء الجسم.
- إصابة المريض في أثناء ممارسة الرياضة، مثل: التهاب الأوتار، والانزلاق الغضروفي.
هل الجيم خطر على مرضى القلب؟
لا، لا يمثل الجيم أو صالات الرياضة أي خطر على مريض القلب، ولكن يجب على المريض استشارة الطبيب قبل البدء في الرياضة، واختيار الرياضات المناسبة لحالته الصحية، ومدة كل رياضة.
ولكن يُفضل ممارسة التمارين الرياضة في الأماكن المفتوحة؛ للتعرض للهواء الطلق النقي والمحمل بالأكسجين. إضافة إلى إن التعرض للشمس وممارسة الرياضة في الأماكن الطبيعية تساعد في تحسين الحالة المزاجية.
رفع الأثقال لمرضى القلب
رياضة رفع الأثقال من رياضات المقاومة التي لها تأثير إيجابي في صحة القلب، إضافة إلى إنها أحد الرياضات الموصى بها لمرضى القلب.
ولكن للحصول على أفضل نتيجة وتجنب أي أضرار قد تصيب المريض، يجب مراجعة الطبيب للتأكد من الحالة الصحية للمريض، ومن عدم وجود مانع لممارسة رياضة رفع الأثقال.
هل يستطيع مريض القلب ممارسة رياضة كمال الاجسام ؟
نعم، يمكن لمريض القلب ممارسة رياضة كمال الأجسام؛ إذ أثبتت الدراسات الحديثة فعالية رياضة رفع الأثقال في تحسين القدرة الوظيفية والعضلية للمريض.
ولكن يجب عدم تناول أي من الأدوية المنشطة، مثل: الستيرويدات البنائية، والتي قد تنعكس بالسلب على صحة القلب والجسم.
هل يستطيع مريض القلب الجري
العلاقة بين مرضى القلب والرياضة إيجابية، ويمكن الحصول على فوائد الرياضة لمرضى القلب من خلال كثير من الأنشطة الرياضية، وعلى رأس تلك القائمة رياضة المشي والجري.
ولكن يجب التدرج في رياضة الجري، كأن يبدأ المريض بالجري لمدة قصيرة، ومن ثَمَ يبدأ في زيادة المدة تدريجيًا، وأيضًا زيادة شدة التمرين تدريجيًا.
هل مريض القلب يتعب من المشي
لا، مريض القلب لا يتعب من المشي، بل إن رياضة المشي من أفضل الرياضات لمريض القلب، ولكن يجب التدرج في أثناء ممارسة أي رياضة، وحتى ممارسة رياضة المشي.
ويُنصح بممارسة مريض القلب الرياضة مدة لا تزيد عن 150 دقيقة في الأسبوع الواحد، والتنويع بين أنواع الرياضات المختلفة.
الخلاصة | مرضى القلب والرياضة
للرياضة فوائد عظيمة تظهر على صحة الشخص الجسدية والنفسية، ولكن هناك معتقد أن تلك الفوائد تقتصر على الشخص السليم فقط، وليس مرضى القلب.
تتساءل عن مرضى القلب والرياضة ، فإليك بعض من فوائد الرياضة لمرضى القلب:
- خفض الكوليسترول في الدم.
- المحافظة على ضغط الدم في المستوى الطبيعي.
- منع تطور المرض والوقاية من المضاعفات التي يمكن أن تنتج عنه.
لا بد من استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية.
