القلب وعلاقته بالأمراض الأخرى

ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي

يعاني ٢٥٪ من مرضى القصور الكلوي المزمن فشلًا في عضلة القلب؛ وذلك لأن كلًّا من القلب والكلى عضوان حيويان يؤثر الخلل الحادث بأيٍّ منهما في الآخر!

ما العلاقة بين ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي ؟ و هل يتحمل مريض القلب غسيل الكلى؟

ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي | ما علاقة القلب بالكلى؟

ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي

تؤثر أمراض الكلى في القلب تأثيرًا كبيرًا، والعكس صحيح! وذلك لأن أي خلل يحدث في ديناميكية الدم في جسم الإنسان يمكنه أن يسبب بالتبعية خللًا في أعضائه المهمة.

ومن ثَم فهما سبب ونتيجة حتمية لبعضهما البعض، وإصابة الإنسان بأي منهما تؤدي إلى الإصابة بالآخر. ولكن يعتمد توقيت حدوث ذلك على مدى التزام المريض بالعلاج والمتابعة المستمرة مع الأطباء المختصين.

وقد أثبتت الدراسات أن ضعف عضلة القلب يزداد كلما تدهورت وظائف الكلى عند إصابة المريض بقصور الكلى المزمن، ويصل نسبته إلى 70 % إذا وصل المريض للمرحلة الأخيرة وهي الفشل الكلوي.

ومن أشهر أسباب قصور الكلى المزمن:

  •  مرض ارتفاع ضغط الدم؛ إذ يتطور مرض الكلى المزمن خلال 3 سنوات من ارتفاع ضغط الدم المستمر، غير المُتحكم فيه عن طريق تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي.
  • مرض السكري؛ يتطور مرض الكلى المزمن خلال 5 سنوات من مرض السكري غير المُتحكم فيه.
  • أمراض القلب خاصةً جلطة القلب.
  • الأنيميا الحادة.
  • أمراض الكلى الوراثية.
  • أمراض الكلى المناعية.

هل مرض القلب يسبب فشل كلوي؟

 تُقاس كفاءة الكلى عن طريق معدل الترشيح الكبيبي “glomerular filtration rate, GFR”، والذي يحسبه الطبيب للمريض ليقيس به كمية الدم التي تمر في الدقيقة الواحدة في مرشحات الكلى؛ ما يدل على كفاءة هذه الكلية وقدرتها على العمل بشكل طبيعي، وقدرتها على ترشيح المياه الزائدة عن الحاجة والسموم والأملاح.

لذا فإن أي ضعفٍ في عضلة القلب يؤدي بدوره إلى قلة كمية الدم التي يستطيع ضخها في الدقيقة الواحدة؛ ومن ثَم يقل معدل الترشيح الكبيبي؛ ما يؤدي إلى تطور مرض قصور الكلى المزمن، الذي يكون معدل الترشيح الكبيبي فيه أقل من 90 مل/دقيقة/1.73 متر مربع، إلى الفشل الكلوي الذي يصل فيه معدل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 15مل/دقيقة/1.73متر مربع، وعندها يحتاج المريض إلى بديل لهذه الكلى التي توقفت عن العمل! إما بالغسيل الكلوي الدموي أو زراعة الكلى.

مما سبق نستنتج أن ضعف عضلة القلب من أسباب الفشل الكلوي، وأن الفشل الكلوي كذلك يمكن أن يؤدي إلى ضعف وفشل في عضلة القلب؛ لذلك ننصح بالمتابعة المستمرة مع أطباء الكلى والقلب إذا كنت تعاني ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو ارتفاع الكوليستيرول، أو أي مرض من أمراض القلب.

هل يتحمل مريض القلب غسيل الكلى؟

ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي | هل يتحمل مريض القلب الغسيل الكلوي

يعمل جهاز غسيل الكلى الدموي عن طريق عمل دائرة مغلقة ومرور الدم على فلتر لترشيح السموم واليوريا والبوتاسيوم، ومن ثَم الحفاظ على حياة الإنسان! إذ قد يؤدي تراكم هذه السموم في الدم إلى الوفاة.

ويوجد في هذا الجهاز مضخة لتسهيل حركة الدم؛ ما يجعله يُشكل مع مرور الوقت حملًا على عضلة القلب.

كما أن التوصيلة الشريانية الوريدية التي يتم توصيل المريض منها بالجهاز تمثل حملًا على القلب بمرورو الوقت، ومن الممكن أن تسبب فشل عضلة القلب؛ لذلك في حالة ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي يكون الغسيل البريتوني أفضل من الغسيل الدموي. ولكن التكلفة المادية للغسيل البريتوني عالية ويحتاج إلى وقت أطول وبيئة مُعقمة جدًّا من الصعب توفرها، ومن الممكن أن يسبب التهابًا في الغشاء البريتوني في البطن.

لذا فإن أي مريض يعاني ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي يجب عليه متابعة القلب بصفة مستمرة مع طبيب القلب، وعمل موجات صوتية على القلب “الإيكو” كل 3 أشهر.

هل يتحمل مريض القلب غسيل الكلى؟

عند تشخيص المريض بالفشل الكلوي لا يعني هذا الحكم عليه بالموت كما يعتقد معظم الناس! وذلك بفضل توفر علاجات بديلة لهذه الكلى، مثل: الغسيل الكلوي إما البريتوني أو الدموي، وزراعة الكلى.

وقد أثبتت الدراسات أن مريض الفشل الكلوي إذا التزم بالغسيل الكلوي والمتابعة المستمرة فإنه من الممكن أن يعيش 20 إلى 30 سنة ما دام لا يعاني أي أمراض مصاحبة، وإذا زرع كلى جديدة فإنه من الممكن أن يعيش أكثر من 25 سنة إذا كانت الكلى صحية والتزم المريض بالخطة العلاجية الدقيقة بعد عملية الزرع، لكن في حال كانت الكلى المزروعة مريضة فإن نسبة النجاة تمتد إلى 15 سنة فقط.

وكلما تابع المريض بالتحاليل الشهرية والموجات الصوتية على القلب، زاد ذلك من جودة حياته ونسبة العيش بصحة أفضل.

هل مشاكل الكلى تسبب خفقان القلب؟

ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي

ينتج خفقان القلب بسبب اضطراب نظم القلب، وهو عبارة عن اضطراب في كهرباء القلب إما في الأذين أو البطين، ينتج عنه شعور المريض بضربات قلبه أو ضيق التنفس.

وفي دراسة أُجريت على 71 مريضًا من مرضى الغسيل الكلوي ومراقبتهم مدة 34 شهرًا كانت النتائج كالآتي:

علاج ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي

  • تقليل ضغط الدم المرتفع لأقل من 120/80 مم زئبق، باستخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسن مثل: راميبريل.
  • التحكم في مرض السكري، ويؤدي دواء إيمباجلفلوزين دورًا هامًّا في حماية عضلة القلب الضعيفة ومنع تدهورها إلى الفشل القلبي.
  • استخدام أدوية مثل حاصرات مستقبلات بيتا ومدرات للبول، مع التنبيه على عدم تناولها دون استشارة طبيب القلب المختص.
  • الابتعاد عن المسكنات والمضادات الحيوية التي تضر بصحة الكلى؛ وذلك لتجنب عدم تطور مرض قصور الكلى المزمن إلى الفشل الكلوي.
  • الابتعاد عن الأكلات التي تزيد من نسبة البوتاسيوم في الدم، مثل: البطاطس والعسل الأسود والموز؛ إذ يؤدي حدوث أي خلل في هذا العنصر إلى اضطراب نظم القلب المميت!
  • وفي البلاد ذات الرعاية الصحية المتقدمة من الممكن أن يخضع المريض لعملية زرع كلى وقلب في عملية واحدة؛ لعلاج كل من ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي.

الخلاصة | ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي

يُعد كل من ضعف عضلة القلب والفشل الكلوي سببًا ونتيجة للآخر؛ إذ تؤثر أمراض القلب في الكلى والعكس صحيح! وذلك لأن أي خلل يحدث في ديناميكية الدم يمكن أن يسبب خللًا في الدورة الدموية؛ ما يؤثر بدوره في الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان.

لذا يجب متابعة وعلاج:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • أمراض القلب خاصةً جلطة القلب.
  • ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول بالدم.

وذلك للحماية من تدهور مرض القلب في مريض الفشل الكلوي.

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى