هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟
” هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟ وهل يمكن أن يؤثر مرض القلب في الجنين؟”
أسئلة كثيرة تشغل بال الحوامل المصابات بأحد أمراض القلب، إذا كنتِ إحداهن فإليكِ هذا المقال لتتعرفي على كيف يمكن أن يؤثر الحمل على الأمراض القلبية، وما تأثير أمراض القلب في الجنين.
شاهد في المقالة
هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟
نعم، يؤثر مرض القلب على الحمل، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى نقصٍ في نمو الجنين؛ فالأم والجنين يتشاركان نفس الجسد، ومن ثَم يتأثر الجنين بنفس الأشياء التي تؤثر في الأم.
وقد لوحظ ارتفاع عدد الحوامل المصابات بأمراض القلب في الفترة الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا، ويمكن أن يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة، منها: زيادة عدد الحوامل اللاتي لديهن أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل: السمنة، والتدخين، والتقدم في العمر.
وقد قسمت منظمة الصحة العالمية الأمراض القلبية التي قد تصيب الحامل إلى مجموعات؛ وذلك لتحديد نسبة الخطر الذي قد تتعرض له الأم أو الجنين، حسب نوع المرض لدى الأم، وحالتها الصحية. وتلك المجموعات هي:
المجموعة الأولى من السيدات
ليس هناك خطر كبير قد يقع على الأمهات أو الأجنة في هذه المجموعة، وتشمل الأمراض الآتية:
- العيوب الخلقية البسيطة التي عولجت بعمليات جراحية ناجحة، مثل: عيب الحاجز البطيني.
- نبضة القلب البطينية أو الأذينية الهاربة (Atrial or ventricular ectopic beats).
- الأعراض البسيطة أو المتوسطة من الأمراض الآتية: تضيق الصمام الرئوي، تدلي الصمام التاجي.
المجموعة الثانية من السيدات
تتعرض الأمهات في هذه المجموعة إلى خطر الإصابة بمضاعفات الحمل؛ ولكن بنسبة بسيطة، ويحدث ذلك عند إصابة الأم بأحد الأمراض الآتية:
- ثقب في الحاجز البطيني أو الأذيني، ولكن لم يخضع للعلاج الجراحي.
- معظم حالات عدم انتظام ضربات القلب.
- مرض رباعية فالوت المعالج بالجراحة.
المجموعة الثالثة من السيدات
في هذه المجموعة تزداد خطورة حدوث الوفيات، أو يزداد خطر التعرض للإصابة بمضاعفات الأمراض القلبية؛ لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية باستشارة طبيب متخصص قبل الحمل، ومتابعة الأم بعناية في أثناء فترة الحمل والنفاس.
وتشمل هذه المجموعة الأمهات اللاتي لديهن:
- صمام ميكانيكي.
- مرض القلب المزرق.
- توسع الأبهر 40-45 ملم في متلازمة مارفان.
- توسع الأبهر 45-50 ملم في مرض الأبهر.
المجموعة الرابعة من السيدات
تحذر المنظمة النساء في هذه المجموعة من خطورة الحمل؛ وذلك لارتباط الحمل بحدوث مشكلات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة بنسبة كبيرة أكثر من المجموعات السابقة.
هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟ نعم يؤثر، وبالأخص في النساء المصابات بأحد الأمراض الآتية:
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي لأي سبب.
- ضعف شديد في وظيفة البطين.
- حدوث اعتلال في عضلة القلب قبل الولادة (في حمل سابق).
- متلازمة مارفان مع اتساع الشريان الأورطي > 45 مم.
- ضيق الصمام التاجي أو الأبهر مع أعراض شديدة.
هل ضعف القلب يؤثر على الجنين؟
نعم، يتأثر الجنين بضعف القلب، الذي يحدث نتيجة لإصابة الأم بأحد الأمراض القلبية، والتي منها: العيوب الخلقية، وأمراض الشرايين التاجية.
ينتج عن ضعف عضلة القلب نقص في الإمداد الدموي الواصل إلى المشيمة؛ ومن ثَم نقص في المواد الغذائية والأكسجين الواصل إلى الجنين؛ ما يؤدي إلى نقص في حجم الجنين ووزنه.
إصابة الأم بأحد الأمراض القلبية يزيد من فرصة حدوث بعض مضاعفات الحمل، أشهرها:
- الولادة المبكرة.
- نزيف بعد الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تسمم الحمل.
هل تسارع دقات القلب يؤثر على الجنين؟
نعم، قد يؤدي تسارع ضربات القلب إلى نقص الإمداد الدموي الواصل إلى المشيمة؛ ومن ثَم يحدث نقص في كمية المواد الغذائية والأكسجين الواصل إلى الجنين؛ ما يؤدي إلى تأخر في معدل نمو الجنين.
ما هي مضاعفات امراض القلب على الحامل؟
هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟ وهل هناك مضاعفات قد تصيب الجنين؟
نعم، يؤثر مرض القلب على الجنين، ويحدث ذلك بطرائق مختلفة حسب مرض القلب الموجود عند الأم، مثل:
- إذا كانت الأم تعاني أحد العيوب الخلقية؛ فإن 5% من الأجنة يمكن أن يصاب بها، مقارنة بنسبة 1% من أجنة الأمهات غير المصابات، ويمكن اكتشاف هذه الإصابة في أثناء عمل السونار بداية من الأسبوع ال١٣.
- تزداد فرص حدوث الإجهاض في حال الإصابة بأحد الأمراض القلبية.
- قد تؤثر بعض الأدوية التي تستخدمها الأم للسيطرة على مرضها في الجنين، مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، والمعروفة بتسببها في زيادة فرصة حدوث تشوهات خلقية؛ في حال تعرض الجنين لها في الأشهر الأولى من الحمل.
- تأخر في نمو الجنين.
- زيادة فرصة حدوث ولادة مبكرة بنسبة 15%.
أعراض ضعف القلب عند الحامل
يُعرف ضعف عضلة القلب أو اعتلال عضلة القلب باسم (cardiomyopathy)، والذي قد يحدث نتيجة لإصابة الأم بأحد الأمراض القلبية، وعادةً ما تظهر الأعراض على الأم من بداية الحمل.
أو قد تظهر الأعراض على الأم في الشهر الأخير من الحمل؛ ما يؤدي إلى حدوث اعتلال في عضلة القلب ناجم عن الحمل.
وقد تظهر على الحامل الأعراض الآتية:
- صعوبة في التنفس.
- تعب وإرهاق.
- خفقان القلب.
- تورم في القدمين.
- انتفاخ أوردة الرقبة.
هل الحمل يؤثر على مرضى القلب؟
إذا كانت الإجابة على سؤال: هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟ هي نعم يؤثر، فهل مرض القلب أيضًا يتأثر بالحمل؟
نعم، يؤثر الحمل على الأمراض القلبية؛ إذ يؤدي الحمل إلى حدوث بعض التغيرات الطبيعية في القلب والأوعية الدموية، منها:
- انخفاض مقاومة الأوعية الدموية.
- زيادة حجم الدم؛ نتيجة لزيادة حبس السوائل في الجسم.
- انخفاض في ضغط الدم، وبالأخص في الأشهر الأولى من الحمل.
لذلك فإن المضاعفات التي قد تحدث للحوامل المصابات بالأمراض القلبية تعتمد على قدرة القلب والأوعية الدموية على التكيف مع التغيرات التي تحدث في الحمل، وتلبية احتياج الأم والجنين وتوصيل الدم الكافي لكليهما.
نصائح لحمل آمن مع الأمراض القلبية
هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟
نعم، يؤثر مرض القلب في الحمل، إضافة إلى تأثير الحمل في الأمراض القلبية عن طريق زيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة. إليكِ بعض النصائح التي قد تساعدك في الحصول على رحلة حمل آمنة، وأقل خطرًا عليك وعلى طفلك.
قبل الحمل
إذا كنت تخططين للحمل ولديك أحد الأمراض القلبية يجب عليك:
- استشارة طبيبك المعالج، ومناقشة مدى خطورة الحمل على صحتك.
- وضع خطة علاج مع الطبيب لاستبدال الأدوية التي قد تؤدي إلى حدوث تشوهات في الأجنة.
- الالتزام بخطة العلاج، وعدم التوقف عن تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- التخلص من الوزن الزائد.
- التوقف عن التدخين.
- الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية.
في أثناء الحمل
في أثناء رحلة الحمل يجب عليك الالتزام بإجراء الفحوصات الدورية، وزيارة الطبيب المعالج، إضافة إلى زيارة طبيب أمراض النساء؛ لمتابعة سلامة الجنين.
يجب عليك استشارة طبيب فورًا في حال الشعور بأحد الأعراض الآتية:
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- ألم في أحد الذراعين أو كليهما.
- ألم في الفك أو الرقبة.
الخلاصة | هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟
ارتفع عدد الحوامل المصابات بالأمراض القلبية في الفترة الأخيرة، وقد يرجع ذلك إلى زيادة انتشار عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، مثل: التدخين، والسمنة.
هل مرض القلب يؤثر على الحمل؟
نعم، يؤثر مرض القلب في الحمل؛ فالأم والجنين يتشاركان نفس الجسد، وقد ينتج عن ذلك حدوث تأخر في نمو الجنين عن المعدل الطبيعي، وقد تتعرض الأم لمخاطر في أثناء الحمل أو الولادة، مثل: زيادة معدل الإجهاض.
يعتمد تأثير الحمل في الأمراض القلبية على قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات التي تحدث في أثناء الحمل.
يمكن تقليل تأثير مرض القلب على الحمل عن طريق استشارة الطبيب المعالج قبل الحمل، ومتابعة الحمل وإجراء الفحوصات القلبية دوريًّا حتى بعد الولادة؛ للتأكد من سلامة الأم.