ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال
تُعد مشكلة ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال مشكلة عالمية؛ إذ يزداد عدد الأطفال الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم تدريجيًّا، ويزداد تعرضهم لمضاعفات ارتفاع ضغط الدم الخطيرة.
لذلك يُنصح بقياس ضغط الدم للأطفال في كل زيارة للطبيب بدءًا من العام الثالث؛ وذلك لتشخيص ارتفاع ضغط الدم مبكرًا، وعلاجه، وتفادي حدوث المضاعفات.
شاهد في المقالة
ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال
لوحِظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد الأطفال الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، ومن المعروف أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في العديد من المضاعفات، أشهرها أمراض القلب والأوعية الدموية.
عادةً ما يكون ضغط الدم الطبيعي للأطفال الرضع أقل من البالغين؛ إذ يتراوح ضغط الدم الانقباضي بين 60 و90 مليمتر زئبق، بينما يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين 20 و60 مليمتر زئبق.
يرتفع ضغط الدم في الأطفال تدريجيًّا بتقدم العمر؛ لذا يختلف ضغط الدم الطبيعي في الأطفال اختلافًا كبيرًا حسب العمر والطول والوزن.
لذلك فتشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم في الأطفال يختلف عن تشخيصه في البالغين.
يُعد الطفل مصابًا بارتفاع ضغط الدم إذا تجاوز ضغط الدم لديه ضغط الدم في 95 بالمئة من الأطفال الذين في نفس عمره وطوله، وتُحدَّد تلك النسبة عن طريق رسم بياني يوضح نسبة ال95 بالمئة عند كل عمر وطول.
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال
ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين؛ ارتفاع ضغط الدم الأساسي، وارتفاع ضغط الدم الثانوي.
يحدث ارتفاع ضغط الدم الأساسي في البالغين عادةً ويكون سببه غير معروف، أما في الأطفال فارتفاع ضغط الدم الثانوي هو الأكثر شهرة.
في ارتفاع ضغط الدم الثانوي، يرتفع ضغط الدم لسبب معين يمكن علاجه ومن ثَم التخلص من ارتفاع ضغط الدم.
تختلف أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي في الأطفال حسب عمر الطفل:
أقل من عام
يرجع سبب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال حديثي الولادة أقل من عام إلى:
- تجلط أحد شرايين أو أوردة الكليتين.
- العيوب الخلقية بالكليتين.
- ضيق الشريان الأبهر.
- خلل التنسج القصبي الرئوي.
من عام إلى ستة أعوام
في الأطفال أكبر من عام وحتى عمر ستة أعوام، يرجع سبب ارتفاع ضغط الدم عادة إلى:
- ضيق الشرايين المغذية للكليتين.
- مرض الكلى المزمن.
- ورم ويلمز (ورم يصيب الكلى).
- ورم الخلايا البدائية العصبية.
- ضيق الشريان الأبهر.
من سبعة أعوام حتى اثني عشر عامًا
يرجع سبب ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال أكبر من سبعة أعوام إلى:
- مرض الكلى المزمن.
- خلل بالغدد الصماء.
- ارتفاع ضغط الدم الأساسي.
عوامل الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم الأساسي
إن ارتفاع ضغط الدم الأساسي ليس له سبب محدد، ولكن هناك عدة عوامل تؤثر في احتمالية ظهوره، مثل: عوامل وراثية وأخرى بيئية.
كما يزداد احتمال الإصابة به بسبب وجود بعض عوامل الخطر، مثل:
- السمنة.
- معاناة أحد أفراد العائلة ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع نسبة الكوليستيرول بالدم.
- تناول كميات كبيرة من الأملاح.
- الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.
- التعرض للتدخين.
أسباب ارتفاع الضغط عند المراهقين
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند المراهقين هي نفس أسباب ارتفاع ضغط الدم في البالغين، إذ ينقسم ارتفاع ضغط الدم لديهم لنوعين؛ أحدهما ارتفاع ضغط الدم الأساسي وهو الأكثر شهرة في البالغين والمراهقين.
والنوع الثاني هو ارتفاع ضغط الدم الثانوي ويرجع وجوده لوجود سبب واضح، مثل: مرض مزمن بالكليتين، أو خلل بالغدد الصماء.
اعراض ارتفاع ضغط الدم في الأطفال
قد ينتج عن ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال:
- الصداع.
- الإرهاق.
- نزيف الأنف.
- ضبابية الرؤية.
- تشنجات.
- ضيق التنفس.
وقد يساعد التاريخ المرضي للطفل في معرفة سبب ارتفاع ضغط الدم، ومن الأمور المهمة في التاريخ المرضي:
- مولد الطفل قبل الموعد الطبيعي.
- معاناته خلل التنسج القصبي الرئوي.
- فشل نموه.
- إصابته في الرأس أو البطن.
- الأدوية التي يتناولها.
- إصابته بالتهاب الحويضة والكلية.
- العادات الغذائية.
- التعرض للتدخين.
- معاناته مشكلات في النوم.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
عند ظهور مرض ارتفاع ضغط الدم في سن صغيرة؛ يستمر عادة إلى سن البلوغ، معرضًا المريض للعديد من المضاعفات، مثل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية
تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة عالميًّا، ويُعد ارتفاع ضغط الدم أهم أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ يسبب العديد من المضاعفات، مثل: تضخم عضلة القلب، وفشل عضلة القلب، والجلطات القلبية، وتصلب الشرايين.
- السكتات الدماغية.
- أمراض الكلى.
علاج الضغط المرتفع عند الأطفال
يكمن العلاج الأساسي لارتفاع ضغط الدم في الأطفال في التعرف على السبب الذي أدى إلى الإصابة به وعلاجه إن أمكن ذلك، فبعلاج السبب يمكن التخلص من ارتفاع ضغط الدم نهائيًّا.
في بعض الحالات لا يمكن التعرف على سبب ارتفاع ضغط الدم أو لا يمكن علاجه، وحينها يتناول المصاب أدوية لتنظيم ضغط الدم مدى الحياة.
في حالة معاناة طفلك ارتفاعًا بسيطًا في ضغط الدم ومن ثَم تشخيصه بالمرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم، قد لا ينصح الطبيب بالبدء باستخدام الأدوية؛ بل قد ينصح فقط باتباع طريقة تعديل نمط الحياة.
تعديل نمط الحياة
يُفلح تعديل نمط الحياة فقط في علاج ارتفاع ضغط الدم في الحالات البسيطة، وذلك عن طريق:
- خسارة الوزن
يُنصح بالحفاظ على الوزن المثالي مقارنة بالطول؛ فيُنصح بخسارة الوزن الزائد، أو الحفاظ على نفس الوزن مع زيادة طول الطفل؛ وذلك للوصول للوزن المثالي لطوله.
- التغذية السليمة
احرصي على تغذية طفلك بغذاء صحي يحافظ على صحته ويجنبه الإصابة بالأمراض المزمنة؛ فاحرصي على تناول طفلك الخضروات والفواكه، والبروتينات مثل الأسماك والدواجن، وتجنبي تناوله للسكريات والدهون الضارة قدر الإمكان.
- تقليل الملح في الطعام
بعد تشخيص طفلك بمرض ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال يجب الحد من إضافة الملح إلى الطعام؛ إذ يسبب الملح زيادة كمية المياه في الجسم فيرفع ضغط الدم.
لذلك ينصح الأطباء بتناول كمية أقل من 1200 ملليغرام من الملح يوميًّا في الأطفال الأقل من ثلاث سنوات، وكمية أقل من 1500 مليجرام في الأطفال الأكبر.
- ممارسة الرياضة
يُنصح بممارسة الأطفال لساعة كاملة من الرياضة المُرهِقة يوميًّا، وكذلك يُنصح بتقليل الساعات التي يقضيها الطفل أمام شاشات التليفزيون والأجهزة المحمولة؛ ليقضي فترة أطول في اللعب وممارسة الرياضة.
أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال
عند فشل طريقة تعديل نمط الحياة بمفردها في ضبط ضغط الدم؛ يبدأ المريض في تناول أدوية تقليل ضغط الدم، ومن أشهر الأدوية المستخدَمة:
- مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
تعمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين عن طريق تثبيط نظام الرينين أنجيوتنسين الذي ينتج عنه ضيق الشرايين؛ ومن ثَم تتسع الشرايين ويقل الضغط بها.
- مثبطات مستقبلات الكالسيوم
ترخي مثبطات مستقبلات الكالسيوم العضلات الموجودة بجدران الأوعية الدموية؛ مسببةً اتساع الشرايين ومن ثَم تقليل الضغط بها.
- مدرات البول
تُحفز مدرات البول الكليتين لزيادة معدل التخلص من الماء في البول؛ فيقل حجم الدم ويقل الضغط داخل الشرايين.
الخلاصة| ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال
في أغلب الأحيان، يرجع ارتفاع ضغط الدم عند الاطفال إلى وجود سبب واضح، فيما يُعرف بارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ ومن ثَم يمكن التخلص من ارتفاع ضغط الدم بسهولة بعلاج السبب، وتختلف الأسباب حسب عمر المريض.
في حين يمثل ارتفاع ضغط الدم الأساسي نسبة أقل، وحينها لا يوجد سبب واضح لارتفاع ضغط الدم؛ بل يرجع السبب لوجود عوامل وراثية أو خلل بالهرمونات.
يُنصح بعلاج ارتفاع ضغط الدم فور تشخيصه لتجنب مضاعفاته الخطيرة، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية.
ويمكن علاجه عن طريق:
- تعديل نمط الحياة.
- مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- مثبطات مستقبلات الكالسيوم.
- مدرات البول.