أمراض القلب الناتجة عن الحزن | متلازمة القلب المنكسر
يتعرض الشخص إلى مواقف كثيرة في حياته تجعل مشاعره تتقلب بين الفرح والحزن، ولكن هل تعلم أن تلك المشاعر تؤثر في صحتك!
تعرف في هذا المقال عن أمراض القلب الناتجة عن الحزن ، وتأثير البكاء في القلب.
شاهد في المقالة
أمراض القلب الناتجة عن الحزن | ما هي الامراض التي يسببها الحزن الشديد؟
تحدث الأمراض القلبية نتيجة لوجود مشكلات عضوية تؤثر بالسلب في صحة القلب والأوعية الدموية، مثل: ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وقد بدأ الأطباء بالدراسة والبحث أكثر لتحديد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، واحتلت العوامل الفيزيائية، مثل: التدخين والسمنة، المرتبة الأولى لسنوات طويلة.
إلى أن ظهرت دراسة كشفت أن العوامل النفسية تؤثر في صحة القلب بالسلب، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض أشهرها: متلازمة القلب المنكسر.
اكتُشفت متلازمة القلب المنكسر (Broken-heart syndrome or Takotsubo cardiomyopathy) أول مرة في اليابان، وقد أثبتت الإحصائيات أن نسبة إصابة النساء بالمتلازمة تفوق إصابات الرجال؛ إذ وُجد أن 90% من الحالات مصاب بها النساء الأكبر من 68 عامًا.
لم يُكتشف السبب الحقيقي للمتلازمة بعد، إلا أن هناك بعض العوامل التي تساعد في حدوثها، ومنها:
- الضغوطات النفسية والعصبية.
- الاضطرابات الهرمونية، بالأخص هرمون الإستروجين.
- بعض العوامل الوراثية.
- تشنج الأوعية الدموية الدقيقة الحاد.
- الإفراط في التحفيز السمبثاوي.
تساعد العوامل السابقة في حدوث متلازمة القلب المنكسر، والتي تتميز بحدوث تغير في شكل البطين الأيسر (حجرة ضخ الدم الأساسية)؛ إذ يزداد حجمه ويصبح قاع البطين أكثر اتساعًا، مع حدوث ضيق في قمة البطين.
يؤثر ذلك التغير في شكل البطين تأثيرًا سلبيًّا في قدرة القلب في ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
هل الحزن والبكاء يؤثر على القلب؟
لا شك أن البكاء قد يكون مفيدًا في تفريغ المشاعر السلبية لدى الشخص، لكن الإفراط في البكاء والحزن يؤثر بالسلب في صحته؛ إذ إن صحة الجسم والصحة النفسية وجهان لعملة واحدة.
ووفقًا لبحث نُشر في مجلة الجمعية الأوروبية للأمراض القلبية؛ فإن زيادة تحفيز الدماغ، نتيجة لتعرض الشخص لتوتر وضغط عصبي شديد، يزيد من خطر الإصابة بـ أمراض القلب الناتجة عن الحزن ، والتي قد تكون مميتة.
وقد فسرت الدراسة العلاقة بين التوتر العصبي والأمراض القلبية؛ بأن زيادة تحفيز المنطقة المسؤولة عن التعامل مع التوتر والإجهاد (Amygdala) يُحفز تكوين كرات الدم البيضاء في النخاع العظمي؛ ما يؤدي إلى حدوث التهاب يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين، ومن ثَم الأمراض القلبية.
هل الحزن يسبب نوبة قلبية؟
نعم، فبحسب الدراسة السابقة، يمكن للضغوطات النفسية التأثير في صحة القلب، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الخطيرة، ومنها: النوبة القلبية.
إضافة إلى ذلك، فإن المشاعر السلبية التي يشعر بها الشخص قد تؤدي إلى:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- زيادة الوزن.
- اكتساب عادات غذائية غير صحية.
وكل ما سبق يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
هل الحزن يسبب نغزات في القلب؟ | أعراض أمراض القلب الناتجة عن الحزن
نعم، إذ يمكن أن تتسبب الضغوطات النفسية التي يمر بها الشخص في الإصابة بأمراض قلبية، مثل: متلازمة القلب المنكسر، والتي تشبه احتشاء عضلة القلب الحاد (AMI)، ومن أهم أعراضها:
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- تسارع في دقات القلب.
- الشعور بالإعياء والتعب.
وغالبًا ما تظهر الأعراض على المريض بعد التعرض لمحفز قوي، مثل: الحزن الشديد، أو التعرض لعملية جراحية، أو حتى حالات الفرح الشديدة، وهو ما يميز متلازمة القلب المنكسر.
بينما غالبًا ما تظهر أعراض النوبة القلبية في الصباح، ودون أن يسبقها أي محفزات نفسية.
ولا يجب الاستهانة بالأعراض التي يشعر بها المريض؛ إذ إن متلازمة القلب المنكسر ليست مرضًا حميدًا دائمًا، وقد ينتج عنها مضاعفات خطيرة، مثل: تكون الجلطة، التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية.
تشخيص متلازمة القلب المنكسر
لا يوجد عرض مميز لـ أمراض القلب الناتجة عن الحزن ؛ لذلك يعتمد تشخيصها على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب، وبعض الفحوصات المساعدة في التشخيص، ومنها:
-
- تخطيط كهربية القلب.
- مخطط صدى القلب
أهم ما يميز متلازمة القلب المنكسر هو حدوث خلل في حركة البطين الأيسر، والذي يمكن اكتشافه عن طريق تصوير القلب. ولكن يجب تصوير القلب في أسرع وقت فور ظهور الأعراض؛ إذ قد يتعافى القلب، ويستعيد البطين حركته الطبيعية في خلال أيام.
في حال الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، يكشف تحليل إنزيمات القلب عن وجود ارتفاع طفيف في إنزيم التروبونين.
- تصوير الشرايين التاجية
لا يساعد تصوير الشرايين التاجية في تشخيص متلازمة القلب المنكسر؛ إذ لا تظهر أي تغيرات على الشرايين؛ ولكن يساعد تصوير الشرايين التاجية في استبعاد وجود أي مرض بها، ما يزيد احتمالية الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
علاج متلازمة القلب المنكسر
لا يوجد علاج محدد لـ أمراض القلب الناتجة عن الحزن ، بل يجب أن يكون العلاج فرديًّا على حسب حالة المريض؛ إذ تختلف استجابة الأشخاص للأدوية المستخدمة في العلاج.
وقد أثبتت بعض الدراسات دور أدوية حاصرات البيتا في علاج المرض، وقد يصف الطبيب أيضًا:
- مدرات البول لتقليل تراكم السوائل.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، التي تساعد مع حاصرات البيتا في تخفيف الضغط عن القلب، وتحسين قدرة القلب على ضخ الدم.
- الأدوية المضادة للجلطات، في حال كان الشخص معرضًا لتكون الجلطات الدموية.
التعافي من متلازمة القلب المنكسر
تُعد أمراض القلب الناتجة عن الحزن حالة مرضية مؤقتة، ففي 95% من الحالات يتعافى الشخص منها في خلال أيام أو أسابيع قليلة (من 4 إلى 8 أسابيع)، وغالبًا ما يعود شكل القلب إلى الشكل الطبيعي.
ولكن في بعض الأحيان، قد لا يعود القلب إلى شكله الطبيعي، وتستمر بعض الأعراض في الظهور، مثل: ألم الصدر.
وفي 20% من الحالات قد تظهر على المريض أمراض قلبية أخرى، مثل: فشل القلب الحاد، أو الصدمة القلبية، أو السكتة القلبية.
الخلاصة | أمراض القلب الناتجة عن الحزن
متلازمة القلب المنكسر هي حالة مرضية غالبًا ما تحدث بسبب التعرض لمحفز عاطفي، مثل: الحزن الشديد أو الفرح الشديد، وغالبًا ما تصيب السيدات في سن اليأس.
تُعد الضغوطات النفسية واضطراب الهرمونات أهم العوامل المسببة لحدوث متلازمة القلب المنكسر.
وتشبه أعراض أمراض القلب الناتجة عن الحزن أعراض النوبة القلبية، ولكن ما يميزها هو وجود محفز عاطفي قبل ظهور الأعراض.
يمكن تشخيص المتلازمة عن طريق تخطيط كهربية القلب، ومخطط صدى القلب. وقد أثبتت أدوية حاصرات البيتا فعاليتها في علاج المتلازمة.
غالبًا ما تختفي الأعراض ويعود القلب إلى شكله الطبيعي في خلال أسابيع قليلة من الإصابة.