تشخيص أمراض القلب

ضغط الدم المتأرجح | الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

يتغير ضغط الشخص من وقتٍ إلى آخر على حسب عوامل عديدة، ولكن في بعض الأحيان يضطرب ضغط الدم، ويرتفع إلى معدلات أعلى من الطبيعي ومن ثمَ ينخفض إلى المعدل الطبيعي أو أقل، وهو ما يُسمى بـ ضغط الدم المتأرجح. 

تعرف في هذا المقال على أسباب تذبذب ضغط الدم، والأعراض التي قد يشعر بها المريض، ونصائح للمحافظة على الضغط في مستواه الطبيعي. 

ما ضغط الدم المتأرجح ؟ 

يعبر ضغط الدم عن القوة التي يمر  بها الدم خلال الأوعية الدموية، ويتكون قياس ضغط الدم من رقمين، يعبر أحدهما عن ضغط الدم وقت انقباض عضلة القلب (ضغط الدم الإنقباضي)، والآخر يعبر عن ضغط الدم وقت انبساط أو ارتخاء عضلة القلب (ضغط الدم الانبساطي).

يطلب الطبيب قياس ضغط الدم لكل المرضى وفي كل زيارة له؛ وذلك لأن ضغط الدم يعكس معلومات كثيرة عن صحة جسم الشخص. وارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، أو حتى تغيره بين الزيارة والأخرى قد يكون مؤشر على وجود مشاكل صحية. 

ويُطلق اسم ضغط الدم المتذبذب أو المتأرجح على المريض الذي يتكرر تغير قياس ضغط الدم لديه بين الارتفاع والانخفاض، بمعدل أكثر من الطبيعي، واستمراره دون وجود أي مؤثر خارجي، مثل: ممارسة التمارين الرياضية أو الشعور بالقلق. 

ما هي أسباب ارتفاع وانخفاض ضغط الدم المفاجيء؟ 

يمكن أن يتغير ضغط الدم نتيجة لأسباب عديدة، بعضها يحدث طبيعيًا والآخر يحدث نتيجة لوجود مشكلات صحية، ومن تلك الأسباب: 

متلازمة البالطو الأبيض – White Coat Syndrome

تتميز متلازمة البالطو الأبيض بارتفاع ضغط الدم مؤقتًا عند قياسه في عيادة الطبيب، وانخفاضه عند قياسه في أي مكان آخر، مثل: المنزل. بعض الأشخاص قد يعود ضغط الدم لديهم إلى المستوى الطبيعي وبعضهم الآخر ينخفض دون العودة إلى المعدل الطبيعي. 

وسُميت هذه الظاهرة باسم البالطو الأبيض نسبة إلى المعطف الذي يرتديه الطبيب عند فحص المريض. 

التوتر والضغط العصبي 

يؤدي التوتر والضغط العصبي إلى ارتفاع ضغط الدم ارتفاعًا طيفيًا، ومؤقتًا؛ ومن ثَم يعود إلى معدله الطبيعي. ولكن زيادة التعرض للضغط العصبي قد يؤثر بالسلب على صحة القلب والأوعية الدموية؛ ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض قلبية، مثل: متلازمة القلب المكسور

الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن 

الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة إلى حدوث ضغط الدم المتأرج؛ بالأخص عند إهمال علاج الضغط. 

بعض الأدوية الطبية 

العقاقير الطبية لها آثار جانبية، من بينها التأثير على ضغط الدم سواء بالارتفاع أو الانخفاض، ومن تلك الأدوية: 

  • مدرات البول. 
  • أدوية الحساسية. 
  • أدوية علاج البرد.  

المجهود البدني 

الضحك أو الحديث أو ممارسة التمارين الرياضية، وغيرهم من الأنشطة التي تحتاج بذل كثير من الجهد، يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغيير في قياس ضغط الدم. 

لكن الطبيعي أن لا يستمر ذلك الاضطراب حتى بعد أخذ قسط من الراحة؛ إذ إن استمراره يطلق عليه ضغط الدم المتأرجح. 

الكفايين 

شرب كمية كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن ثم انخفاضه بعد زوال تأثير الكافيين. 

بعض الأطعمة  

الطعام الذي يتناوله الشخص ينعكس على صحته النفسية والجسدية، وارتفاع ضغط الدم هو أحد تلك التأثيرات، بالأخص عند تناول الأطعمة الغنية بالتيرامين، مثل: المخللات. 

وبعض الأشخاص قد يحدث لديهم تذبذب في ضغط الدم عند تناول الأطعمة المملحة. 

المخدرات

تناول الأدوية المخدرة، مثل: الكوكايين، والهيروين، والميثامفيتامين، يعرض الشخص إلى آثار جانبية كثيرة من بينها اضطراب ضغط الدم. 

اضطرابات الساعة البيولوجية 

يتغير ضغط الدم في اليوم الواحد وفقًا لإيقاع الساعة البيولوجية للجسم؛ إذ إن ضغط الدم في الصباح عند الاستيقاظ أقل من ضغط الدم في المساء. 

حدوث أي اضطراب في الساعة البيولوجية في الجسم يؤدي إلى حدوث ضغط الدم المتأرجح. 

أمراض الغدة الكظرية 

تفرز الغدة الكظرية هرمونًا يؤثر على ضغط الدم، لذلك حدوث أي مرض في الغدة الدرقية، مثل: السرطان، يؤدي إلى اضطراب إفراز الهرمونات من الغدة، ومن ثمَ يحدث اضطراب في ضغط الدم. 

تغير درجة الحرارة 

يرتفع ضغط الدم عند التعرض إلى درجات حرارة منخفضة، بينما ينخفض ضغط الدم عند التعرض إلى درجات الحرارة المرتفع. 

أعراض ضغط الدم المتذبذب 

اسباب ارتفاع ضغط الدم وعدم نزوله

قد لا يشعر الشخص المصاب بـ ضغط الدم المتأرجح بأي أعراض (بالأخص إذا كان التذبذب بسيطًا لا يستمر لفترات طويلة)، وبعض الأشخاص تظهر عليهم الأعراض التالية: 

  • صداع. 
  • خفقان في القلب. 
  • ضيق في التنفس. 
  • الشعور بالتعب والإجهاد. 
  • دوخة. 

هل عدم انتظام ضغط الدم له اضرار؟ | مضاعفات تذبذب ضغط الدم  

تتأقلم أعضاء الجسم على العمل في المستوى الطبيعي لضغط الدم؛ لذلك حدوث أي اضطراب في ضغط الدم، قد يعرض الشخص إلى الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة، ومن مخاطر ضغط الدم المتأرجح: 

  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية، مثل: الفشل القلب، والنوبة القلبية. 
  • الخرف.
  • الفشل الكلوي. 
  • أمراض الشرايين الطرفية.  
  • تلف في العين. 
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن. 

اذا كنت أعاني من تقلب ضغط الدم، ماذا يعني ذلك؟

اضطراب ضغط الدم أمر طبيعي يحدث نتيجة لتعرض الشخص إلى بعض العوامل الخارجية، مثل: تغير درجات الحرارة أو بذل مجهود بدني. 

ولكن يتحول اضطراب ضغط الدم إلى مشكلة في حال تكرار الإصابة به لفترات طويلة؛ ما يستدعي زيارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية. 

متى تذهب إلى الطبيب؟

لا بد من إجراء الفحوصات الدورية، ومتابعة قياس ضغط بانتظام، بالأخص الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات ضغط الدم، مثل: كبار السن، والمدخنين. 

وفي حال شعورك بأي من الأعراض السابق ذكرها، يجب مراجعة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة. 

كيف يمكن تشخيص ضغط الدم المتأرجح؟ 

يصعب تشخيص ضغط الدم المتذبذب من الزيارة الأولى للطبيب؛ إذ إنه يجب مراقبة ضغط الدم لمدة أسبوع على الأقل للتأكد من التشخيص. 

لذلك في الزيارة الأولى للطبيب يقيس الطبيب ضغط الدم للمريض في أثناء الجلوس والاستلقاء على السرير، ومن ثَم يطلب الطبيب من المريض متابعة ضغط الدم في أوقات مختلفة من اليوم، يمكن أن يساعد جهاز قياس ضغط الدم المتنقل في ذلك؛ إذ إنه يسجل ضغط الدم على مدار 24 ساعة. 

بعد أسبوع يعود المريض إلى الطبيب ويقارن الطبيب القراءات المسجلة لديه والقراءات التي سجلها المريض، ويحدد ما إذا كان الشخص مصاب بـ ضغط الدم المتأرجح أم لا. 

وتوجد بعض الفحوصات التي يطلبها الطبيب، منها: 

  • تحليل نسبة السكر في الدم. 
  • تحليل نسبة الكوليستيرول في الدم. 
  • تخطيط كهربية القلب. 

علاج ضغط الدم المتذبذب  

ادوية القلب تحت اللسان

غالبًا ما يعتمد علاج ضغط الدم المتأرجح على علاج السبب، لذلك فإن الخطوة الأولى في العلاج هي التعرف على السبب وعلاجه. 

 بعض الأحيان يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية التي تساعده في السيطرة على القلق والتوتر، مثل: دواء سيرترالين، في حال كان السبب هو الإصابة بالتوتر والقلق. 

وغالبًا ما ينصح الطبيب المريض باتباع نظام حياة صحي لتنظيم الضغط والتمتع بحياة صحية.  

في حال كان ضغط الدم مرتفعا لفترات طويلة يحتاج المريض إلى تناول أدوية علاج ضغط الدم المرتفع، مثل: 

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).
  • حاصرات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم. 

الوقاية من مشكلات اضطراب ضغط الدم 

إذا كنت مصابًا بـ ضغط الدم المتأرجح أو ارتفاع ضغط الدم، أو حتى لديك أحد عوامل خطر الإصابة به، فإليك هذه النصائح التي تساعدك في المحافظة على ضغط الدم في مستواه الطبيعي: 

  • تخلص من الوزن الزائد. 
  • توقف عن التدخين. 
  • استشر الطبيب قبل تناول أي دواء. 
  • تناول كمية أكبر من الخضراوات والفواكه. 
  • حافظ على نشاطك البدني. 
  • قلل من الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح. 

الخلاصة 

ضغط الدم المتأرجح هو تغير في قياس ضغط الدم، ويحدث نتيجة لأسباب كثيرة، منها: متلازمة البالطو الأبيض، واضطراب الساعة البيولوجية. يمكن تشخيص تذبذب ضغط الدم عن طريق مراقبة ضغط الدم لمدة أسبوع. 

يمكن اتباع نظام حياة صحي في المحافظة على ضغط الدم في مستواه الطبيعي، والوقاية من كثير من الأمراض. 

المصادر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى