أعراض الجلطة عند النساء | دليل شامل للعلامات المبكرة والتشخيص والعلاج

تُعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة بين النساء على مستوى العالم، وتحتل الجلطة القلبية الصدارة كأحد أخطر أمراض القلب. تختلف أعراض الجلطة عند النساء عن الرجال، ليس فقط من حيث شيوعها بل أيضًا من حيث طبيعتها، ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة ويؤدي أحيانًا إلى تأخير العلاج.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أعراض الجلطة عند النساء، أسبابها، طرق التشخيص، وكيفية التعامل معها للوقاية من المضاعفات.
شاهد في المقالة
ما هي الجلطة القلبية؟
الجلطة القلبية، أو احتشاء عضلة القلب (Myocardial Infarction)، تحدث نتيجة موت جزء من عضلة القلب بسبب نقص تدفق الدم اللازم لتغذيته.
غالبًا ما تحدث الجلطة القلبية بسبب انسدادًا مفاجئًا في أحد الشرايين التاجية المسؤولة عن تغذية القلب. يؤدي هذا الانسداد إلى منع وصول الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب، مما يسبب تلفًا لا يمكن إصلاحه إذا لم يُعالج بسرعة.
في 1-4% من الحالات، لا يكون السبب هو انسداد الشريان بل انقباض في جدار الشريان نفسه، مما يُعيق تدفق الدم. هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال، ما يُفسر الاختلاف في أعراض الجلطة عند النساء.
أعراض الجلطة عند النساء
تُقسَّم أعراض جلطة القلب إلى أعراض شائعة وأخرى أقل شيوعًا، وعادةً ما تصيب النساء أعراض الجلطة القلبية الأقل شيوعًا بنسبة أكبر من الرجال؛ ما يجعل احتمال فشل تشخيص جلطة القلب في النساء أكبر.
الأعراض الشائعة:
- ألم الصدر:
يُعد ألم الصدر العرض الأكثر شيوعًا للجلطة القلبية. يوصف هذا الألم بأنه إحساس بضغط شديد أو ثقل في منتصف الصدر. قد ينتشر الألم إلى الفك أو الذراع الأيسر. - ضيق التنفس:
صعوبة التنفس أو الشعور بالاختناق من الأعراض الشائعة التي قد تصاحب الجلطة. - الغثيان والقيء:
تُصاب بعض النساء بالغثيان أو القيء، خاصة عند حدوث الجلطة القلبية.
الأعراض غير الشائعة:
- ألم بأماكن أخرى:
قد يكون الألم في مناطق مثل أعلى الظهر، الكتفين، أو الفك بدلاً من الصدر. - الهزال:
شعور عام بالضعف الشديد أو الإرهاق المفاجئ. - الدوار والتوتر:
الدوار أو الشعور بعدم الاستقرار من الأعراض التي قد تشير إلى مشكلة في القلب. - رفرفة القلب:
الإحساس بخفقان غير طبيعي أو تسارع ضربات القلب.
الفرق بين أعراض الجلطة عند النساء والرجال؟
قد تحدث الجلطة القلبية عند النساء دون ألم واضح في الصدر، على عكس الرجال. بدلًا من ذلك، قد يعانين من أعراض مثل الغثيان، التعرق، وألم الظهر، مما يجعل تشخيص الحالة أكثر تعقيدًا.
وقد لوحظ أن نسبة كبيرة من النساء تتأخر في طلب المساعدة مقارنة بالرجال، إذ تصل نسبة التشخيص المتأخر في النساء إلى 42 بالمئة (أي تتجاوز المدة بين ظهور الأعراض والذهاب للمستشفى 12 ساعة)، مقارنةً بـ 37 بالمئة في الرجال.
الجلطة القلبية الخفيفة عند النساء
الجلطة القلبية الخفيفة (NSTEMI) تحدث عندما تنخفض كمية الأكسجين الواصل إلى عضلة القلب، لكنها لا تسبب أضرارًا كبيرة.
أعراض الجلطة القلبية الخفيفة عند النساء
- نفس الأعراض السابقة ولكن بدرجة أقل حدة.
- تزداد شدة الأعراض عند بذل مجهود بدني وتتحسن مع الراحة.
كيفية التفريق بين الجلطة القلبية الخفيفة والجلطة القلبية لدى النساء
يمكن للطبيب التفريق بين الجلطة القلبية الخفيفة والحادة من خلال:
- رسم القلب (ECG): يكشف التغيرات الكهربائية التي تشير إلى حدوث الجلطة.
- تحليل إنزيمات القلب: تساعد في الكشف عن أي تلف في عضلة القلب.
- تصوير الشرايين التاجية.
اعراض الجلطة القلبية قبل حدوثها عند النساء
تظهر عادة أعراض الجلطة القلبية عند النساء فجأة دون علامات تسبقها، ولكن في بعض الحالات قد تظهر بعض أعراض الجلطة القلبية قبل حدوثها بأيام أو أسابيع قبل الإصابة بجلطة القلب، مثل:
- الشعور بالإرهاق دون سبب واضح.
- ألم خفيف أو متقطع في منتصف الصدر.
- ضعف عام وصعوبة في أداء المهام اليومية.
خطورة الجلطة القلبية عند النساء
الجلطة القلبية تُشكّل خطرًا كبيرًا على حياة النساء، حيث تكون أعراضها أقل وضوحًا وأصعب في التشخيص مقارنة بالرجال.
تزيد الأعراض غير الشائعة للجلطة القلبية عند النساء، مثل ألم الظهر أو الشعور بالإرهاق، من احتمالات التأخر في العلاج، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الوفاة والمضاعفات الخطيرة مثل فشل القلب أو تكرار الجلطة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي قلة الوعي بخطورة أمراض القلب إلى تفاقم المشكلة، مما يجعل التعرف المبكر على الأعراض والوقاية أولوية صحية للنساء.
أسباب الجلطة القلبية عند النساء
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطة القلبية، وتشمل:
- ارتفاع ضغط الدم:
يُسبب ضغطًا زائدًا على الأوعية الدموية والقلب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات. - التدخين:
يزيد التدخين من خطر تكوّن الجلطات وانسداد الشرايين، وهو من العوامل الشائعة التي تؤثر في صحة القلب. - مرض السكري:
يؤثر مرض السكري بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. - السمنة:
تؤدي السمنة إلى زيادة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم، مما يُشكل خطرًا كبيرًا على صحة القلب. - الاكتئاب والتوتر:
ترتبط الصحة النفسية بشكل مباشر بصحة القلب، إذ يمكن أن يؤدي الاكتئاب المزمن والتوتر إلى اضطرابات في وظائف القلب. - مرض السكري:
يُعتبر مرض السكري من العوامل التي تؤثر بشكل أكبر على النساء مقارنة بالرجال، مما يزيد من خطر الجلطات القلبية لديهن.
تشخيص الجلطة القلبية
لا تكفي وجود أعراض الجلطة عند النساء أو الرجال فقط للتشخيص، ولكن يلزم إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من وجود الجلطة القلبية وتحديد مكانها بدقة.
لتأكيد التشخيص وتحديد مكان الضرر بدقة، تُستخدم الفحوصات التالية:
- رسم القلب (ECG):
يعد رسم القلب أداة أساسية لتشخيص الجلطة القلبية، فهو يكشف عن التغيرات الكهربائية الناتجة عن نقص التروية في عضلة القلب، مما يساعد في تحديد موقع الضرر، رغم أن النتائج قد تكون أقل وضوحًا لدى النساء. - تحليل إنزيمات القلب:
يقيس مستويات إنزيمات معينة تُفرَز عند تلف عضلة القلب، مثل التروبونين، لتحديد وجود الجلطة وشدتها. - تصوير الأوعية التاجية:
يستخدم لتحديد ما إذا كانت الجلطة ناتجة عن انسداد أو انقباض في الشرايين التاجية، مما يساعد في اختيار العلاج الأنسب.
كيفية التعامل مع الجلطة القلبية
تُعد الجلطة القلبية حالة خطيرة جدًّا قد تسبب الوفاة في الحال، لذلك يجب أن تسرع في الذهاب للمشفى عند ظهور أعراض الجلطة عند النساء للبدء بسرعة في اتخاذ الخطوات اللازمة لعلاج الجلطة القلبية عند النساء والوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث بسببها.
فإن اتباع الخطوات الصحيحة في كيفية التعامل مع الجلطة القلبية يقلل احتمال حدوث هذه المضاعفات كلما أسرعت في تلقِّي العلاج؛ لذا يجب أن تطلب المساعدة في أقرب وقت عند الشعور بأعراض الجلطة القلبية. وتشمل هذه الخطوات:
الإسعافات الأولية:
- اتصل بالإسعاف فورًا عند الشعور بأعراض الجلطة.
- تناول قرصًا من الأسبرين إذا كان ذلك متاحًا (إلا إذا كنت تعاني من حساسية أو موانع طبية).
- ابقَ في وضعية جلوس مريحة وهادئة حتى وصول المساعدة الطبية.
العلاج الطبي:
- إزالة الانسداد: من خلال القسطرة القلبية أو الأدوية المذيبة للجلطات.
- أدوية تنظيم القلب: لتقليل خطر المضاعفات.
- إعادة التأهيل القلبي: يشمل تغيير نمط الحياة وممارسة التمارين لتحسين صحة القلب.